إنها سلسلة المحن التي ما انفكت تمرّغ العراقيين ببلاويها واوجاعها وتعسف صانعي القرار من سياسيين وأصحاب قرار جاءوا عنوة وبوسائل مخزية وغير أخلاقية، منذ تغيير النظام الصدامي حتى اللحظة الراهن والعراقيون يواجهون الرصاص والعنف الهمجي بشتى اساليبه العدوانية، ضد مسحوقين ومحرومين، لا يطالبون اكثر من توفير الخبز والكرامة، فما الذي فعلوه أيها السادة، يا من كنتم بالأمس مادة للقمع البعثي يمارس عليكم كل أنواع التعسف والظلم والسلوك غير الإنساني، لتتحولوا اليوم وبقدرة مقتدر، الى جلّادين جدد، تمارسون بحق أبناء جلدتكم من الأبرياء والمظلومين هذا الظلم غير المبرر بتوظيف كل وسائل القمع وبوحشية لا نظير لها.

إنه لأمر مرفوض وفعل شائن ونحن نراقب ما يجري للمتظاهرين العزّل، واجسادنا ترتعب من هول ما نشاهد ونسمع، حتى ان أحدهم من منتسبي الأجهزة الأمنية يقول لصاحبه الذي يطلق الرصاص على الأبرياء، "عفية عليك عفية" فأية كارثة وأي هول وفاجعة عظيمة هذه التي تعانيها وتواجهها أيها العراقي البائس، وانت عاري الصدر وفمك مفتوح، لتخاطب الفاسدين، هاكم فمي واطعموني، لتتلقى رشقات الرصاص بدل رغيف الخبز.

يا للهول وما تعانيه أيها العراقي المسحوق من كوارث، ما تركتك يوما تشعر بآدميتك وبكرامتك المهدورة وانت تعيش في وطن، لا تعوزه الخيرات، ولكن ما ينقصه الوطنية المنقوصة أو المعدومة لدى ساستك الناهبين لخيراتك والسارقين للقمة حافية تتمنى أن تنالها ولكنّ الظالمين والطغاة والجلادين الجدد جوعوك ومنعوا عنك وسائل العيش كما بقية مخلوقات الله، وانت تعيش فوق أرض هي الأغنى من كل جغرافية الكون، كمن يحمل ذهبا ويأكل عاقولا، تيمنا بالمثل الذي ينطبق عليك بعد ان صيّرك الفاسدون الى قنطرة للعبور الى مآربهم الخسيسة.

تبا لكم من مخلوقات نجسة أيها الفاعلون لا لمصلحة الوطن والمواطنين بل لسحق كل من يحول دون تحقيق مآربكم القذرة.

ليس عندي وأنا مكتوف الحول والقوة إلا ان أقول لكم استمروا في هيجانكم المشروع والوطني النبيل، ولا تهينوا او تتهاونوا، لأن ثمن الحرية غالٍ، والحقوق تُنتزع عنوة وبجدارة، لتنالوا شرف التغيير، حتى وإن قدمتم الضحايا والدماء الزكية، لأن الصمت وقبول واقع الحال وبقاء الأمر كما هو عليه لن يزيدكم إلا هوانا وظلما وضياعا لكم ولأبنائكم ومستقبل العراق، بلدكم النازف قيحا دائما، وطنكم الذي يأمل منكم كل خير.

المجد لشهداء الحراك الوطني والشفاء العاجل لجرحاه والخزي والعار واللعنة على كل من أطلق ويطلق رصاصة واحدة صوب أبناء جلدتهم. 

 

 

عرض مقالات: