ان الاعتراف بالخطأ فضيلة كما هوالاعتراف بالهزيمة دليل شجاعة للدلالة بانك تخوض صراعا مع خصم لا يستهان به، فإذا قللت من شأن خصمك وقللت من اهميته، فهذا يعني أنك تستهزئ بقواك اولاً قبل ان تستهزئ بقوة خصمك، لذلك نرى ان الفرق الرياضية تقيم عاليا جهوزية خصومها وهي بهذا ترفع من شأنها وتعتد بقوتها وتعمل على تعميد جهوزيتها لأنها ستواجه خصماً لا يستهان به هذا على سبيل المثال .

أن الذي ينطبق على الفرق الرياضية وعالم الرياضة فانه ينطبق على جميع مناحي الحياة، بما فيها الصراع على السلطة، وهنا اعني اذا كان الصراع سلميا وفق مبدأ  التبادل السلمي للسلطة.

واستنادا  لمنطق التاريخ فان الصراع بين القوة الجديدة  الصاعدة والقوة القديمة القابضة على مقاليد الحياة ياخذ اشكالا عديدة بما فيها الصراع العنفي وهو الخيار الاخير اذا اصرت القوى القديمة على التمسك بامتيازاتها ولجأت الى اشد الاساليب قسوة ضد القوة الجديدة الصاعدة، عندها تحدث الثورات الاجتماعية، وهناك محطات تاريخية ابتداءا من الثورة الانكليزية والفرنسية مرورا بثورة اكتوبر والثورات في بقية بقاع العالم والتي سبقتها دعوات الاصلاح التي انطلقت ضد سيطرة الكنيسة التي سخرت نفسها لخدمة الانظمة المستبدة في القرون الوسطى.

ان منطق التاريخ وبالاستناد الى قانون التطور الاجتماعي الذي يؤكد صحته يوما بعد اخر وينجذب اليه الناس اكثر فاكثر، اذ في لحظة تاريخية معينة يشتد التناقض بين الاساليب القديمة المعتمدة في ادارة المجتمع ، والاساليب الجديدة الوليدة التي تستهدف الاصلاح، عندها  لم يعد بالامكان استمرار القديم بقيادة المرحلة باساليبه البالية المفضوحة، حيث لم تعد تجدي حتى  اساليب التضليل والخداع التي كانت تستخدم من اجل البقاء فترة اطول في قيادة دفة الحكم، بمقابل القوة الجديدة التي تعمل على تصحيح المسار نحو الاصلاح على جميع الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية.

وهنا يمكن سياق امثلة كثيرة مُنذ ظهور الانبياء مرورا بمرحلة التنوير وصولا الى العصر الراهن.

 ان واقعنا في العراق ليس استثناء فهو جزء لا يتجزأ من العالم يؤثر ويتأثر، ومثلما كان مشعلا من مشاعل الحضارة العالمية، يقف اليوم على مفترق الطرق في اطار حسم ازمة  الصراع بين القديم المتبرقع بعبائة الحضارة مسخراً الدين لاغراضه النفعية الضيقة والذي تصدر في غفلة من الزمن المشهد السياسي  فحكم البلاد خمسة عشر عاما فأعادها الى الوراء مئات السنين، وبين البديل الذي ينتشل البلاد من التدهوربقيادة   قوى الاصلاح والتغيير المتمثلة في تحالف سائرون الذي يجسد طموح الاغلبية الساحقة من الكادحين والمعدمين وعموم شغيلة الفكر واليد الذي يسعى الى ارساء  حياة حرة كريمة تؤمن العيش الرغيد وتوفر للجميع امكانية  التمتع بخيرات البلد  وبالاستناد الى برنامج واضح المعالم لانقاذ البلاد من حالة التدهور التي انتجتها سياسة المحاصصة البغيضة التي اعتمدتها الطبقة السياسية الحاكمة منذ عام 2003  والى الان والتي اوصلت البلد الى ادنى درجات التخلف على جميع الاصعدة .  

عرض مقالات: