في ظل ظروف غاية في الخطورة وأستعصاء الوضع السياسي الذي تلازمه سمة التمسك بالمحاصصة نهجاً من قبل الكتل التي ثبت فشلها الذريع في أدارة كفة الحكم الذي تربعت عليه منذ عام ٢٠٠٣ مما ولد ذلك وعياً تراكميا لدى المواطن الذي بدأ يكره ويتقزز من سماع ما يخص تلك الحفنة الفاسدة التي اوصلت البلاد الى اسوأ مصاف التصنيف العالمي للدول المتخلفة بسسبب سوء الادارة والقبول بأرتهان البلاد لمصالح الدول الاقليمية والدولية ذات الاطماع التوسعية المشينة.
اليوم ونحن نعيش رعباً يهدد مصير الناس في بيوتهم بسبب جائحة فايروس كورونا الذي هز المعمورة وأفقدها التوازن في أغلب مفاصل الحياة فتوقفت حركة الانتاج وساد الخوف المطبق على حياة اغلب الدول ومنها المتقدمة علميا بعد ان غزاها الفايروس اللعين وتسبب بخسائر بشرية ومادية مما انعكس سلبا على مجمل سكان المعمورة التي يعمل فيها العلماء والخبراء من اجل التوصل الى اكتشاف لقاح لهذا الوباء القاتل.
رغم كل هذه الظروف غير الطبيعية وفي احرج الاوضاع انجزت منظمات حزبنا الشيوعي وبكل زهو انتخاباتها الدورية واستقرت تنظيمياً وهي تمارس واجباتها ونشاطاتها وفعالياتها اليومية في ظل ظرف حساس وغاية في الخطورة لكنه لن يثني عزيمة اؤلئك المناضلين الذين نذروا أنفسهم لقضايا الناس والدفاع عن مطالبهم الملحة.
وبكل داب ومثابرة تتحرك منظمات الحزب ببن الجماهير ،محيطهم وببئتهم الحقيقية وهم يتصدرون المشهد الفعلي في تبني مطالب الجماهير والذود عنها بكل ثقة وأيمان منطلقين من برامج الحزب ومواقفه الواقعية في تحليله للواقع السياسي للبلاد بكل منهجية سياسية تحظى بقبول متسع.
تتواصل تلك المنظمات وهي تمارس نشاطاتها اليومية في تنفيذ سياسة حزبنا والتي جلها تتركز في العمل بين صفوف الجماهير أينما وجدت لتتفاعل مع مطاليبها وتسير معها نحو تحقيق ما تصبوا اليه فكانت مساهماتنا واضحة البنان في تلبية تلك المطالب ومنها الزيارات الى المجالس البلدية والقائمقاميةوالمحافظين في مناطق عمل المنظمات لتقديم مطالب الناس للمسؤولين من اجل تلبيتها.كما وساهم رفاق الحزب في الحراك الجماهيري المنطلق منذ ١ / ١٠ / ٢٠١٩ بتحشيد الناس للمشاركة فيه بكل فعالية وقدموا مساهمات كبيرة في فعاليات الحراك ، محافظين على سلميته وحقن دماء المنتفضين من خلال حملات التوعية التي أقيمت في ساحات الاحتجاج عبر اللقاءات والمحاضرات والندوات التي عقدت في خيم الشباب المنتفض وتجاوب معها غالبية الحضور.
لقد لعبت منظمات الحزب دورا بارزا من خلال تواجد رفاقها الناشطين في ميادين الاحتجاج بتنمية ثورية الشباب العالية وتقديم النصح والإرشاد وتسليط الأضواء على هدف الحراك المتجسد في تغيير المنظومة السياسية الفاسدة وأصلاح الاوضاع بمغادرة نظام المحاصصة المقيتة وارساء نظام المواطنة عبر اقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة الانسان والعدالة الاجتماعية التي يشعر الانسان فيها بأدميته ووجوده الحقيقي كأنسان له قيمة.
ان الشيوعيين يتطلعون الى مؤتمرهم الوطني القادم الحادي عشر وعيونهم تصبوا نحو التغير المنشود لأوضاع بلادهم المتفاقمة منذ اكثر من سبعة عشر عاما ،وما تعاني منه من التخلف والامية والفساد وسوء الاوضاع الامنية وعدم الاستقرار وضياع اموال الشعب وسرقتها من قبل طغمة فاسدة رهنت مصيرها بالدول الاقليمية والدولية التي تتحكم بهم كيفما تشاء دون اي واعز للوطنية او اي احترام لسيادة وطن هو اكبر من كتلهم واحزابهم والدول الداعمة لهم.
بكل ثقة ينتظر الرفاق مؤتمر حزبهم العتيد الذي سيرسم ملامح وتوجهات الحزب وسياستة القادمة في برنامجه السياسي. ومن دون شك هو حدث ليس فقط يخص الشيوعيين، بل عم م الوطنيين الحريصين على مصالح شعبهم وتقدمه.
مرحى لرفاق الحزب وأصدقائه وجماهيريه وهم بخوضون النضال البطولي من اجل التغيير نحو الأفضل والامل المنشود.
معا الى المؤتمر الحادي عشر لحزبنا الشيوعي العراقي.

عرض مقالات: