اعتادت القوى المدنية الديمقراطية والوطنية ان تواجه هجمات الانظمة الدكتاتورية والفاسدة، وتتعرض بسبب مواقفها تلك الى المطاردة والسجن والقتل والتعذيب بأبشع صوره من قبلها، لا لجرم ترتكبه الا حبها للوطن والدفاع عن قضايا الناس وخاصة الكادحين والفقراء، وتتصاعد هذه الحملات كلما شعرت السلطات المتسلطة بالخطر القادم لإسقاطها، لذلك تتوجه الى اساليب أكثر دموية مستهدفة أكثر القوى المدنية الوطنية الديمقراطية قربا الى الجماهير، والتي تناضل لتوعية الجماهير بقضاياها والدفاع عنها والتضحية في سبيلها

 

واليوم وفي ظل نظام المحاصصة الطائفي المقيت وما يرافقه من ازمات ، دون ان يظهر في الافق ما يدعو الى حلول ومخارج لها، لابل تسير الامور الى الاستعصاء والاستفحال ، وامام  هذا الانسداد تتحرك القوى المدنية الديمقراطية والوطنية لإيجاد بديل عابر  للطائفية ، يعتمد المواطنة مبداً اساسياً ،ويؤسس لدولة المدنية الديمقراطية دولة القانون ، القائمة على العدالة الاجتماعية ،وهذا المشروع التغييري يصطدم حتما بمشروع المتنفذين، الذي يعتمد على المحاصصة الطائفي الذي شرع  الفساد الإداري  والمالي ليشمل مؤسسات الدولة جميعا  ،والذي لا تقل جرائمه عن   جرائم الارهاب

 

لذلك شكل الحراك الشعبي  المتصاعد وعياً، رافعة واسعة، ضمت في صفوفها كل اطياف الشعب العراقي ، يجمعها  هم الوطن وما يتعرض له من كوارث على ايدي الفاسدين  ، مشكلةً من خلال التظاهرات المستمرة ضغطا على القوى المدنية  لتلتقي على المشتركات الوطنية قبل غيرها ، نضجتها تنسيقيات  القوى المدنية الديمقراطية الوطنية ، لتشكل تحالفا انتخابيا يجسد المشروع الوطني الديمقراطي من خلال برنامج انتخابي ينحاز الى قضايا الناس ويلبي التغيير الذي تنشده القوى المدنية الوطنية الديمقراطية في دولة مدنية ديمقراطية ، دولة المواطنة ، دولة القانون والعدالة الاجتماعية .

 

وما ان حصل هذا التحول في وعي الناس، وادراكهم لحقيقة المتنفذين الفاسدين، حتى اندفع هؤلاء الفاسدون، محركين بيادقهم في كل الاتجاهات مستخدمين كل الوسائل كعادتهم دائما ضد التيار المدني، داعين الى التحريض والعنف والكراهية تجاهه، كما جاء اخيرا في خطاب رجل الدين المعمم الكفيشي، المنادي بسفك دماء المدنيين ونعتهم بأخطر من داعش ..... وهذا يدلل على مدى الحقد على التيار المدنيِ الذي يحمله امثال هذا، وما تخفيه هذه الدعوة أخطر مما تظهره، لذلك على القوى المدنية الوطنية الديمقراطية المعنية (جميعاً) بهذا الخطاب (السادي) ان توحد جهودها وترص صفوفها لإيقاف مثل هكذا دعوات تدعوا للعنف والكراهية، وتقديم شكاوى ضدها كونها تحرض على قتل المواطنين المدنيين والتضييق على حرياتهم.

 

نقول لهؤلاء المتنفذين الفاسدين وابواقهم السادية ، كلما امعنتم بساديتكم وكراهيتكم ومعاداتكم للقوى المدنية، كلما عجلتم بتوحدها واصطفافها ، لقد صدئتم وبانت معادنكم الرديئة ،وما هذا التوجه الحاقد ضد القوى المدنية انما يدل على عمق تأثير خطابها في اوساط الجماهير على عكس خطابكم الذي يعتمد التهديد والكراهية ،و يعيش القلق والخوف من صعود التيار المدني حيث مصدر القرار مما يعني كسر احتكار المتنفذين للسلطة وتفردهم بالقرار السياسي، الذي كان دائما ضد مصلحة الجماهير الكادحة ، ولخدمة مصالحكم  وكتلكم  والتغطية على الفساد الاداري والمالي  ،

عرض مقالات: