تحل اليوم الاثنين (6 كانون الثاني 2020) الذكرى المجيدة لتأسيس جيشنا العراقي، في وقت تواجه فيه بلادنا تحديات ضخمة ومخاطر جسيمة.
وقد قدمت قوات الجيش والتشكيلات الأمنية الأخرى بمختلف صنوفها، طيلة السنوات الماضية، لاسيما في معارك تحرير أراضينا من سيطرة تنظيمات داعش الإرهابي، تضحيات جساما، دفاعا عن أمن البلاد واستقرارها، ولتأمين سلامة العراقيين جميعاً.
ولا تزال أمام قواتنا المسلحة مهمات عظيمة، خصوصاً في ظل تداعيات الأوضاع المحلية، والتصعيد الإقليمي والدولي الذي قد يجعل من أرض العراق ساحة للحرب والتصفيات، ومن شعب العراق وقودا لمعارك الهيمنة في المنطقة.
وفي هذه الظروف التي تتزايد فيها الانتهاكات السافرة للسيادة الوطنية، تشتد المخاطر التي تتهدد أمن البلاد وسلامة مواطنيه وأرضه إلى جانب التدخلات الخارجية على حساب القرار الوطني المستقل. وفي الوقت الذي تتوجه فيه الحكومة العراقية للمطالبة بسحب القوات الأمريكية والأجنبية عموما، وإنهاء تواجد قوات التحالف الدولي، تقع على عاتق قواتنا المسلحة بجميع مكوناتها وصنوفها مسؤولية رئيسة تتمثل في تعزيز سيادة العراق وحماية حدوده وتأمين سمائه، ما يطرح طائفة من المهمات الملحة في مقدمتها تعزيز قدرات القوات المسلحة تسليحا وتجهيزا وتدريبا، وضمان بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية وفق معايير الوطنية والكفاءة والنزاهة والمهنية.
وقد سبق ان أكدنا ان ضمان سيادة البلد واستقلاله يستلزم الجلاء التام لكافة القوات الاجنبية من الاراضي العراقية، وان تلبية الحاجة الى المدربين والخبراء والاستشاريين يجب ان تكون عملية مدروسة وبناء على دعوة حصرية من الجهة السيادية العراقية المختصة.
كذلك بات ضروريا أكثر من أي وقت مضى، اتخاذ إجراءات عملية وخطوات فعلية لتطبيق قرارات حصر السلاح بيد الدولة، وعدم السماح بالمظاهر المسلحة خارج المؤسسات الرسمية من خلال مليشيات أو جماعات مسلحة مهما كانت مسمياتها.
ومعلوم ايضا ان تعزيز سيادة العراق وأمنه الوطني وسلامة أراضيه، ليس مهمة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية فقط، بل هو مهمة وطنية بامتياز تتطلب بناء إرادة سياسية حازمة تستند إلى أوسع اصطفاف سياسي وشعبي، يشمل جميع أطياف الشعب العراقي وقواه الوطنية.
وأمام هذه التحديات الجسيمة التي تواجه بلادنا وشعبنا يتوجب الشروع بجدية تامة، في تحقيق الإصلاح الجذري للنظام السياسي والخلاص من نهج المحاصصة والعمل على مكافحة الفساد فوراً. وهو ما تطالب به جماهير الشعب في ساحات الاحتجاج.
وان التصدي الناجح لهذه التحديات يتطلب تشكيل حكومة وطنية تعكس الإرادة الحرة لشعبنا كما تعبر عنها ساحات الانتفاضة الشعبية الباسلة، فهذا من شأنه توفير أفضل الشروط والظروف لتعزيز السيادة الوطنية وضمان انسحاب جميع القوات الأمريكية وغيرها.
ومن هذا المنطلق، ندعو كافة الأطراف السياسية إلى العمل من أجل تجنيب العراقيين مخاطر الحرب وسياسات المحاور، ولتعزيز الوحدة الوطنية بما يؤمن سلامة العراق وشعبه.
تحية إكبار الى الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه، ولنعمل جميعا على تقويته وتعزيزه، كما ونوعا، بما يمكنه من انجاز مهامه على أفضل وجه.

المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
6 كانون الثاني 2020