قبل ستة أعوام في مثل هذا اليوم، الثالث من آب ٢٠١٤، استفاق أبناء شعبنا والمنطقة والعالم على صدى صرخات أطلقها بنات وأبناء وأطفال وشيوخ الطائفة الأيزيدية في جبل سنجار، بعد تعرضهم لهجوم وحشي مباغت من قبل تنظيم داعش الارهابي وانسحاب القوات التي تحمي المنطقة.

لقد أدت جريمة الإبادة الجماعية  والفظائع التي ارتكبها داعش الإرهابي بحق المواطنين الأيزيديين الى استشهاد آلاف الرجال وسبي آلاف آخرين من الأطفال والنساء والفتيات وإخضاعهن الى الاستعباد والعبودية الجنسية والتعذيب والمعاملة المهينة واللاإنسانية، واحراق بيوتهم وقراهم ومزارعهم، فيما توفي الآلاف في الطرق التي سلكوها للنجاة بأرواحهم، وتمسك الكثير من الشباب بالأرض وصمدوا في جبل سنجار.

مضت ست سنوات وما زالت معاناة الايزيديين قائمة فمنهم من لا زال يعيش في مخيمات النزوح البائسة وعدد كبير من النساء والفتيات في سبيهن الداعشي، والأطفال مشردون بلا بيوت ولا تعليم ويعانون الأمرين من شظف العيش.

وإذ نعبر في هذه الذكرى المؤلمة عن عميق تضامننا، نطالب الحكومة العراقية وحكومة الإقليم والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل والسريع لإنهاء هذه المعاناة الإنسانية المتواصلة، وتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية والمادية للضحايا وتعويضهم وعوائل الشهداء، وكشف مصير المغيبين وتحرير المحتجزين والمختطفين عند الدواعش الإرهابيين، وتفعيل القرارات الدولية ذات العلاقة بتجريم أفعالهم الشنيعة بحق الأيزيديين باعتبارها جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الانسانية وتقديمهم الى العدالة. وندعو الى اعتبار يوم الثالث من آب من كل عام يوماً  لاستذكار جريمة الابادة الجماعية وادانتها والتضامن مع المواطنين الأيزيديين. 

كما يتوجب الإسراع في تطبيع الأوضاع في المنطقة وإعادة الامن والاستقرار اليها والاسهام الجدي في اعمار القرى والقصبات وتيسير عودة النازحين الى بلداتهم وقراهم وتقديم المساعدات لهم ليبدأوا حياتهم الاعتيادية من جديد. وقبل هذا وذاك يتوجب وقف القصف التركي المتواصل للمنطقة الذي يعرض سكانها الى مخاطر يومية جدية ويحول دون أن يمارسوا حياتهم الطبيعية اليومية.   

ان أبناء شعبنا من الأيزيديين يستحقون حياة أفضل ينعمون فيها بالأمان والاستقرار وكل مقومات العيش الكريم، ويتوجب تقديم كل الدعم لهم  لتمكينهم من ذلك.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

بغداد ٣-٨-٢٠٢٠