تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٧٨ قرارا يعلن يوم ٢٩ تشرين الثاني من كل عام، يوما للتضامن العالمي والدولي مع الشعب الفلسطيني، تذكيرا بالمأساة التي عانى منها ويعاني، وتأكيدًا لحقوقه المغتصبة، وكخطوة على طريق تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكب وما يزال بحق هذا الشعب الأصيل، الصابر والصامد والمقاوم.

ويأتي اليوم هذه السنة فيما يستمرار تمادي الكيان الصهيوني، ومواصلته الانتهاك الصارخ للقرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الامن، ولكل حقوق الانسان والأعراف والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها الحق في الحياة وفي التحرر وبناء الدولة الوطنية. وهو يوم ينطوي على اعتراف بمعاناة الفلسطينين المتواصلة، وإقرارٍ بحقوقهم ونضالهم وتضحياتهم وصمودهم، ودعوة لكل شعوب العالم ودوله للتضامن معهم والانتصار لحقهم في بناء دولتهم الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.

ويأتي هذا اليوم في سنتنا الحالية فيما تستمر حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وفيما يسعى كيان الاحتلال لمد عدوانه الى لبنان وسوريا والعراق وغيرها من بلدان المنطقة، لتنفيذ سياسته التوسعية وتنفيذ أحلام الصهيانة في إقامة دولتهم الكبرى المزعومة.

منذ تشرين الأول ٢٠٢٣ تواصل قوات الاحتلال عدوانها الوحشي والنازي بدعم صريح وواضح من الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها وخاصة الاوربيين، ويتعرض شعب فلسطين لأشرس هجمة صهيونية، تستهدف وجوده وتسعى لاقتلاعه من ارضه وتصفية قضيته العادلة في نهاية المطاف.

في هذا اليوم لا بد ان تتضافر الجهود على الصعيد العالمي، وعلى صعيد المنطقة، ومن طرف كل الشعوب وقواها الحية المحبة للحياة والسلم ولأمن الشعوب وحقها في الحياة والسلم والامن، لوقف حرب الإبادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة والتهجير القسري، ولإمداد غزة وأهلها بكل وسائل الحياة، وانطلاق حملة عالمية لاعادة اعمار ما دمرته الماكنة الصهيونية المجرمة، وتفعيل كل القرارات الدولية ذات الصلة، وبضمنها الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمة القتلة وسفاكي الدماء ومنتهكي حقوق الانسان، ليكونوا عبرة لغيرهم من الطغاة والمجرمين. 

في يوم التضامن مع شعب فلسطين يتوجب الادراك العميق ان لا استقرار ولا امان في منطقة الشرق الأوسط، ما استمر التنكر لحقوق الفلسطينين وحرمانهم من إقامة دولتهم الوطنية، وهو ما يتوجب ان تتوجه كل الجهود لتحقيقه فور وقف العدوان الصهيوني الفاشي.

ولقد بات ملحا ان تفعّل شعوب المنطقة، بالاستناد الى حركة التضامن العالمية، كل طاقاتها لوقف التطبيع مع الكيان الصهيوني، وان تضغط بمحتلف الاشكال على حكوماتها لنصرة فلسطين وشعبها، وان تحوّل كلماتها الى ممارسة وواقع ملموس.

في يوم ٢٩ تشرين الثاني نجدد تضامننا الكامل مع شعب فلسطين ومع حقه في الحياة وتقرير المصير، ومع عودة النازحين وبناء الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة.

عرض مقالات: