أيار عيد العمال العالمي
عيد التضامن والنضال ضد الاستغلال والتمييز ودفاعا عن حقوق ومكتسبات العمال
يحلّ الأول من أيار فيما العالم يشهد متغيرات كثيرة وتطورات لا يرفد بعضها مسار إرساء العدالة ونشر السلام، فالصراعات والحروب تستعر في أكثر من مكان في العالم، ويدفع فاتورتها الباهظة الشغيلة والكادحون، التواقون الى الحرية والسلام والعيش الكريم.
ونحن في الحزب الشيوعي العراقي نحيي في هذه المناسبة عمال العالم ونضالاتهم، ونحيي طبقتنا العاملة وسائر الكادحين، مساندين جهودهم المثابرة من اجل نيل حقوقهم والحفاظ على مكتسباتهم.
بعد عشرين عاما على الاحتلال، واعتماد نهج المحاصصة الطائفية، وتفشي الفساد في جميع مفاصل الدولة، وانتهاج سياسات اقتصادية ذات تكلفة اجتماعية خطيرة، تتحمّل الطبقة العاملة وسائر الكادحين عواقبها المؤدية الى افقار شرائح واسعة، فضلا عن اتباع نهج قاد الى تدمير الصناعة الوطنية بدلا من دعم مقوماتها القائمة، وترسيخ الطبيعة الريعية للاقتصاد العراقي. وبفعل هذا كله وفقدان هيبة الدولة وانفلات السلاح، تعيش بلادنا أوضاعا صعبة ومعقدة.
وانعكس التردي العام، وسوء الإدارة والفساد، واستفحال ظاهرة البطالة والفقر، وانعدام الخدمات العامة، انعكس بحدة على أوضاع الطبقة العاملة وعموم الشغيلة والكادحين، وسط غياب الضمان الاجتماعي والصحي، والتمييز في الأجور، وساعات العمل الطويلة.
وفي مواجهة هذه الظروف والانتهاكات المتكاثرة، يتحتم المزيد من العمل لتوحيد القوى النقابية العمالية، واستنهاض الجهود الخيّرة الساعية الى تحقيق الرفاه للعمال، والعمل بشكل جاد وموحد من اجل المهمات الملحة الاتية:
- تشريع قانون جديد للتقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، يضمن لهم العيش الكريم ويشمل العاطلين والمتعطلين عن العمل وفقاً لمعايير العمل الدولية، ويؤمّن حياة لائقة للمتقاعدين منهم ولكبار السن.
- تشريع قانون الحريات النقابية، لضمان حق العمال في تنظيم انفسهم بنقابات واتحادات، بعيدا عن تدخل السلطات الحكومية وهيمنتها، على ان يضمن أيضا حقهم في الإضراب والتظاهر والاعتصام، وفي الوقوف بوجه أية تجاوزات على حقوقهم من أية جهة كانت. وان اولى الخطوات هنا هي إلغاء القرار المرقم 150 لسنة 1987، وقانون التنظيم النقابي للعمال رقم 52 لسنة 1987.
- السعي الى تحقيق وحدة نضال وعمل الحركة النقابية للطبقة العاملة العراقية، وترسيخ الأسس الديمقراطية في بنائها، كي تعبر عن مصالح العمال المهنية والاقتصادية والاجتماعية، وتدافع عن حقوقهم وحرياتهم الديمقراطية والنقابية.
- توفير كافة المستلزمات لإنفاذ قانون العمل العراق رقم ٣٧ لسنة ٢٠١٥ في جميع انحاء البلاد.
- ضمان حقوق المرأة العاملة في مختلف قطاعات الإنتاج، والعمل على مساواتها مع أخيها الرجل في فرص العمل والأجور، وعدم التمييز ضدها وإنهاء مختلف أشكال العنف ضدها والتحرش بها.
- دعم إنشاء وتطوير المشاريع الإنتاجية والخدمية الكبيرة الصغيرة والمتوسطة، التي تستثمر مزيداً من الأيدي العاملة، وتشغيل المصانع والمعامل المتوقفة وتقديم الدعم الجاد للصناعة الوطنية.
- انهاء ظاهرة عمالة الأطفال، عبر توفير الظروف المناسبة لعودة الأطفال الى مقاعد الدراسة لاكمال تعليمهم.
ان التركيز على هذه الأولويات في النضالات المتنوعة والمتعددة للطبقة العاملة وممثليها وسائر القوى الوطنية والديمقراطية، سيساهم بشكل كبير في تغيير أوضاع العمال، وسيخفف من صعوبة ظروفهم الحياتية، وستكون حصيلته رفع مساهمتهم في بناء البلاد واستقلال قرارها ورخاء مواطنيها.
عاش الأول من أيار عيدا للعمال الاحرار
المجد للعيد الأممي للطبقة العاملة
عاشت الطبقة العاملة العراقية والخلود لشهدائها وشهداء الشعب البررة
اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
أيار ٢٠٢٣