حميد المسعودي

يواصل المئات من منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية المفصولين من الخدمة، اعتصامهم في ساحة التحرير، وسط بغداد، لليوم العاشر على التوالي، مطالبين بإعادتهم الى وظائفهم السابقة.

والتقى الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والنائب عن تحالف سائرون، عددا من المعتصمين، اثناء زيارته مقر اعتصامهم في ساحة التحرير، مساء أمس الأول الاحد.

وللتعرف على مطالبهم عن قرب، التقت "طريق الشعب" عددا من المعتصمين، الذين تصل اعدادهم، الى نحو ألف شخص، وكلهم تقريبا من الشباب، حيث رووا قصصا غريبة، حول انهاء عقودهم او فصلهم من وظائفهم في الوزارتين الامنيتين.

الاستحواذ على الرواتب

يقول احد المعتصمين، من موظفي وزارة الدفاع المفسوخة عقودهم، ويحمل رتبة نائب عريف، ان "جميع  الموجودين هم من منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية، ولديهم قصص مروعة، وبعضهم جرحى محالون الى اللجان الطبية بكتب رسمية، لكن تم اعتبارهم هاربين من الخدمة  العسكرية، والهدف هو الاستحواذ على رواتبهم"، مشيرا الى "التهديد الذي تعرض له اغلب العسكريين من سكنة منطقة الموصل، حيث كانت داعش قبل احتلال الموصل تصول وتجول في جميع المناطق ليلا، وبعلم  وتنسيق مع بعض القادة العسكريين، الذين يتقاضون مبالغ كبيرة مقابل سكوتهم، ويغضون الطرف عن عمليات الترويج لداعش وإجبار العسكريين على مبايعته".

تهديد وتواطؤ

ويتابع المعتصم الذي فضل الإشارة اليه بحرف "ح" قائلا، ان "أحد آمري الافواج، من الفرقة الثالثة، لم يتخذ اي اجراء لحماية الجنود من تهديدات داعش، وهو الان يحمل رتبة عميد، يعمل في قيادة العمليات، كما ان بعض الوحدات لم تقدم الدعم المطلوب، رغم تكدس العتاد"، مؤكدا ان "ما حصل في الموصل لا ذنب للمراتب فيه،  لأنه رهن اوامر القادة، الجندي والعريف والنائب الضابط يتلقى الاوامر من الضباط ، وان ما حدث في الموصل من الظلم ان يدفع ثمنه المراتب، لقد هرب الضباط الكبار، وبقينا لا نعرف كيف نتصرف، حتى صرنا نتلقى الاوامر عبر الجهاز، واغلب الاوامر تطالبنا بالانسحاب، فماذا يفعل الجندي؟".

تساؤلات واستغراب

وتحدث اخرون لـ"طريق الشعب"، احدهم وهو من القوات الخاصة، يقول "انا سائق خرجت في الواجب لمكافحة الارهاب وجدت اني مفسوخ العقد مع مجموعة من الجنود المطوعين"، وآخر نائب عريف، "بقيت مستمرا في الدوام لمدة ستة اشهر بدون راتب وعندما اشتكيت تم فسخ عقدي"، وثالث وهو جندي متطوع، قال "تخرجت من الدورة عام ٢٠١٤ ونقلت الى الموصل، فكيف التحق والموصل سقطت بيد داعش؟"، وكذلك يعلق نائب عريف آخر، "نقلت من الانضباط العسكري في بغداد عام ٢٠١٥  الى الفرقة السابعة، لكنني لم استلم راتبا على مدى سنة كاملة واثناء المراجعة كان الجواب لا توجد موازنة". 

 "15 ورقة"

وتحدث لـ"طريق الشعب" احد المعتصمين وهو رئيس عرفاء، "كنت واخي في الخدمة العسكرية، متطوعين، في منطقة الصقلاوية وقد اصيب شقيقي وبعد استشهاده واخلائه وذهابي به مأمورا واقامة مراسيم الفاتحة وجدت نفسي مفصولا و قد تم قطع راتبي، وحين استفسرت وجدت ان راتبي قد صودر كوني غائب ودخلت في المدة المقررة للهروب، علما اني لم اهرب بل لدي اجازة لكنني تجاوزت على الاجازة ولم ارتكب جريمة الهروب".

ويشرح معتصم آخر، وهو شرطي، ظروفه، قائلا، "تمت اصابتي ووالدي في تفجير ارهابي، وبعد تلقي العلاج تم التحاقي مع ١١١ منتسب آخر، كانوا  في عداد الهاربين، حيث تمت اعادة الجميع باستثناء اثنين انا ووالدي لأننا لم ندفع مبلغ ١٥ ورقة؟!".

ويبين معتصم، من جهاز مكافحة الإرهاب، والذي تم نقله الى عمليات الانبار في ٢٠١٥ وظل فيها لمدة ٥ أشهر بدون راتب، وحين طالب برواتبه المتأخرة، وجد نفسه مفصولا بأمر آمر الفوج. على حد قوله.

قصص عديدة

ويواصل معتصمون آخرون، أحاديثهم مع "طريق الشعب"، فأحدهم وهو أخو شهيد، يقول انه كان مجازا، وتم استدعاؤه، لكن لم يستطع لانقطاع الطرق المؤدية الى موقع وحدته، وحين التحق بعد فترة اخبر بفسخ عقده. ويذكر معتصم آخر، انه حصل على إجازة لوفاة والدته، وغاب ثلاثة أيام، وعندما التحق اخبر بفسخ عقده. ويفيد أحد المعتصمين، انه اصيب في ٢٠١٦/١٠/٢٥ وتم منحه اجازات مرضية متتالية لغاية٢٠١٢/١١/١ حتى فوجئ بإنهاء خدماته وفصله.

وبين المعتصمين، التقت "طريق الشعب" بمواطن لديه شقيقان شهيدان، يطالب بتعيينه، اكراما لأخويه، ولسوء احواله المعيشية.