لم تر بلدان الشرق الأوسط وبصورة خاصة العراق أي خير من امريكا، خصوصا بعد تعاونها مع القوى الرجعية والدينية والقومية في القضاء على ثورة الفقراء 14 تموز المجيدة، ومنذ ذلك الحين إستمرت القوى الوطنية حاملة الهم العراقي بتثقيف الجماهير العراقية بمعرفة وأهداف المخططات الأمبريالية في المنطقة، وتكشف ألاعيبها الإستعمارية، ودورها في تأمين حاجات القوى الرجعية والقومية والدينية، للتصدي لحراك جماهيرها الشعبية. فهذه القوى تحرص على التواجد الأمبريالي في المنطقة، وتدافع بكل ما يقوي العلاقات بينهما. فهي ليومنا هذا من يستفيد من تواجدها وتستقوي به في قمع تطلعات شعوبها، وخاصة بعد إكتشاف النفط والغاز في الكثير من بلدان المنطقة، وتسليم إدارة مسؤولياتهما  لأيدي من تملكوا لغة التفاهم وإياها، من خلال عقد الإتفاقيات الجائرة معها، وعقد العقود مع شركاتها لإستثمرار الموارد الطبيعية الغنية بها بلدانها ، بضمان تحصينها بالصمت والسكوت عن ممارسات أنظمة حكوماتها تجاه شعوبها المطالبة بالديمقراطية وتحقيق العدالة الإجتماعية، وأن شجبت ممارساتها غير المسؤولة فإنما تعمل ذلك بإستيحاء،  

فالسياسة اللإمبريالية في المنطقة تتبدل حسب المعطيات وتطور الأحداث على الصعيد العالمي بينما سياسة القوى الإسلامية والقومية ثابتة، غير قابلة للتغيير، تحتفظ بمفاهيمها المذهبية وأفكارها الحالية والمستقبلية، وتضغط على شعوبها لمسايرتها والتمسك بها، وبنفس الوقت تبعد شعوبها عن مُسايرة أية معلومة تتجاوب ومهام التطور الحضاري على الصعد المختلفة. ولهذا تُصر على البقاء مرتبطة بالماضي الذي يؤكد عليها ضرورة تملك المال والقوة بإستعمال حتى قوة السلاح باﻷضافة إلى ميراث ما إتصف به البعض بتواصل مقامات عوائلهم المذهبية، رغم فقرهم الفكري وعدم درايتهم بإدارة المواقع التي فرضوا نفسهم عليها بقوة ميليشياتهم. 

تقوم سياسة الإمبريالية اﻷمريكية في المنطقة (الشرق الاوسط) على تحقيق مصالحها بالدرجة الأولى، ومن ضمنها ضمان أمن إسرائيل، لذا تُسهل وتختلق مختلف المبررات لتحتل قواتها مواقع في المنطقة لإحكام سيطرتها عليها من جهة، وتخويف حكومات المنطقة من جهة ثانية، لتجعلهم ينفذون بشكل تطوعي خططها وتبحث عن مواقع لها بين القوى الدينية، لذا وجدت في الإخوان المسلمين، واﻷحزاب الإسلامية الأخرى كركائز لها في المنطقة،  على الرغم من إدراكها، أن ذلك سيحولهم إلى عبء ثقيل على شعوب المنطقة كما حرى في العراق ولبنان وسوريا واليمن وحاليا ما يجري في شمال أفريقيا والأردن ، بالإضافة لنجاحها في إيجاد مشاركين كثر من دول شرق أوسطية،  تطوعوا ليكونوا اعضاء فاعلين في تنفيذ تلك الخطط الهادفة الى تشويه صورة العرب وبصورة خاصة الفلسطينيين  منهم بكونهم يعملون على نشر الإرهاب والتطرف ورفض   حل الدولتين، بإنكار حق الشعب الفلسطيني واليهودي العيش بسلام وأمان في المنطقة، تسود أنظمتها الديمقراطية والعدالة الإجتماعية  

يعتمد الأمريكيون في تنفيذ خططهم على مشاريع براقة كالتكامل والتعاون كلها تصب لجعل علاقات تلك الدول مع دولة إسرائيل طبيعية، بغض النظر من دعواتها التي طرشت مسامعنا بنشر الديمقراطية في العالم، أن ما يهمها إيجاد أنظمة شمولية، تدعي النضال من اجل تحرير فلسطين، بشعارات دينية وطائفية، دلت التجارب على عقمها وفشلها طيلة عقود تبنت فيها مبداء كل شيء أو لا شيء

 إن شعوب المنطقة تعيب على تلك الدول التي لا تنتمي إلى الطبيعة ولا ترتبط بالأرض، لكنها تخدع البعض بشعارات مذهبية، وتغري ضعفاء النفوس ومهزوزي  الفكر والعقيدة، بحيث عن طيب خاطر ينفذون أجندات أجنبية، وتساعدهم على تخزين أسلحة بين بيوتهم، بحجة قربها من الأهداف المعادية لتحرير الأراضي المحتلة، اوالقضاء على داعش، مما قادهم الى إفلاس فكري يعتمد على توجهم لإمساك أجهزة الدولة الأمنية والإدارية، لتبقى تنمية أوطانهم والقضاء على الفقر المدقع مسالة ثانوية، إننا إذ نعيب على تلك الأنظمة والأحزاب مشاركتها المرفوضة من قبل شعوبهم أيضا، لكونهم بهذا يخونون أوطانهم ويُفرطون بمذاهبهم، ولا يَخضعون لمصالح شعوبهم. وبهذا يفقدون إحترام الجماهير الشعبية.

عرض مقالات: