في وقت تعيش فيه البلاد ازمات حادة و قلق كبير بسبب : وباء كورونا، الازمة المالية لإنخفاض اسعار النفط، الازمة السياسية التي كشّفتها انتفاضة شباب تشرين الابطال .  . و تقف حكومة تصريف الأعمال عاجزة عن الدفاع عن البلاد من المخاطر الهائلة الشاخصة امامها، و تزداد المخاطر العسكرية الأجنبية و احتمال صراعها على الارض العراقية مهددة بأن تكون البلاد مسرحاً لحرب ايرانية ـ عراقية ـ اميركية جديدة تدفع اليها دول و قوى اقليمية و عالمية كبرى، و داخلية لا تنظر الاّ الى مصالحها الأنانية مستغلة ضعف و غياب القرار العراقي !!

و فيما تتماسك الدول و الشعوب المتنوعة الحضارات و الاديان و الوان البشر، و يحاول الجميع الانفتاح على كلّ من يمكن ان يساعدها في نضالها ضد كورونا، و تتزايد حملات الدعم التي تقوم بها دول غنية لإسناد الدول الفقيرة حماية للجميع، بل و وصلت مواقف الدعم للشعوب، حتى الى تبرعات كبرى للمافيات الايطالية لوطنها الام .  .

في وقت تبقى فيه زعامات الكتل الحاكمة و اجنحتها المسلحة الغنية بالسرقات و الفساد، و بلا خجل لا ابالية امام ما يجري بل و لا تحرّك ساكناً حتى بالاعتذار للشعب الاعزل الذي يواجه الموت و الجوع، باعادة مايمكن اعادته للدولة بكل المسميات التي قد يمكن ان تحفظ ماء و جهها في اشهر الحساب العظيم الجارية، في مواجهة التحديات التي تهدد باندلاع ثورة جياع على وصف العديد من المسؤولين و السياسيين و المراقبين، و على انواع الفضائيات و مواقع التواصل.     

بل و جعلتها الانانية و اللاأبالية اسيرة صراعاتها على المغانم داخل شرنقتها و هي تواجه النتائج الاولى لإنتفاضة تشرين الجماهيرية الجريئة و بشهدائها الميامين، التي وحّدت الشعب بشيعته و مكوّناته برايات " اريد وطن " و " هايه شبابك ياوطن هايه، ضحّت بدمهه و رفعت الرايه " ، و ادّت الى انقسام (البيت السياسي الشيعي الحاكم)، الذي يزداد انقساماً و يزداد نواب الكتل الحاكمة رفضاً لمواقف زعاماتهم الرافضة لمرور المكلف الزرفي و الداعية الى محاسبة رئيس الجمهورية على (فعلته) .  

انقسامه بسبب الضغوط المتنوعة المطالبة بالأهمية القصوى للاسراع بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحياتها الدستورية الكاملة، بدل حكومة تصريف الاعمال برئاسة الغائب الطوعي (!!) عن الرئاسة و بصلاحيات ناقصة . . و لإنهاء الواقع المشوه القائم بوجود ثلاثة رؤساء وزراء لا يحكمون : الغائب الطوعي، المكلّف، مرشح جديد من الفتح لايُعلن عنه.

من جانب آخر يعبّر كثيرون عن قلق متصاعد من مخاطر السلوك اللامسؤول لعدد من الميليشيات التي تعلن بنفسها انتمائها لإيران (راعية تسليحها و تمويلها على حد خبراء لا منحازين) ، فتهاجم اهدافاً لقوات التحالف الدولي و لأهداف مدنية تخص شركات و مشاريع لتلك الدول، بغرض ايقاع خسائر بها على ارض العراق و ينتظرون الرّد، غير مبالين بالمخاطر التي يتسببون بها للبلاد، سواء كساحة حرب و ضحاياها في زمن كورونا القاتل، او بسبب القيود الدولية المبتلية بها البلاد و التي تعيدها الى حكم البند السابع، يكون الحاكم الفعلي فيها مجلس الامن الدولي.

و فيما تفيد اخبار متنوعة حفلت بها مواقع التواصل لسياسيين و متابعين نزيهين، ان تهديدات متنوعة يقوم بها تابعون للميليشيات انفة الذكر، بحق نواب كتل (شيعية) ان صوّتوا للزرفي، غير مبالين بأن مايجري قد كشّف عدم صلاحية الاستمرار على المحاصصة الطائفية ـ العرقية كآلية للحكم، المحاصصة التي امتدت الى الكتل الحاكمة ذاتها، و جعلت البرلمان القائم يشهد انواع التناقضات و الصراعات بين قادة الكتل الحاكمة ذاتها من جهة، و بين قادتها و اعضائها الرافضين لمواقف اولئك القادة من جهة اخرى، في وقت طغى فيه النفاق السياسي و الخداع، الوليد المشوّه للمحاصصة، على المواقف في البرلمان.

و يفيد مقرّبون من الحشد الشعبي، ان بيان الميليشيات الثماني المهدد للبرلمان و للشعب، اثار حفيظة و رفض عديد من وجوه فصائل الحشد الشعبي، الذي وصل الى المطالبة بإخراجهم من هيئة الحشد الشعبي. و يرى عديدون اثر البيان، في تلك الميليشيات .  .  بكونها و كأنما صارت مجاميع لا يربطها بالعراق شئ بقدر ارتباطها بما تعتقد هي به فقط، بشئ شبيه الى حد كبير بداعش، خاصة بعد لجوء اعداد كبيرة من داعش الى ذلك الجوار، و اثر ما اثارها عدم قدرة آمر فيلق القدس الجديد الجنرال قاآني، على توحيد كلمة فصائل الحشد بالاتجاه الذي يريده، و عودته الى بلاده بخفي حنين  .  .

 

عرض مقالات: