* 10 محافظات عراقيَّة وسط وجنوب البلاد بالإضافة إلى العاصمة بغداد، تجاوز عدد سكانها ال 20 مليون مواطن وأغلبية سُكّانها من أتباع المذب الشيعيَّ، ومعهم الآلاف من أبناء مدن ومحافظات شمال وغرب الوطن إنتفضوا، ثاروا، رفضوا وبشكل واعٍ، واضح وعلني إستهتار ودجل ونفاق أحزاب الدين السياسي وفي مقدمتها الأحزاب الشيعيَّة المتسلطة على رقاب العراقيين والمتاجرين بأمن وسيادة وسلامة وإستقلال الوطن.
* الآلاف، بل العشرات ومئات الآلاف وصولاً إلى الملايين من شبيبة وشباب العراق، من بناته وأبنائه الخيرين قالوا وبصوت واحد مسموع في ساحات وشوارع الوطن وفي التظاهرات الواسعة التي إمتدت وشملت كافة محافظات وأقضية ونواحي مدن الوسط والجنوب، قالوا كلمتهم الرافضة للفساد المستشري والفاسدين المتسلطين ولسياسة المحاصصة الخبيثة وما ورائها من تقسيم بين هؤلاء الفاسدين للسلطة والمال والجاه وهم يضربون عرض الحائط حاجات ورغبات وآمال وتطلعات أبناء الوطن ويوغلون في تدهورهم المستمر لعدم إشباعهم لحاجياتهم والإنتباه لما يُنَغِّص حياتهم اليوميَّة المتمثلة بفقدان الخدمات المختلفة وتدهور التعليم وإنحطاط القيم.
* أكثر من 100 يوم والإنتفاضة متواصلة بعنفوانها وبعطائها وبقوافل الشهداء والضحايا والدماء التي قدمتها من أجل تصحيح المسار وإنهاء السياسات والممارسات السافلة بحقوق الوطن وأبنائه، بثرواته وسيادته، بتأريخه ومستقبله، بزراعته وصناعته ومؤسساته التعليمية. ولم تلقِ هذه المواقف وهذه المناشدات وهذه التضحيات آذاناً صاغية لدى الطغمة الفاسدة المتسلطة على مقدرات العراق والعراقيين.
* بدأت إنتفاضة الشعب المباركة في الأول من أكتوبر 2019 وبشكل سلميّ رافعة شعارات ومطاليب وطنية مشروعة وقد واجهتها سلطة الفاسدين بالقتل والعنف وبأساليب همجيَّة مروعة، وقد تنكرت هذه السلطة ذاتها لهذه الأساليب الوقحة المنافية لكل القوانين والشرائع الدوليَّة وإبتدعت الطرف الثالث وإتهمته بالوقوف ضد المتظاهرين. وتمكن المتظاهرون بحسهم الوطني المرهف من تشخيص هذا الطرف والإعلان عنه والذي كان قوامه الميليشات المنفلته والخارجة عن القانون التابعة لهذه الأحزاب والمدافعة عنها والحامية لمصالحها، التي أُوكِلَت إليها هذه المهمة القذرة.
* اليوم وبعد إن تصاعدت وتيرة التظاهرات وتبلورت مطالبها وأهدافها وبعد إن إستطاعت إستقطاب اعداد غفيرة من أبناء الشعب وأخذت تضيَّق الخناق على رؤوس المتسلطين الفاسدين وبعد كسبها دعم ومساندة العديد من المنظمات الوطنية والدولية والمرجعية الدينيَّة ولم تتمكن سلطة الفساد من إيقاف زخمها وإخمادها لجأت إلى الأساليب المكشوفة لإستخدام القوة والعنف المفرط ولجأت كما في البدأ إلى إستخدام الرصاص الحي وتوجيه الضربات المميته إلى صدور المنتفضين وقتل وإختطاف وإعتقال نشطائهم وحرق خيم المعتصمين وفض ساحات الإعتصام ومطاردة الممنتفضين والمعتصمين والمؤازرين لهم والتضييق عليهم. كما رافق ذلك كله حملة مسعورة وعلى كافة المستويات لتشويه سمعة المتظاهرين وكيل مختلف التهم والصفات لهم والنيل من عزيمتهم ووطنيتهم ناهيك عن التعرض الرخيص لشرفهم وأمانتهم وكرامتهم.
* لن يتغير من الحال شيء، فالكل باق على ما هو عليه بل أن وتائره في تصاعد مستمر. الفساد يزكم الأنوف وسرقة المال العام لم تترك مجالا إلا ونفذت إليه والمحاصصة اللعينة إمتدت إلى أدنى المستويات والتدهور الذي ألنا إليه لم يسبق له مثيلا، حقوق الشعب في تقهقر والوطن يعاني من حالة تفكك مستمر لمكوناته وإنحدار مؤلم لمواقعه الدولية. فكيف والحال هذه أن تهدأ فورات المتظاهرين وتخمد أصواتهم وتتراجع أعدادهم؟ كيف للمتنورين وللأصوات الخيرة من أبناء الوطن أن ترتضي هذا الذل وهذا الهوان؟
* إنكم واهمون بما تفعلون، وإن دَلّتَ أفعالكم المشينة هذه على شيء فإنها تدل على ضعفكم وهزيمتكم وسقوطكم أكثر وأكثر في الوحل أمام جحافل المتظاهرين وأبطال الإنتفاضة البواسل. فلا تنفعكم قوّات الصدمة كما لم تنفعكم من قبل ميليشياتكم العفنة فالشعب أقوى وسلاحه أمضى.
* لا تقحموا إخوتنا وأبناءنا الغيارى من منتسبي القوات المسلحة في الجيش والشرطة والحشد على الإنزلاق في مواجهة إخوانهم في ساحات التظاهر من المدافعين ضد المظالم التي لحقت بنا وتحويلهم إلى قتلة ومجرمين في أعينهم! لا تسترسلوا في مسلسل الجريمة وتغرقوا أكثر وأكثر في وحل التمادي ضد مصالح المواطنين وحرياتهم وكرامتهم! لا تراهنوا على تبعيتكم وإرتباطاتكم المشبوهة! ولا تستقووا أكثر بالخارجين عن القانون!
* لا يمكن على الإطلاق ولا يجوز بأية حال من الأحوال القبول أو غض النظر أو السكوت على ثلة فاسدة فاشلة ذليلة إرتضت لنفسها السقوط في أحضان الأجنبي وتبنيهم تنفيذ مصالحه كما تمادت في غيها وإستهتارها بحقوق المواطنين وتركها تتحكم برقاب الملايين من أبناء شعبنا وهدر ثرواته وطاقاته البشرية والمادية ناهيك عن هدرهم لكرامته ومكانته وسمعته.
* الثوار يراهنون ويتشيمون بدعم وإسناد إخوانهم وأبناء وطنهم من المدنيين والعسكريين الذين يعيشون معهم ويعرفون معاناتهم. يراهنون على دعم ومساندة كل الخيرين في العالم وعلى دعم ومساندة منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي وفي هذا إمداد للثورة وإغناء لمحتواها ودعم للثوار الأبطال الذيين لن يهدأ لهم حال وفي هذا سيتحقق الإنتصار لشعبنا الجريح. وإنها لثورة حتى النصر.