لم يكن خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني مفاجئاً لأحد من حيث جوهره، فهو استمرار للنوايا الصهيونية المدعومة من قلعة الامبريالية العالمية، لخلق شرق أوسط جديد خال بأكمله من أي مقاومة لأطماع الكيان الصهيوني باستباحة المنطقة العربية بأكملها.

فبعد القوة المفرطة في إبادته للشعب الفلسطيني في غزة وبقية المناطق الفلسطينية، وبعد الضربات الموجهة للمقاومة اللبنانية، ها هو نتنياهو يقتنص فرصة الأحداث السورية، وعدم اكتراث الإدارة الحالية للبلاد بقضمه الأرض السورية في القنيطرة، وتهديده وتهجيره للسكان، ويعلن وصايته على سورية وشعبها ومستقبلها، ويضع أمام مرأى ومسمع العالم بأسره ما يجوز.. وما لا يجوز لإدارة سورية الحالية وينصب الكيان الصهيوني حامياً لمواطنينا (الدروز) ولسكان المنطقة الجنوبية في سعي محموم لإثارة الفتن الطائفية والمناطقية، ومنع أي مصالحة وطنية شاملة، مستغلاً سكوت الإدارة الحالية للبلاد عن سلوكه العدواني التوسعي.

يا شعب سورية الأبي...

في جميع المنعطفات التي واجهت سورية كان أهلنا في المنطقة الجنوبية (السويداء – درعا – القنيطرة) في مقدمة الداعمين والفاعلين في مواجهة تقسيم البلاد، ووحدة سورية أرضاً وشعباً، وهم يعلنون اليوم أكثر من أي وقت مضى تمسكهم بوحدة بلادهم، ومواجهتهم للتقسيم تحت أي شعار.
الكيان الصهيوني لا يرمي فقاعات في الهواء، وتصريحات (نتنياهو) تعني الضوء الأخضر لتنفيذ مخططه العدواني تجاه سورية وشعبها، وهو ما يستدعي من الإدارة الحالية للبلاد وضع مواجهة مخطط الكيان الصهيوني في رأس أولوياتها. وهذه المواجهة تتطلب وحدة السوريين، لا التفرد والإقصاء، والإستفادة من قدرات العسكريين السوريين في ظرف يتطلب وجودهم في قطعاتهم العسكرية على خط المواجهة.

الشعب السوري واجه في الماضي محاولات التقسيم، وهو مصمم على مواجهة تهديدات الكيان الصهيوني الجديدة، ولن يتنازل عن سورية الموحدة أرضاً وشعباً. صفاً واحداً لمواجهة الوصاية الصهيونية.

عاشت سورية موحدة أرضاً وشعباً.. مدنية.. ديمقراطية.

المكتب السياسي
للحزب الشيوعي السوري الموحد
دمشق 24/2/2025