تأثير استطلاعات الرأي على السلوك الانتخابي

كانت اعمال التجريبيين(1) الاوائل مدركة لأهمية وسائل الاعلام متمثلة في الإذاعة لدراسة آراء وتوجهات الجمهور ومستوحاة من النموذج الوصفي للمعرفة؛ لفهم الرأي العام عبر "جعل الحقائق العلمية الموضوعية محايدة تسمح بألقاء الضوء على تلك المناقشات الدائرة حول تأثير وسائل الاعلام على الأفراد"(2)، فضلاً عن أهمية تأثير قادة الرأي على آراء المجموعة، ثم حاول بعض الباحثين تحديد دور المتغيرات النفسية والاجتماعية في إحداث التغيير، وبُذلت الجهود لإيجاد صلة بين توقعات الجمهور ودوافعهم من جهة وبين آثار وسائل الاعلام من جهة أخرى، وكيفية قياس تلك التوقعات كمّاً وكيفاً. 

لقد تزامن مصطلح (سايكولوجيا الحشود)(3) مع نضج المفاهيم الديمقراطية وحرية التعبير ومتغيرات الطبيعة السياسية للرأي العام المتحرر من الإكراهات التي كانت مفروضة على حرياته مثل حرية التعبير وحرية التجمع، والذي تناغم مع رؤية (لاسوال)(4) حول التأثير المباشر للإعلام الجماعي على الجمهور المشتت والذي ظهر إبّان الحرب العالمية الثانية وركز على دور الاعلام في حسم الحرب، حيث العملية الاتصالية ترمي لتحقيق ثلاثة اهدف(5):

مراقبة المحيط: عبر الكشف عن كل ما يمكن ان يخل بنظام القيم للجماعة.

ربط مجموع الاجزاء المشكلة لمجتمع ما لإنتاج استجابة تجاه المحيط.

نقل التراث الاجتماعي.

كما قام بعد تحليل المضمون بـ "تحديد الاتجاهات بطريقة أكثر دقة ممن سبقه حيث أعطى لكل اتجاه مسمى (مؤيد، معارض، محايد)"(6)، وبذلك اصبحت طريقة تحليل المضمون وسيلة متميزة للبحث الاجتماعي السياسي والاقتصادي عبر تحديد توجهات الافراد ومن ثّم معرفة توجهات الجماعة. ومع تطور الحملات الانتخابية في طرق الترويج لمرشحيها بدأت العديد من الدراسات المتخصصة في أبحاث الجمهور بالعمل لقياس مدى تأثر الناخبين بوسائل الإعلام من خلال تحليل سيرورة اتخاذ القرار عبر متابعة مراحل اتخاذ القرار وهو في طور التشكّل ومروره بعدة مستويات (الوعي، الاهتمام، التقييم، التجريب، التبني، أو الرفض) ثم القرار ضمن الجماعة لأن التصورات الثقافية والسياسية للأفراد وأثرهم في البناء الاجتماعي للمدلولات الايديولوجية ليست مستقلة تماماً، فبعد ان كان الاتصال عمودياً بين رأس السلطة وأتباعها أصبح افقياً بين مواطنين متساوين في الحقوق مع بروز ظاهرة قادة الرأي و(ردات الفعل) حيال الرسائل المنبثّة، حيث يتم ضع الاستراتيجيات الإقناعية بهدف تغيير الاتجاهات خاضعة في خططها  إلى(ايكولوجيا(7)الاتصال) ذلك أن لكل سلوك بشري قيمته الاتصالية.

لقد أظهرت الدراسات أن "الناس يتذكرون10في المائة فقط مما يسمعون، و20في المائة مما يقرأون، و80في المائة مما يشاهدونه ويفعلونه"(8)، وفي مقال حمل عنوان(التشفير وفك التشفير-Encoding-Decoding) كتب (ستيورات هال Stuart McPhail Hall)(9)المتخصص في أبحاث التلفزيون في تحليله للجمهور المعني بعملية فك التشفير بوجود ثلاثة أصناف من جمهور المتلقين متصلة حول بعضها البعض بصيغ عملها وشروط بقائها، وهي كالآتي:(10)

المهيمن: ويمثل وجهات النظر الغالبة والتي تبدو طبيعية وشرعية وحتمية.

المعارض: وهو يقوم بقراءة الرسالة وبناء أُطر مرجعية ورؤية مختلفة للعالم مثال ذلك تفسيره للمصلحة الوطنية بأنها مصلحة الطبقة.

التفاوضي: ويمثل خليطاً من العناصر المتعارضة المُكيفة والمنطلقات المتناقضة ويقوم بتبني جزء من الدلالات والقيم المهيمنة، ولكنه يستمد من واقعه الموضوعي ومصالحه الفئوية بعض الحجج لرفض القيم المهيمنة.

يمثل استطلاع الرأي "وسيلة للتحقق من عادات وأولويات الافراد والجماعات. توفر في حالة كفاية خطة البحث؛ مؤشرات صحيحة ظاهرياً للمواقف والخيارات"(11) ، وهو عنصر في غاية الأهمية ويمثل مظهراً مهماً لرصد اتجاهات الرأي العام ودورها الحساس في التأثر والتأثير في صناعة الوعي،(12) ويتم عن طريقه توجيه الرأي العام؛ وله أحياناً القدرة على تصوير مرشح ما على أنه الفائز أو الخاسر، فالمرشح الذي تظهره الاستطلاعات الاولية متمتعاً بالشعبية ومتقدماً على منافسيه يصبح في مقدوره اكتساب المزيد من التقدم بناءً على نظرية (التأثير الإنجاحي) التي ظهرت في امريكا والتي تعطي استطلاع الرأي أهمية في تغيير مسار القرارات أو نتائج الانتخابات، وفي الوقت نفسه يكون المرشح الخاسر قد تأكدت خسارته وذلك لترسيخ الاعتقاد لدى الناخب من عدم جدوى التصويت. ومن هنا فإن استطلاع الرأي يعتبر اختراعاً اجتماعياً لا يمكن فصله عن المؤسسات التي تنتمي  إلى بيئته والتي تتحكم بتوجيه الرأي العام نحو أهدافها السياسية أو الاقتصادية وتختلف من حيث الأُطر التي تعمل ضمن توجهاتها الفكرية والسياسية ودرجة الاستقلالية وآليات الاستطلاع وطبيعتها ودرجة دقة النتائج، وحتى لو كانت الآليات المستخدمة في استطلاع الرأي هي الافضل عالمياً لابد وأن تكون هناك نسبة للخطأ أو تحدث مفاجآت تخالف التوقعات وتؤثر في النتائج،  رغم ما يوفره استطلاع الرأي من التدفق المعلوماتي بين (صانع القرار-والجمهور) في الوقت ذاته الذي يوفر فيه معلومات منهجية لأي جهة ترغب في استخدامها. ومثلما كانت الصحافة المطبوعة وخطوط الانتاج التجميعية من ضرورات الثورة الصناعية فإن الانترنت وتكنولوجيا الاعلام الحديث (اللاقطات الفضائية، الهواتف المرئية، الكومبيوترات الشخصية) تشكل أحداثاً محورية لثورة الإعلام الدولية، وكل وسيط كبير يختص بوظيفة مهيمنة ويمتلك القيام بدور الضابط الثقافي ضمن المسؤولية الاجتماعية.

ولدى رصد هذه الاستطلاعات يمكن رسم خطط توضح التوجهات العامة وكيفية توجيه الرأي العام، وفي بعض الاحيان يمارس محللو البيانات الاعلامية عمليات اقناع وتفسير مع ادعاء الحيادية بما يسهم في تغيير وجهات النظر.

 العوامل المؤثرة في عملية استطلاع الرأي الآليات المستخدمة في الاستطلاعات

 لم يعد من الصعب توافر آليات في قياس الرأي فضلاً عن الآليات المتعارف عليها من تنظيم الاستبيانات المتخصصة التي تصمم حسب الاهداف المخطط لها، وأساليب المسح الميداني واللقاءات والمقابلات الشخصية سواء أكانت مع المتخصصين في حقل معرفي أو مع الجمهور، ولقد شهدت وسائل الاعلام العالمي تحولاً جذرياً مثيراً أثرت على صناعة الرأي العام المحلي والاقليمي والعالمي حول قضية ما والتي لا ينبغي أن نقلل من أهميتها ودورها في التحول الفكري وخلق قناعات جديدة حول مفاهيم راسخة كما أنه "توجد اليوم عقلية أوديمية مهووسة بقياس الرأي لها وسائل فنية توفر معرفة دقيقة يتم إدخالها  إلى القنوات التلفزيونية تسمح بقياس نسبة الإقبال وترصد التنويعات المختلفة بين المشاهدين وفقاً للفئات الاجتماعية التي ينتمون  إليها"(13)، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي التي من ضمن تصميمها توجد طرائق لقياس الرأي، وقد كان تأثير الانترنت جوهرياً في كثير من مناحي الحياة  السياسية وما شهده من تغطية لمسار العلمية الانتخابية؛ فالجمهور محاط علماً بالكثير من التفاصيل والمعلومات متاحة له في الوقت نفسه الذي تتاح فيه لذوي السلطة واصحاب القرار يستهلكها كما يشاء يحلل ويفسر ويتخذ القرارات. حيث تغيرت فرضية البث الجماهيري للمعلومة إلى الجمهور العالمي منذ أحداث سبتمبر فقد" كان يوم 11 سبتمبر 2001 يمثل التاريخ الأكبر عدداً من مستخدمي الانترنت"

(14)، الذين تداولوا الحدث عبر العالم الأمر الذي وجه الانظار إلى خطورة هذه الوسيلة في التداول الجماهيري العالمي. في نفس الوقت الذي يحظى به الاتصال بين الاشخاص بالأهمية الكبرى حيث يعتبر" الاعلام ما بين الاشخاص الأكثر تأثيراً في تغيير الاتجاهات والمعتقدات والسلوكيات لأنه يوفر تبادل تفاعلي ثنائي الجانب في المعلومات"(15)، والذي يمثله الاصدقاء ومحيط الاسرة والعلاقات الاجتماعية الأخرى. 

الفئة الصامتة (الاغلبية الصامتة  Silent Majority)(16) عند ظهور هذا المصطلح تفاوت المفهوم بين (الاغلبية-والفئة) ومن مجريات ظهور المصطلح في أحد خطابات الرئيس الامريكي (نيكسون) عشية الانتخابات الرئاسية حاول الإيحاء بوجود أنصار له يشكلون غالبية سوف يغيرون مجرى الانتخابات وقد عولَ عليهم كثيراً، إلا أنه في حقيقة الامر أن هناك (فئة) غير معروفة التوجهات تلتزم الصمت في التعبير عن رأيها لأسباب مختلفة، فالصمت مفهوم متحول ومتغير يفرضه الواقع الاجتماعي والسياسي.

في الانتخابات الرئاسية الامريكية وأثناء حملة أوباما عام 2008 وفي مقاطعة (لينكولن كرين-أوهايو) التي معظم سكانها من الطبقة العاملة التقى برجل أطلق عليه فيما بعد(جو ذا بلمبر)سأل (جو) (اوباما) عما إذا كان يؤمن بالحلم الأمريكي وانتقد السياسات الضريبية التي تضر بأصحاب رؤوس الاموال الصغيرة وبعد ثلاثة أيام في مناظرة المنافس (جون ماكين) اشار خلال ساعة واحدة من اللقاء الذي كان عبارة عن مناظرة  تسعة عشر مرة  إلى (جو ذا بلمبر) (17) فيما أشار (أوباما) اربع مرات  إلى الشخص نفسه ، وهنا تحول (جوذا بلمبر)  الأيقونة الديمقراطية وأصبح رمزاً للجمهور أو "الكيان الذي لم يكن حاضراً بشكل كامل في المشهد السياسي ولكنه كيان تتم مناقشته وتصويره وتوجيه الخطاب  إليه"(18 ).

وتحول هو والفئة الصامتة التي يمثلها والتي لم تكن تشغل المرشحين  إلى محور اهتمام الشارع والإعلام في وقت واحد. 

إن دور مثل هذه الفئة يتعاظم في مجتمعات معقدة ومركبة ومنقسمة أيدولوجيا وإثنياً وعشائرياً وحينما نحدد الفئة غير الصامتة في هذه المجتمعات يسهل علينا تحديد هوية الفئة الصامتة وخصائصها حيث تؤثر في المحيط الاجتماعي من خلال سيرورة التوزيع الجماهيري، والكيفية التي يتم بها التوجه إليها وتفعيل دورها والتي غالباً ما يغير دورها نتائج الانتخابات لأنها تكون خارج توقعات استطلاعات الرأي.

توقيت نشر الاستطلاع وتأثيره على سلوك الناخب

في مطلع كل انتخابات تنشط مؤسسات متخصصة ومراكز بحثية مختصة بالمسح والاستبيان  في متابعة تطورات المرشحين وتطالعنا في وسائل الاعلام بالإحصاءات والجداول التي توضح التطور في العملية الانتخابية(اتجاهات الناخبين حول المرشحين والقضايا التي يطرحونها) والمثير للاهتمام أن التشكيك في جهة يتأتى على حساب الجهة الثانية، حيث تُبنى التقديرات انطلاقاً من المعطيات التي توفرها استطلاعات الرأي.

فمثلاً وُصفت استطلاعات الرأي في تركيا بأنها هشة لا سيما عندما أشارت عمليات المسح العام المنصرم  إلى تدهور مكانة الحزب الحاكم بين الناخبين لكن تناقضت هذه النتائج مع الواقع، سيما وان "العدالة والتنمية نال في الانتخابات البلدية 46في المائة لكن بعض التوقعات تعتقد أن حزب العدالة والتنمية سيحصل في هذه الانتخابات على نسبة تتراوح ما بين 45في المائة و50في المائة وهي النسبة الأقرب للواقع الذي تعيشه تركيا حالياً"(19) ، وهي نسبة ليست ببعيدة عن نتائج الانتخابات حينما حصل حزب العدالة والتنمية على( 41.6في المائة).

وهناك العديد من التساؤلات المثارة حول الاستطلاعات الخاصة بالانتخابات ولعل أهمها على الإطلاق هو مدى تأثير نشر نتائج هذه الاستطلاعات على توجيه نتائج الانتخابات؟ حيث اختلف المتخصصون في ذلك.

فمن ناحية، أشار بعض العلماء أن هذه الاستطلاعات قد تؤثر على نتائج الانتخابات عموما في اتجاهين، الأول يتمثل في دفعها الناخبين إلى محاولة منع نجاح مرشح ما أو تسهيل نجاح مرشح آخر، أو حتى عدم الذهاب الى الانتخابات من الأساس، إما بسبب الثقة من نجاح مرشحهم أو بسبب الشعور بأن مرشحهم سيخسر في كل الأحوال.

أما الاتجاه الثاني هو ما يسمى بتأثير العربة أو الــ(Bandwagon Effect) (20)وهو يعني أن استطلاعات الرأي التي يتم نشرها تساهم في دفع الناخبين الذين لم يقرروا بعد  إلى الاتجاه لانتخاب الشخص أو الحزب المتصدر لنتائج الاستطلاعات، وهذا ما احدثته بشكل غير مقصود نتائج استطلاعات الرأي في بريطانيا اذ ان الانتخابات الانكليزية التي جرت في 7 أيار 2015 جاءت مغايرة تماما لجميع نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها المراكز المتخصصة للاستطلاع في بريطانيا  والتي اظهرت فوارق بسيطة بين الحزبين كالاستطلاع الذي اجراهُ مركز يوجوف لصحيفة الصنداي تايمز ومؤسسة أوبينيوم لصحيفة أوبزرفر(21) وكذلك الاستطلاع الذي اجري لصالح شبكة  ITV التلفزيونية وصحيفة الديلي ميل(22 ).

إلا ان هذا الفارق بدأ يتلاشى مع اقتراب يوم الاقتراع حيث اشار آخر استطلاع رأي اجري يوم 6 أيار 2015 أي قبل يوم واحد فقط من يوم الاقتراع أجرته مؤسسة ICM لصالح صحيفة الغارديان(23) واظهر تساوي الحزبين بنسبة التأييد حيث حصل كل منهما وفقاً لنتيجة هذا الاستبيان 35في المائة .

وفي كل الاحوال فإن جميع الاستطلاعات التي اجريت في بريطانيا قبل عام من الانتخابات كانت تشير  إلى عدم تمكن أي من الحزبين من الحصول على الاغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة أي 326 مقعدا من اصل 650 مقعدا وهي مجموع مقاعد مجلس العموم البريطاني .

الا ان نتائج الانتخابات جاءت مغايرة تماما لكل استطلاعات الرأي التي أجرتها المؤسسات المختصة في بريطانيا حيث حصل حزب المحافظين متصدر القوائم بحصوله على (331) مقعداً بينما حصل حزب العمال على (232) مقعداً، بينما توزعت باقي المقاعد على القوائم الأخرى (24).

وقد اشار جميع المراقبين والمحللين  إلى عدم دقة تلك الاستطلاعات أو ان ذلك يشير  إلى خلل في اجراءات المسح والاتصال بالجمهور من قبل تلك المؤسسات لكننا نرى بأن نتائج الاستطلاعات كانت تعكس واقع الحياة السياسية في بريطانيا واتجاهات الناخب البريطاني في وقتها أي انها كانت صحيحة  إلا ان تأثير نتائج الاستطلاعات هو ما يجب ان يلحظ في الانتخابات البريطانية لأنها اشاعت وبصورة غير مقصود جواً من الهلع والقلق لدى الناخب البريطاني من احتمال تشكيل حكومة ائتلافية ضعيفة غير منسجمة وهو ما سينعكس بدورة على مجمل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بريطانيا وهو ما لم يألفه البريطانيون منذ عقود من الزمن من استقرار لنظامهم  السياسي نتيجة لوجود حكومات قوية تتمتع بقوة اتخاذ القرارات في الاوقات العصيبة والحاسمة ان الانتخابات البريطانية ليست عملية اقتراع أو آلية لتداول السلطة كجزء من قيم الديمقراطية وانما هي جزء مؤثر من التراث السياسي والحضاري للشعب الانكليزي الذي اعتاد على وجود حزب قوي في السلطة وحزب اخر قوي في المعارضة واصطبغ النظام السياسي بهذه الثنائية حتى صار مفهوما اجتماعيا وحضاريا يمثل جوهر السلوك السياسي للشعب الانكليزي واصبحت قيمة تراثية وفلسفية حتى شاع القول (أن السياسة تتضمن الاختيار بين نوعين من الحلول) وكما لخص موريس ديفرجيه :( فان نظام الحزبين يبدو متفقا مع صفة الطبيعة وذلك لأن المفاهيم السياسية تظهر عادة بشكل ثنائي)( 25).

لذلك فإن نتائج استطلاعات الرأي وبصورة غير مقصودة خاصة تلك التي اجريت قبل أيام قلائل أو حتى قبل يوم من الاقتراع دفعت الناخب الانكليزي المحافظ بطبيعته الى التصويت وبقوة لحزب المحافظين الحاكم.

ولقد دفع هذا التأثير المتوقع بعض الدول مثل فرنسا وكندا أن تمنع نشر نتائج استطلاعات الرأي قبل الانتخابات بيوم أو عدة أيام قد تصل إلى أسبوع (26).

الهوامش

(1): قام بول لازارسفيلد بدعم من مؤسسة روكفلر وبالتعاون مع فرانك ستاتونوهادليكانتريك في عام 1937 بانشاء اول مؤسسة أمريكية تضطلع بمهمة دراسة ماتمثله الإذاعة في حياة المستمعين وهكذا ولدت مكتبة البحوث الإذاعية التي تحولت فيما بعد الى مكتب البحوث الاجتماعية التطبيقية لمعرفة دور الاتصالات الجماهيرية في تشكيل الآراء والقرارات الفردية. وهي النواة الاولى لدراسة تاثير استطلاعات الجمهور في تغيير وجهات النظر.

(2): فيليب بروتون وسيرج برو ، ثورة الاتصال ، تر: هالة عبد الرؤوف مراد، (دار المستقبل العربي : بيروت،  1993) ، ص146.

(3) : نُحِت هذا المفهوم كل من الايطالي (سيبيو سيغلscipioSighele) و الطبيب النفسي الفرنسي ( غوستاف لوبونGustave le Bon) حيث تم تعميم (السايكولوجيا الفردية ) على ( السايكولوجيا الجماعية ) ففي كل حشد يجتمع فيه موجِهون وموجَهون حيث تفسر مسايرة الفئة الثانية للفئة الاولى بفعل الايحاء الذي تتمتع به الفئة الاولى.

(4): (لاسوالLe swaele) متخصص بالعلوم السياسية بجامعة شيكاغو مهتم بالدعاية والرأي العام والانتخابات نجحت ابحاثه الاولى في التنبوء بفوز الرئيس الامريكي (روزفلت)، له ابحاث مثل (السياسة العالمية وفقدان الامن الشخصي) و(علم النفس المرضي والسياسة).

(5): ارمان وميشال ماتلار، تاريخ نظريات الاتصال ، ط3، تر: نصر الدين العياضي والصادق رابح، (بيروت : المنظمة العربية للترجمة، 2005) ، ص52.

(6): فيليب بروتون وسيرج برو ، ثورة الاتصال ، تر: هالة عبد الرؤوف مراد، (دار المستقبل العربي : بيروت،  1993)، ص163.

(7): ( ايكولوجيا) بيئة، محيط، وسط بمعنى البيئة الاتصالية Ecology

(8): Jerome Bruner and others (A study of Thinking) New York University، Wiley، 1956، p23.

(9): (ستيوارت ماكفيل هال(Stuart McPhail Hall (1932- 2014) كان المنظر الثقافي الجامايكي المولد وعالم الاجتماع عمل وعاش في المملكة المتحدة من عام 1951. كان احد الشخصيات المؤسسة لمدرسة برمنغهام الفكرية للدراسات الثقافية ورئيس جمعية علم الاجتماع البريطانية 1995-1997، لعب دورا في توسيع نطاق الدراسات الثقافية للتعامل مع العرق والجنس وعمل في صحيفة الابزيرفر حول ابحاث الجمهور.

(10): ارمان وميشال ماتلار، تاريخ نظريات الاتصال، ط3، تر: نصر الدين لعياضي والصادق رابح، ( بيروت: المنظمة العربية للترجمة، 2005)، ص123.

(11): هيربرت.أ.شيللر، المتلاعبن بالعقول، تر: عبد السلام رضوان ،(الكوريت: عالم المعرفة ، 1999) ص125.

(12): (في ظل انتشار ثقافة استطلاعات الرأي، تتعدد زوايا القراءة من الوقوف على أنماط التصويت، إلى رصد لمحدداتها القانونية والتشريعية، وللزوايا المحيطة بعملية الإنتخابات ككل مع مختلف الأطراف المتدخلة والمتداخلة فيها، إلى ظواهر الترحال وأشكال الحملات وتأثيرها في تشخيص معالم السلوك الإنتخابي الذي ينبئ بنوايا التصويت لدى الناخبين، ومن ثم بالنتائج المحتملة والتي تتفاعل فيها عدة مكونات).

د. فوزية البيض، اسس السلوك الانتخابي مصدر سابق.

(13): بيير بورديو ، التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول، تر: درويش الحلوجي، (دمشق: دار كنعان للطباعة والنشر، 2004) ، ص62.

(14): توماس. ل. ماكفيل، الاعلام العالمي، تر: عبد الحكم احمد الخزامي، ( القاهرة: دار الفجر، 2012) ، ص208.

(15): المصدر السابق ، الاعلام العالمي ، ص153.

(16): Silent Majority الاغلبية الصامتة : ظهر المصطلح لأول مرة في خطاب الرئيس الامريكي نيكسون أبان حملته الانتخابية في 3 نوفمبر عام 1969حينما قال (حتى هذه الليلة اليكم ايها الاغلبية الصامتة من زملائي الامريكان اطلب دعمكم) https://en.wikipedia.org/wiki

(17): وهو مواطن امريكي يعمل سباك يقطن في ولاية اوهايو التقى اوباما اثناء حملته الانتخابية ضد جون مكين واصبح شخصية مشهورة لانه سال اوباما عن الضرائب وعن ايمانه بالحلم الامريكي.

(18): الاعلام والجمهور ،ستيفن كولمان وكارين روس، تر: صباح عبد الحسن قادر، (القاهرة: دار الفجر ،2012)، ص8.

(19): هدى رزق، جريدة الاخبار ، العدد 2608، 6 حزيران،2015.

(20): بقلم: شيماء قدري،المصدر:جريدة الشروق

http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=23042012

(21):  سكاي نيوز عربية (19 ابريل 2015)

http://www.skynewsarabia.com

(22): بي بي سي عربية (24 ابريل 2015)

 http://www.bbc.com/arabic/worldnews

(23): بي بي سي عربية (6 مايو/ايار 2015)

http://www.bbc.com/arabic/worldnews

(24)BBC English:  ونتائج  الانتخابات متاحة كاملة على الرابط التالي:

http://www.bbc.com/news/election/2015/results

(25): قاسم العبودي، تأثير النظم الإنتخابية ، مصدر سابق، ص126.

(26): مصدر سابق.

عرض مقالات: