أسئلة تدور في الأروقة السياسية ، وفي زوايا بعيدة عن أعين المشاهد ، أو هكذا أعتقد ومن يشاطرني هواجسي التي تهرب من الذاكرة لتعيش بعيدا في زمن اللامعقول !..

المعقول ونفيه ونقيضه هو من دواعي الأدراك الحسي أو الذي يجول في عقلنا الباطن ..ويدفع بذلك الشك في الشيء ونقيضه ، وهي حالة طبيعية في علم الفلسفة .

ولكن مهما تكن هذه الهواجس والأفكار فبتقديري يلزم بها أن تكون قريبة مع الحركة الكونية للمجتمع البشري ومتناغمة معه ، باعتبارها ولدت من رحمه وبسببه ولأجله .
هل ان فلاديمير بوتين ...الرئيس الروسي مستهدف من قبل القوى التي تختلف معه في الداخل والخارج ؟
هل حياته تأثر بشكل بالغ على الأحداث الدولية ؟...

وهل حياته أصبحت في خطر ؟... هل هناك احتمال استهدافه لزعزعة الأمن الدولي وبشكل متسارع ؟ ..وهل الموقف الروسي الأكثر وضوح من ذي قبل ونواياه المعلنة تشكل مؤشرات على إنه قد تجاوز الخطوط الحمر من وجهة نظر خصومه داخليا وخارجيا ؟

وهل روسيا جادة للمضي قدما في تنفيذ مخططاتها في المواجهة مع داعش وقوى الإرهاب ومن يدعمهم إقليميا ودوليا وبشكل حازم ومن دون تردد ؟

وهل هذا يقض مضاجع هذه القوى التي تدعم الإرهاب الدولي ؟ باعتباره معوقا لهذه السياسة ولاستمرارها في تحقيق أهدافها التي رسمت من أجلها ؟،

وهل بدأت تدرك روسيا بأن مصالحها في خطر نتيجة للسياسة التي تنتهجها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي ؟ وخاصة على حدودها مع أوربا الشرقية وأكرانيا ، وأن سوريا هي أخر معاقل روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ؟

وهل أن روسيا الاتحادية تتنامى فيها وفي أروقة الكرملين النزعة القومية ، وتريد أن تستعيد مجد الاتحاد السوفيتي والتي هي الوريث الشرعي لهذا الإرث الكبير وما كان يمتلكه ، وكذلك لأمجاد روسيا القيصرية ؟

أم أنها تعمل على خلق التوازن الضروري لموازين القوى الذي أختل وبشكل واضح ومؤثر ، لهذا الغياب للاتحاد السوفيتي ، مما أدى الى بروز الولايات المتحدة الامريكية كقوة وحيدة وكقطب أوحد في الساحة الدولية ، والذي أدى الى إشعال الحروب وتنامي الصراعات الاثنية والدينية ، وما أصبح يطلق عليه [ صراع الثقافات والحضارات !!!؟] مما زاد في التوتر والصراع في العلاقات الدولية ، بل تم انتهاك وخرق للقوانين والأعراف الدولية وبشكل فاضح وصارخ ؟...والقفز على كل هذه المبادئ والأعراف التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة ، وتم وبشكل مهين وفاضح ومع الإصرار والعناد ، بخرق لسيادة الدول على أراضيها ، مثلما حدث في يوغسلافيا السابقة وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا وأوكرانيا وأخيرا اليمن .

هذه الأسئلة وغيرها توضع وبشكل ملح أمام المراقبين والساسة والمهتمين في الشأن الدولي وفي السياسة الدولية ، ولما لها أبلغ الأثر على مستقبل الشعوب وعلى حياة البشرية ، والتعايش المشترك بينها وعلى أساس التعايش والاحترام الكامل لخصوصيات هذه الملل والقوميات والشعوب ، وتنوع هذه الثقافات ، والجامع الوحيد بينهم هو !...كونهم جميعا بشر بكل ألوانهم ولغاتهم وثقافاتهم وفلسفاتهم وما يؤمنون به وما لا يؤمنون ، والتي أثبتت كل التراكمات والتجارب والعضات التي مرت بها البشرية خلال الألاف من السنين ، وتوصلت الى حقيقة واحدة لا غيرها ؟!...

أن الحضارة الإنسانية هي حضارة واحدة وهي أرث تخص كل بني البشر ومن دون استثناء ، وهناك تعدد في ثقافات البشر وتنوعها، والتي يجب أن تكون محترمة ومصانة ، فلكل شعب من هذه الشعوب ، ولكل قومية أو دين أو مذهب له ثقافاته وأعرافه وقيمه ، وقد أقرت المنظمة الدولية باحترام وضمان هذه الحقوق والمبادئ من خلال التشريعات التي تم إقرارها سابقا أو التي سيتم تشريعها مستقبلا ، وأن الخلل الذي حدث على الساحة الدولية ، نتيجة القطب الواحد ، والنزاعات والحروب التي حدثت خلال ربع القرن الماضي ومازالت مستمرة في مناطق مختلفة من العالم ليومنا هذا ، هو ناتج عن خرق لهذه المواثيق والأعراف من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، والأنظمة الدكتاتورية والفاشية والظلامية المتخلفة والمنافية للعدل والحق وضد إنسانية الحياة في العالم .

وهنا نطرح السؤال من خلال ما يحدث في عراق اليوم !..ألا وهو : 
السؤال تطرحه الحياة وإنسانية  مجتمعنا ، ويطرحه قانون تطورها ومستلزمات استمرارها على نحو عادل ومنصف وسليم ، هل هناك من مازال يشك ولو للحظة واحدة بأن قدر الناس أن تعيش معا؟

وأن يقر كل واحد منا بالأخر ، ولا يمكنه الغائه أو تهميشه أو إبعاده ! ، هل هناك مازال من يعتقد بأن الناس ليسوا سواسية ، وأنهم غير متساوين في الحقوق وما عليهم من واجبات ؟

استمرار البعض على الإلغاء والإقصاء ، واعتماد ثقافة وأيديولوجية متحجرة ماتت من زمن بعيد !...ليشكل عقبة وتحجر في الفكر والتفكير والتناغم مع حركة الحياة ، وأن سر سعادة الجميع يكمن في الإقرار بمبدأ التعايش ، وتكريس هذا المبدأ ، والعمل على انتهاج المبادئ والقيم الخلاقة وتطبيقها قولا وفعلا ...عمليا ونظريا ومن خلال التشريعات والقوانين ، لجعلها عرفا وثقافة ودستورا ؟...
أم مازال من يشك بهذه الحقيقة ويعمل لخلق كل المبررات والموانع في سبيل الهروب الى الأمام لتكريس نهجا ظلاميا معاديا للتعايش والتكافل وبالضد من كل ذلك.
من مهمات الجميع زرع وجدان المحبة وبعقل متبصر وحكيم بين الناس جميعا ، والمساعدة على بناء الحياة العصرية المتناغمة مع الحياة وقوانين تطورها الطبيعي في حركة المجتمع البشري ومن أجل سعادة البشرية جمعاء ...ومن أجل السلام وفي سبيل عالم خال من الجوع والمرض والحروب ، وفي بيئة نظيفة ...وعالم يسوده السلام والأمن والمحبة .