تدخل انتفاضة احرار العراق يومها ال50 في مختلف محافظات العراق وباصرار بالرغم من سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى منتصرة على مراهنات القوى الفاسدة والتي تسيطر على مفاتيح الدولة بكل مؤسساتها والتي كانت متوقعة انه بمرور الوقت سوف يتعب المنتفضون وكل شيء يرجع لمكانه وتبدأ السلطات باجراءاتها التعسفية ضد ابطال الانتفاضة وان هي لم تُقصّر في استباحة الدم العراقي خلال هذه الفترة.لكن القوى الشبابية الواعية تدرك مآرب وافكار السلطات ولذلك لم تعطي أذناً صاغية لتلك التكهنات الحكومية ومازالت مُصرّة على الاستمرار في تظاهراتها لحين تحقيق مطالبها العادلة في ازاحة الحكومة باستقالتها طوعا او اقالتها  ومن ثم الوصول الى باقي المطالب الملحة في تعديل الدستور والانتخابات المبكرة بعد تعيين مفوضية انتخابات مستقلة تقودها كوادر قانونية نزيهة وتغيير قانون الانتخابات الذي فُصّل حسب مقاسات القوى الفاسدة.كل هذه لن يمر بسهولة لان القوى المتحكمة في الدولة لا تلقي اسلحتها بسهولة وانما باصرار القوى المنتفضة سوف تضطر تلك القوى لتقديم تنازات  كبيرة  ومن ثم القاء كافة اسلحتها السياسية جنبا لتكون خارج العملية السياسية بعد ان تأخذ نصيبها من عدالة القضاء لما اقترفت بحق الوطن والشعب من هدر الاموال لحساباتهم الشخصية والحزبية وتدمير التربية والتعليم وعدم الاكتراث ببناء البلد من جديد وعلى كافة المستويات.

لقد وقعت الحكومة في مطب ضبابية وتناقض تصريحات مسؤوليها وحتى رأس السلطة التنفيذية ان لم يكن مستشاريه من اصدروا التعلميات باسمه دون ان يستطيع الاعلان عن ذلك.معلوم ان السيد عبدالمهدي لا يستطيع ان يفعل شيئاّ  لوحده بسبب سيطرة الكتل الفاسدة على قراراته الغير مدروسة.وهذا اليوم 18 ت2 اصدر قراراً باعتبار كل من يغلق المدراس مشمولاً بمادة 4 ارهاب. هكذا قرار فاشل لم نسمع عنه من قبل, بدليل انه يكفي للطلبة ان يقرروا بعدم الذهاب للدوام والمدرسين والمعلمين لا يذهبون للتدريس هم  ايضاً وهم فاعلون وبالتالي لا حاجة لغلق ابواب المدارس, لكن لاحظنا وبالرغم من تعليمات عبد المهدي بحيادية القوات الامنية ان الكثير من افراد قواته سواء الضباط او الافراد قاموا باعتداءات على المتظاهرين وبقساوة وقد كذبوا عندما قالوا ان قواتهم لا تحمل اسلحة وهذا ما بددته احدى افلام الفيديو التي انتشرت اليوم على الفيس بوك. في البصرة يقول قائد قواتها في احدى تصريحاته انه اصدر اوامره بضرب(المندسين) المتظاهرين وبعد يومين يصدر اوامر اخرى بعدم الاحتكاك بالمتظاهرين. من زرع السيارة المفخخة في يوم الجمعة الماضية  في ساحة التحرير بين المتظاهرين؟من ادخل المسدس الكاتم مع احد(المندسين) بين المتظاهرين ؟من قتل ال 400 متظاهر وجرح وعوّق اكثر من 16 الف متظاهر؟في هونكونغ منذ اشهر التظاهرات مستمرة ولم يسقط غير متظاهر واحد. من هي القوة الثالثة التي قال عنها وزير الدفاع؟ من اين اتت الاسلحة التي لم تستوردها الحكومة العراقية؟ من يختطف النشطاء المدنين ومن يقتلهم؟ من اختطف لواء الشرطة ولم يعثر عليه لحد الان؟ كلها اسئلة ساخنة لم يستطيع عبدالمهدي الاجابه عنها بسبب تسلط قوى ثالثة وربما رابعة عليه ولا يعرف ما هو وكيف سيكون القادم.

ماذا سوف ينجزالاجتماع اليوم بين قوى سياسية تدير الدولة  دون حضور عبدالمهدي؟

وتستمر الانتفاضة الجبارة بارادة المنتفضين ومؤازرة ابناء الشعب العراقي لهم.هذه الانتفاضة هي ملحمة قدمها الشباب لتغيير مسار العملية السياسية  نحو الاتجاه الصحيح بعد ان تكنس كل الفاسدين  ويسترجع العراق عافيته من جديد .

عاش العراق وشعبه البطل

المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى

الخزي والعار للقتلة

عرض مقالات: