من عبد المهدي الذي تلطخت يداه بدماء شهداء انتفاضة تشرين " اكتوبر " إلى الكاظمي مرورا بمن سبقوهم منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 إلى يومنا هذا،  لم يتوقف شلال الدم،  لا بل أصبح اكثر اتساعا وجرف ويجرف في طريقه ارواح العديد من الضحايا الابرياء فضلا عن الدمار الذي حل بالبلاد والعباد ابتدءا  من  الإجهاز على كل شيء من شأنه  أن يمد الحياة بشريان البقاء مروراً بترسيخ  الجهل والشعوذة ومحاربة الأفكار النيرة وتشويهها، حتى أصبحت البلاد من تعداد الدول التي تعد اكثر خطورة والاسوأ في التعليم والأكثر سوءًا في  تقديم الخدمات للناس ولو حتى بالحدود الدنيا، حيث أصبح العراقيون يشعرون بالخجل جراء التصرفات السيئة التي يمارسها سياسيو الصدفة،  فتجدهم لا يفكرون إلا بأنفسهم وحاشاياتهم وبحدود  ضيقة ويتنكرون لأبناء جلدتهم، وطغوا حتى أصبحوا لا يعيرون  اهتماما لأي اعتبار،  ما عدا مصالحهم  لإرضاء  غرورهم ونفسياتهم المريضة ويتصرفون وكأنهم رابحو  بطاقة يا نصيب، ولما  لا !؟ إذا  كانت السلطة قد  جاءتهم  دون عناء،  لا بل  جاءتهم على طبق من ذهب،  مقابل أن يكونوا مسخا لمن في اعتباراتهم ولي نعمتهم سواء من هم  وراء المحيطات أو من دول الجوار، وهذا الأمر أصبح واضحا للقاصي والداني،  ولم يعد بحاجة إلى عناء خصوصا وان اللعب أصبح على المكشوف، وعلى . گولة المثل الي يگول " تخاف گال لا ..تستحي گال لا ...گله إذا أفعل بما تشتهي " وما اشبه اليوم بالبارحة .

 لكن هذا لا يعني أن" دار السيد مأمونة" كما يعتقد الطغاة  فالشعب  وان ثخنت جراحه وأن صبر طويلا  وان طال حلمه  إلا  أن غضبه ٱت لا محال وسوف يزلزل الأرض تحت أقدام طواويس ساسة  الصدفة،  فوالله أنهم نمور من ورق،  فما أن تعقد الصفقات بين اسيادهم  تراهم يسحقون تحت الأقدام كأعقاب السگائر، وهناك ملايين الشواهد على ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر انظروا، أين شاه ايران صاحب خامس جيش في العالم،؟ اين مبارك؟ أين صدام؟  واين وأين وأين  والقائمة تطول.

 اعلموا أن شعبنا العراقي يُمهل ولا يُهمل ولهُ في تاريخه المجيد امثلة ناصعة، حيث زلزل الأرض تحت أقدام المحتل البريطاني في ثلاثينات وأربعينات وخمسينيات القرن الماضي،  تمثلت في الاضرابات والاعتصامات والوثبات والتي تُوجت باندلاع  ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 1958 بقيادة طلائعها الوطنية المقدامة وشهامة ضباطها الاحرار البواسل وفي طليعتهم قائد الثورة الشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه الميامين وصفي طاهر و ماجد محمد امين و فاضل عباس المهداوي و طه الشيخ أحمد واخرون، كما أن شعبنا  لم يدع النظام الدكتاتوري المنهار ينعم بالأمن رغم اساليب البطش والغدر والمقابر الجماعية، وقف شعبنا العراقي الحر الأبي ممثلاً  بقواه الوطنية والتقدمية بالمرصاد فرفع السلاح بوجهه وعمل على اسقاطه،  وقدم على هذا الطريق كوكبة من الشهيدات والشهداء الأماجد.

ان جمرة الكفاح لا زالت وهاجة وابناؤنا البواسل متمسكون بها رغم الجراح ورغم المعاناة وقوافل الشهداء الذين سوف لن ولم تذهب دماؤهم هباء فهي تستصرخ كل الغيارى من أبناء شعبنا من اجل إعادة الوطن المغتصب من قبل الطبقة السياسية الفاسدة التي تربعت على كرسي السلطة في غفلة من الزمن ودمرته بشكل ممنهج ارضاء لشهواتهم الدنيئة.

عرض مقالات: