وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين الماضي إعلانا يعترف فيه بسيادة دولة الاحتلال الاسرائيلي على هضبة الجولان السورية التي احتلتها عام 1967 وضمتها عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويأتي هذا الإعلان، بعد أشهرٍ من اعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الامريكية إلى المدينة المحتلة.

مجدداً، تعلن الولايات المتحدة الامريكية انحيازها التام إلى سلطة الاحتلال الصهيوني، وتؤكد زيف ادعاءاتها بالرغبة في إحلال السلام في المنطقة، عبر قرارات لا تشكل استفزازا لدول العالم العربي وشعوبه وحسب، إنما ايضا للعديد من دول وشعوب العالم.

لقد تجاوزت الإدارات الامريكية خلال السنوات الماضية، العديد من المواثيق والقرارات الدولية، وكأنها تريد بهذه الخروقات المشينة أن تعلن سيادتها على العالم اجمع.

ويبدو واضحاً أن لجوء إدارة ترامب، الى مثل هذه القرارات المدانة التي تنتهك حق الشعوب في تقرير مصيرها والحفاظ على سيادة دولها، إنما يأتي للتغطية على فشل هذه الإدارة في تجاوز الازمات الداخلية التي تعصف بأمريكا، لاسيما وأن ترامب نفسه يواجه ضغوطا سياسية متزايدة منذ توليه منصبه في العام 2016.

إن الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان الذي وقعته الحكومتان الامريكية والاسرائيلية، والذي يشكل خرقا سافرا لميثاق الأمم المتحدة، ولمبادئ الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، هو عدوان سافر على سيادة سوريا وشعبها، الذي يخرج لتوه من سيطرة الاٍرهاب وداعش على اجزاء من اراضيه وعدوانه وحربه.

إن شعوب العالم بأسرها مطالبة لا بإدانة واستنكار هذا القرار فقط، إنما ايضا بالتحرك وممارسة الضغط الدولي لفرض التراجع عنه، وتأكيد حق الشعب السوري في السيادة على كامل  أراضيه.

إن التضامن مع الشعبين السوري والفلسطيني في مواجهة العنجهية الامريكية وذيلها  الاسرائيلي، هو تضامن أممي لحماية السلم العالمي، وحق الشعوب كافة في العيش بأمان ونيل حقوقها المشروعة.