تستمر الازمة في إكمال تأليف الحكومة بسبب الاصرار على ترشيح الفياض لمنصب وزير الداخلية والسؤال الذي يحق للمواطنين طرحه  هو : لماذا يجب ان يكون الفياض مرشحا وحيدا لهذا المنصب ؟

بينما ترشح لمنصب رئيس الجمهورية العديد من الاسماء  حتى زعموا ان  الكرعة وأم الشعر ترشحن  للمنصب ايضا .

لا يعرف المواطن المنهوب أي فضل للفياض . لا من قبلُ ولا من بعد ُ ـ على ذمة فقهاء النحو آل بويه ـ اضافة الى انه ما يعرف قبيلا من دبيرٍ في عالم الشرطة والمشروطية - لا علاقة للموضوع  بحركة المشروطية التي اشتهرت في القرن السابق والتي  دار الصراع فيها  حول الدستور- ولا هو اي الفياض من اصحاب شارلك هولمز او عسس الخليفة المتوكل او من اتباع فرقة الحشاشين لكي نقول انه جمع المجد من جميع اطرافه شرقا وغربا ولا هو بصاحب سيف أو قلم  ولا هو من اصحاب الفضل بن سهل ذي الرياستين الذي تولى رئاسة  الوزارة ورئاسة الجيش في  عهد الخليفة  المأمون ، فلماذا الاصرار على هذا المرشح لهذا المنصب الذي يحتاج الى عَـلَـمٍ مبَـرّزٍ في علوم الشرطة الحديثة وأجهزة الامن والتحقيق والعلم بالطائرات المسيرة فوق المدن والتي بامكانها الفتك بصاحبنا وهو مضطجع  في غرفة نومه يؤدي تمارين العوم في بحر الظلمات لينجو من عذاب الدنيا والاخرة ، كما هو بحاجة الى  معرفة خفايا العاصمة بغداد والعلم  ببواطن الامور في مدينة البصرة والمام ولو بسيط بما يحيط  بالمساجد والجوامع من أحداث وحركات سرية، وما يجري في الملاهي والمطابخ من سهرات ليلية وجلسات خمرية والاطلاع على ما في الموصل الحدباء من آفـة اجهزت على البيوت والابنية دون العثور  على من يعيد رصف حجر على حجر بعد فوات الخطر .

هذا دع عنك ضرورة معرفته بما يدور في أزقة النجف والكوفة والحرص على معرفة اخبار الشيوخ من  فرسانها وعدم اللعب بما يجول في صدور الناس من وساوس وضرب أخماس باسداس .

الفياض قبل ان يعهد اليه بهذا المنصب الخطير يجب عليه الاشتراك في  دورات تأهيل في عاصمة الضباب لندن المشهورة بشرطتها التي تدير الامن وهي لا تحمل السلاح ، فالشرطي البريطاني لايحمل سوى معرفته وعلمه وكتاب القانون الذي يستند اليه في معالجة المشاكل الطارئة .

الفياض يجب ان يتأهل في معاهد امريكا ليتعلم المحافظة على الامن كما تحافظ الشرطة الامريكية على الامن حول البيت الابيض رغم تظاهر الالاف حول سياجه في الصيف والشتاء .

الفياض يجب ان يتأهل في موسكو ليتعلم من بقايا الكي جي بي الروسية طرق المحافظة على أسرار الدولة ومعرفة الخصوم واتخاذ ما يلزم عند الضرورة وكشف المجرمين قبل تنفيذ جرائمهم .

فهل حصل الفياض على مثل هذه العلوم والاسرار لكي يكون المرشح الوحيد دون منافس لمنصب وزير الداخلية .

أفتونا يرحمكم الله .

عرض مقالات: