من الملاحظ واثناء الحراك والتحضير للانتخابات البرلمانية العراقية حصلت تقاربات وتحالفات وائتلافات تمت على عجل بين جميع القوى والاحزاب والتحالفات السياسية على الساحة العراقية وبرغم الشعارات التي طرحتها التحالفات الكبيرة المهيمنة على المشهد  السياسي كونها تسعى وتعمل لتشكيل جبهات وتحالفات سياسية عابرة للطائفية الا ان تلك القوى سرعان ما تعثرت  باذيالها  وسقطت مرة أخرى في مستنقع وحل الطائفية البغيض وهنا لابد من الإشارة الى ذلك التخندق المتمثل أساسا في تحالف النصر ودولة القانون وتحالف القوى وتحالف الفتح التي جسدت الطائفية بامتياز، وعلى الطرف الاخر هناك أحزاب عديدة وشخصيات وتحالفات بمسميات مختلفة لكل منها تطلعاته وشعاراته السياسية المبهمة وغير الواضحة   .. اما التحالف المثير للاهتمام والجدل فهو تحالف سائرون العابر للطائفية والذي تبلور من خلال الاعمال والنضالات الميدانية المشتركة التي تجسدت في المظاهرات والاعتصامات والتي استمرت لسنتين ولازالت وتأتي أهميتها وقوتها ورصانة مواقفها من خلال الأهداف والمطالب والمواقف التي طرحتها ولا زالت مصرة عليها وهي محاربة الفساد والفاسدين والقضاء على الطائفية والمحاصصة وبناء دولة المؤسسات المدنية القائمة على الدستور والعدالة الاجتماعية.

ومن هنا نأتي لمناقشة الحق المشروع لمن يحتج ويستغرب ويستنكر وقد لاحظنا ان العديد من الموالين والأصدقاء استغربوا تحالف الحزب الشيوعي العراقي مع الصدريين وقوى مدنية أخرى، ولابد و للانصاف فان الصدر قد عبر عن مواقفه وارائه التي تصب في رغبته في الخروج من التمترس الطائفي ومحاربة الفساد بكل اشكاله وعليه فانهم بحاجة الى المعسكر الذي يناضل من اجل القضاء على هذه الآفة التي تنخر جسد المجتمع العراقي ، وهل يوجد من هو احرص واكثر جذرية من الحزب الشيوعي العراقي المناضل والمضحي في سبيل احقاق الحق وانتصار إرادة الشعب في القضاء على الفساد والمحاصصة والطائفية وبناء دولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية ، وبما ان  نضال الشيوعيين والتيار الصدري قد امتزج في سوح النضال واثناء المظاهرات والاحتجاجات التي استمرت اكثر من عامين فكان لابد من ان يتبلور ويظهر الى الوجود هذا التفاهم والتحالف بين مجموعة من القوى المدنية وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي  وبين التيار الصدري .. وهنا لا بد من الإشارة الى نقطة مهمة جدا وهي ان الحزب الشيوعي العراقي لم يرفض التحالف مع اية قوة وطنية حتى وان كانت ذات توجه ديني شريطة نزاهتها واخلاصها لمصالح الشعب والوطن ومن هنا جاء تحالف الشيوعيين والصدريين من منطلق الاتفاق على اهداف محددة وملموسة الا وهي محاربة الفساد والمحاصصة والطائفية ومن اجل عراق حر ومستقل ..ومن هنا كذلك وحسب تصوري ان من ابدى وجهة نظر تتعارض مع هذا التوجه من رفاق وأصدقاء الحزب ومؤازريه وبالتأكيد انهم حريصون على الحزب وسلامة مواقفه في إقامة التحالفات السياسية مع القوى الاخرى حقهم مشروع في ابداء وجهات نظرهم وبنفس الوقت من واجب الحزب ان يؤكد ويطمئن كل المناصرين انه في الوقت الذي يقيم تحالفاته السياسية الانتخابية القائمة على اهداف مرحلية فان الحزب يحافظ على استقلاله الفكري والسياسي والتنظيمي ولن يفرط بوحدة الحزب وانما يلتقي مع كل من يطرح اراء وافكارا وتوجهات تخدم الصالح العام و تصب في تحقيق مصالح واهداف الشعب العراقي المشروعة.

عرض مقالات: