دعا الحزب الشيوعي التركي الناخبين الى التصويت ضد الرئيس الحالي رجب طيب اردوغان في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 28 ايار الجاري.

وقال الحزب في بيان يوم الجمعة الماضي ان "كل صوت ضد اردوغان، في 28 ايار، سيساهم في نزف دماء حزب العدالة والتنمية، بغض النظر عن النتيجة".

وكان اردوغان فشل في تحقيق الفوز في الجولة الأولى، التي جرت في 14 ايار، اذ حصل على 49.51 في المئة في حين حصل منافسه الرئيسي كليجدار أوغلو على 44.88 في المئة، فيما حصل المرشح الثالث سنان أوغان على 5.20 في المئة.

ويشار الى ان حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه اردوغان، كان اكبر الخاسرين في الانتخابات البرلمانية في 14 ايار، اذ سجل أكبر انخفاض له بعد ان وصل إلى ذروته عام 2015 بالاقتراب من 50 في المئة. فقد حصل على نسبة 35.58 في المئة من الأصوات فقط، رغم ان "تحالف الجمهور" الحاكم نال الأغلبية البرلمانية بواقع 322 مقعداً، من مجموع 600 مقعد.

وقال الحزب الشيوعي التركي في بيانه: "على مدى 20 عاما تحكم هذا البلد حكومة مدعومة من الرأسماليين وطوائف وعصابات وبلدان امبريالية. على مدى 20 عاما، كان النساء والشباب والعمال والوطنيون في هذا البلد يقاومون هذه الحكومة الاستبدادية".

واضاف ان "تحالف الجمهور" الحاكم كان يقول للناس "الذين يقاومون الاستغلال والظلم والاستبداد من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية لمدة 20 عاما": "اتركوا الأمر لنا. سنحلها في صندوق الاقتراع ". ولسنوات، استُخدم هذا الخطاب لتضييق نطاق العمل السياسي للشغيلة واختزاله إلى صناديق الاقتراع. ولم يكتفوا بذلك، بل حتى أنهم أفرغوا التصويت الذي أدلينا به من محتواه. لقد حوّلوا تصويتنا إلى صيغة حسابية بدلاً من ان يكون خيارا حول مصير البلد ومستقبلنا."

وتابع البيان: "كانت نتيجة هذه المعادلة التي اوجدوها للبرلمان أن أعضاء حزب العدالة والتنمية السابقين، واليمينيين والفاشيين، وكارهي النساء والرجعيين، شكلوا الأغلبية. وأظهرت نتيجة الانتخابات في ليلة 14 ايار بوضوح شديد أنه لا يمكن ترك أي جانب واحد من الصراع في هذا البلد، بما في ذلك صندوق الاقتراع، في أيدي "تحالف الجمهور". بعبارة أخرى ، تقع المسؤولية مرة أخرى على عاتق العمال والوطنيين والنساء والشباب والملايين من الناس الذين يعانون من الفقر في هذا البلد."

وأشار البيان الى ان "الأحلام والآمال والإيمان بمستقبل افضل هي أكبر من نتيجة صندوق الاقتراع. ومع ذلك، إذا كان أردوغان سيُدفن في صندوق الاقتراع في هذا البلد، فسنقوم بذلك، نحن العمال، وليس "تحالف الجمهور". (...) لن يتم تحديد مصير هذا البلد من خلال الصيغ والحسابات الرياضية، بل من قبل النساء والشباب والعمال الذين لن يخضعوا لظلامية حزب العدالة والتنمية. اولئك الملايين الذين يصارعون الفقر، القلقون على مستقبلهم. اولئك المؤيدون للعلمانية والوطنية والمساواة (...) سينهضون ويكملون المهمة التي فشلت المعارضة البرجوازية غير الكفوءة في القيام بها. في 28 ايار، سيساهم كل تصويت ضد أردوغان في نزف دماء حزب العدالة والتنمية، بغض النظر عن النتيجة."

"سنتوجه إلى صناديق الاقتراع، وسنقصي أردوغان، وسنقوم بتسوية الحسابات مع كل من كان له دور في هذه الأيام المظلمة. هذه ليست سوى البداية، واصلوا النضال ..".