القى الرفيق فاروق فياض عضو المكتب السياسي، كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في امسية الشعر الشعبي يوم الجمعة 31/ آذار 2023،  فيما يأتي نصها:

الحضور الكريم

الرفيقات والرفاق الاعزاء

اسعدتم مساء

واهلا بكم في امسيتنا المكرسة للشعر الشعبي بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي. الذكرى العزيزة على قلوب كل الوطنيين والشرفاء من بنات وابناء شعبنا، وبضمنهم الشعراء الشعبيون، الذين وهبوا حزب الشيوعيين دائما، وفي ذكرى تأسيسه السنوية في 31 آذار خصوصا، اجمل قصائدهم وأشدها حرارة وتأثيرا.

ولطالما ارتبط الشعر الشعبي العراقي بحزبنا الشيوعي وبفكره واهدافه السامية، وبكفاحه من اجل قضايا الكادحين وحقوقهم، ولطالما تغنى مبدعوه في قصائدهم بمسيرته الكفاحية وامجادها، وببطولات مناضليه وتضحياتهم الكبرى في سبيل الشعب والوطن.

ويتذكر الكثيرون منا دون ريب كيف ان هذه الحقيقة اغاضت كثيرا ودائما رؤوس النظام الصدامي في السبعينات، ودفعتهم الى اختلاق مختلف المبررات واتخاذ مختلف الاجراءات، وبضمنها القانونية وبذريعة الدفاع عن سلامة اللغة العربية، للتضييق على الشعر والشعراء الشعبيين، وحتى منعه ومنعهم من إلقائه في المناسبات العامة.

 وفي مقابل انحياز الشعر الشعبي ومبدعيه على الدوام الى الحزب الشيوعي وتعلقهم به، افتخر الحزب بالشعراء الشعبيين واحتفى بهم وبابداعهم، وقدر إسهامهم في العطاء الثقافي الوطني والتقدمي، ومشاركتهم المباشرة في الصراع اليومي الذي تخوضه جماهير العمال والفلاحين والكادحين عموما من اجل حقوقها المشروعة، وضد سياسات وممارسات الانظمة الرجعية والدكتاتورية وقمعها وارهابها.

ومن منا ينسى مظفر النواب وعريان السيد خلف والعديد غيرهما من الشعراء الشعبيين الكبار، الذين خاضوا النضال من قلب الحزب الشيوعي، وطرزوا سماء الثقافة العراقية الى جانب كبار شعراء الفصحى، العموديين والحداثويين، والذين تتلمذت عليهم وتخرجت اجيال متعاقبة من شعرائنا الشعبيين الجدد، بضمنهم من نتطلع هذا المساء، في احتفالنا هذا المكرس لاحياء ذكرى تأسيس حزبنا الشيوعي، الى سماع قصائدهم والجديد من شعرهم.

ايها الاعزاء، اسمحوا لنا ان نرحب بكم ونشكركم على تلبية دعوتنا لحضور احتفالنا هذا المساء، وان نرحب باسمكم ايضا بشعرائنا الشعبيين، الذين استجابتهم كذلك للدعوة، ونشكرهم على حضورهم وعلى مشاركتهم التي نتطلع اليها، في احياء احتفالنا هذا.

   ما قدمه وما يقدمه  خلال مسيرته الطويلة في تاريخ العراق المعاصر. من تضحيات جسام من اجل وطن ينعم بالسيادة وشعب يتمتع بخيراته الوفيرة،لا ان تكون تلك الخيرات حكرا على الاقلية وعلى حساب الغالبية العظمى من ابناء شعبنا التي تعاني الفقرة والبطالة والتهميش والمرض والجهل. كما بقي حزبنا  ثابتا في نضاله ضد كل اشكال التمييز القومي والديني والطائفي والاثني ومدافعا امينا من جل تحقيق الديمقراطية القائمة على اساس المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات. كما لا يغيب عن بالنا دوره برفد الحركة الثقافية والادبية والفنية والاكاديمية باسماء سطعت كالنجوم في سماء الثقافة التنويرية في العراق، والتي مازالت جذورها عميقة في افئدة شعبنا. وملهمة في التصدي لكل اشكال التجهيل والتضليل وتشويه روح الانسان ومقاومة كل ما يبعث على الاحباط والياس.

نتقدم بالشكر الجزيل لشعرائنا الشعبيين على تلبيتهم دعوتنا متمنين لهم وافر العطاء خدمة للثقافة والجمال.