حالة اليأس والأحباط وشعور بالمظلومية والتهميش للطاقات الشابة، تبدو كأنها وهي مجتمعة تشكل غليان وفوران قدر يوشك ان يطفح كما يعبر أحدهم "لقد طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى".
ذلك رد فعل طبيعي من كذب ورياء بعض الشخصيات السياسة التي تتاجر بأحلام الناس، وتستغفل مشاعرهم ومعاناتهم، وتتناسي تضحيات الشهداء وعوائلهم، وعادت تروج لبضاعتها الكاسدة " المنتهية الصلاحية"
لم يكفيهم انهم أفلتوا من العقوبة جراء، سوء ادائهم السابق، بل عادوا من جديد للسباق الانتخابي القادم بلغة ملؤها الصلف!
واستهزاء واضح بعقول الناس وطموحاتهم، فلا عجب ان نرى بعضهم ومن على وسائل الاعلام يصرح وبطريقة الاستجداء أكثر من كونها طريقة لشخصية قيادية قادرة على تحقيق برنامج انتخابي واضح، لما لا تعطونا فرصة ثانية، كما انتخبتم الحكومة السابقة؟ متناسية مثل هكذا شخصيات، انها كانت جزء من الحكومات السابقة وشريك بالفشل والنجاح ان وجد، تتجاهل هذه الحقيقة في محاولة لأيهام المشاهد، انهم براء مما جرى.
جُل هم البعض تبيض صورته السابقة وتبرير فشله القديم، بمنحه فرصة ثانية او ثالثة، والترويج بصيغة جديدة تتناسب مع المرحلة الجديدة، بعد ان اثبت الخطاب الطائفي الذي اعتمده بالسابق لا يجدي نفعاً في المرحلة الحالية.
اخيرا أدرك سياسيو الصدفة، ان الشارع العراقي اليوم لا يمكنهم ان يضحكوا على ذقونه، فراحوا يغيرون خطاباتهم، لعل وعسى ان ينالوا ثقة الناس هذه المرة ايضا.
انهم بلا شك مازالوا ينعمون بأحلام اليقظة، لا يشعرون بغليان القدر!
هناك موج قادم من التغيير سيكتسح هذا الخراب السياسي متمثل بتلك الوجوه الشابة التي اقدمت على خوض تجربة الانتخابات، انه موج التغيير بغض النظر عن انتماءات هذه الوجوه وتوجهاتها الا انها دماء جديدة لا شك انها ستحدث تغيير، انه موج يؤمن ان البقاء للأصلح والاكثر وطنية، فحالة اليأس والاحباط الذي يعانيه البيت العراقي مما يراه امامه من المشهد السياسي، لا يمكن الا ان يترجم في الايام القادمة الى كفراً بكل اصنام السياسة وشخوصها المستهلكة، والتوجه نحو الشباب نحو العطاء.
نقطة راس سطر.