منذ العشرين من كانون الثاني الماضي، والعدوان التركي على مقاطعة عفرين السورية يتواصل.
وتساند القوات التركية في هذا العدوان تنظيمات إرهابية، كانت حتى الأمس القريب جزءاً من القاعدة وجبهة النصرة وداعش، فضلا عن مشاركة منظمات تركية فاشية، مثل منظمة "الذئاب الرمادية".
ويشن الرئيس التركي اردوغان حربه العدوانية على عفرين منطلقاً من منظومة فكرية، تتواءم فيها الكراهية العنصرية والتطرف الديني. ويعينه في ذلك التواطؤ الدولي والإقليمي المفضوح، والقائم على معاداة حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعلى خوف انظمة الاستبداد من التجارب القائمة على الديمقراطية وعلى توسيع مشاركة الجماهير في القرار السياسي، وعلى المساواة بين الجنسين.
وأقحمت تركيا مدينة عفرين في الحرب عنوة، وهي التي كانت بعيدة عن اجواء الحرب المدمرة الجارية في سوريا منذ سنوات، بل وتحولت الى ملاذ آمن لمئات آلاف اللاجئين السوريين، الذين باتوا يواجهون لظى التشرد مرة أخرى.
ويمثل سلوك النظام التركي هذا تجاه عفرين خرقا فاضحا لسيادة دولة عضو في الامم المتحدة، هي سوريا. كما يؤدي من جديد، إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها ويزيد من تأزم العلاقات الدولية. غير أنه سلوك يأتي منسجما مع سياسة اردوغان الداخلية، القائمة على الغاء الديمقراطية وممارسة الاستبداد المفضوح ضد معارضيه.
وواضح أنه في حال نجاحه في تدمير عفرين، فان ذلك سيعني استمرار واتساع دائرة الحرب ومضاعفة عديد الضحايا في سوريا، التي تشهد منذ سنوات حربا عبثية متعددة الأطراف والجبهات.
إن قوات الجيش التركي وحلفاءه من الإرهابيين، يقفون اليوم على بعد كيلومترين عن مدينة عفرين المحاصرة منذ أسابيع. وإذا لم تتدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على الفور، فإن حدوث مذبحة للمدنيين الأبرياء يبدو أمراً لا مفر منه.
ان سوريا تحتاج السلام والديمقراطية. ويحتاج الشعب الكردي فيها التضامن والاعتراف بحقوقه. ولقد اثبتت التجربة مرة بعد اخرى، عدم حصول الشعب الكردي على حقوقه في جميع اجزاء كردستان الا جزئياً وبنطاق معين، بغض النظر عن مدى الديمقراطية في الدول التي يتعايش فيها مع المجموعات السكانية الأخرى.
من جانب آخر، وفي الوقت الذي يستمر فيه صمت حكومات المنطقة والعالم على ما يجري في عفرين، تتسع حركة احتجاج وتضامن مع سكان المقاطعة، ومع الوحدات المدافعة عنها.
وتشمل حركة التضامن جميع انحاء العالم، وتشارك فيها الى جانب الجاليات الكردية في الخارج، قوى اليسار السياسي والاجتماعي العالمي، وطيف واسع من حركات السلام والحركات الاجتماعية الأخرى. وتؤكد هذه الحركة التضامنية مع المدينة وسكانها رفض العدوان والتنديد به، والمطالبة بإيقافه وتدعو إلى نصره سكان المدنية والقوى المدافعة عنها.. وإلى وقف حرب الكراهية القومية المجنونة.