مضى على استلام السيد الكاظمي لرئاسة الحكومة العراقية وقت لا يعفيه من الاجابة المطلوبة عن السؤال العام حول الاسعافات التي يفترض قد جاء يحملها في جعبته { برنامجه } كأن تكون وصفات لعلاجات منقذة لظاهرة الانهيار الشامل الذي حل في عموم مناحي الحياة في البلد. وكان عليه في اقل تقدير ان يدرك المخاطر و يضع يده على الجرح النازف القاتل قبل غيره من الجراحات الاخرى، التي تهون نسبياً كتدوير الاشخاص بالمناصب الحكومية وسواها. ربما انه قد اخذ نمط التدرج بالتغيرات والاصلاح. غير انه لم يوفق في وضع خطواته ضمن مكانها اللازم، وان تنطوي على عزم متواصل متسابق مع زمن فرصته القصيرة، كحكومة ازمة برئيس تسوية لا يمتلك القدرة على التصرف الشخصي خارج الاطر التي رسمت له . وفي مطلق الاحوال هو رئيس للوزراء وبامكانه التجلي والتحلي بالحرص في تطبيق ما هو مطلوب من اجراءات تكون وفق نظرية " اخر العلاج الكي "

 لقد ظهر السيد الكاظمي كالطبيب الذي يشخص المرض ولا يضع له العلاج الشافي والمناسب . بل مضى مكتفياً بالضمادات والمسكنات تاركاً الامر، كما يبدو ، لـ " مناعة القطيع "  هذا المفهوم الطبي الذي غدا متداولاً في  غمرة جائحة " كورونا " والذي يدل على العجز الشديد. وما يؤسف حقاً ان السيد رئيس الوزراء يريد عكسه هذا المفهوم على معالجاته ازاء علل الوضع السياسي العراقي. ويمكن الجزم أنه غدا ضليعاً في معرفة مباعث الفساد والفشل والقتل والخطف وتغييب المناضلين وابناء العوائل المنكوبة. لكنه يكتف بالتعامل اوالمرور على ضواح مستوطنات الفساد و الجرائم، دون اقتحامها بغية قلع جذور بؤر الخراب المتأصلة فيها. ويبدو كأنه يمشي وفق خطة قد رسمت له مسبقأ وتأشرت خطوطها الحمراء. والانكى من ذلك نراه عندما يشعر بانه قد ذهب خارج المسموح له، سرعان ما يتدارك ويلجأ الى تبرئة من يشار اليهم من قبل المتظاهرين وعموم ابناء الشعب بانهم عتاة الفساد والجريمة المنظمة، بقوله: الذي جاء  في مقابلته التلفزيونية الاخيرة ودون تحديد { ان القوى السياسية الحاكمة لم تتورط بالجرائم..!! }. كما ان ذلك ينطبق على محاولاته لاعتقال بعض الجناة فلم يلبث ان يتراجع بمئة وثمانين درجة، وكأن شيئاً لم يكن.  

 واتساقاً مع نواياه وعزمه على تبني مشروع سياسي وتشكيل حزب ليخوض فيه الانتخابات المقبلة. على حد ما هو متداول في  الساحة العراقية .دأب السيد الكاظمي على ممارسة اسلوب دغدغت العواطف وارتداء قميص التواضع بالاقتراب من الناس، و الحق يقال، ان هذا من حيث المبدأ يحسب له. غير ان هذه الاقترابات والحوارات المباشرة مع المنتفضين التي قام بها لم تنتج عنها اية " زبدة " ترطب ريق هذه الجموع التي تأمل بجرعة طيبة منه تروي ضمأها.. فلم يلمس سوى سماع الكلام المعسول والحث للنوم على وسادة الوعود. وتشكيل اللجان التحقيقية التي ظهرت متواطئة مع المذنبين في الاغلب. الامر الذي حسب من قبيل الدعاية النتخابية المبكرة، هذه الوسيلة التي استخدمها اسلافه والتي عرفت بين اوساط الناس بـ " السوف " التي تقتل الامل. ان المعول عليه ان يُعالج العلة، ولم يشف جرحاً يذكر فانه يحتاج هو للعلاج قطعاً.. لنرى غداً والغد لناظره قريب.

عرض مقالات: