طريق الشعب
كشفت الهيئة الوطنية للاستثمار، امس الاثنين، عن عزم العراق طرح ثلاث وثائق في مؤتمر المانحين بالكويت، المزمع عقده الاسبوع المقبل، مشيرة الى من جملة المشاريع المهمة خاصة في اعمار الطرق السريعة، فيما تستمر الكويت بالتحشيد لحضور واسع ومهم للمستثمرين العرب والاجانب لإعادة اعمار المناطق المحررة والبنى التحتية العراقية.
وتستضيف الكويت خلال الفترة ما بين 12 و14 شباط الجاري مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار العراق، يتمتع بمشاركة واسعة من دول عربية وأجنبية، بالإضافة إلى منظمات دولية وإقليمية.
ويترأس المؤتمر، كل من، الكويت والعراق والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي، وينتظر مشاركة أكثر من 70 دولة في المؤتمر؛ وتأمل بغداد جمع منح مالية تصل قيمتها إلى نحو 100 مليار دولار، من خلال المؤتمر.

ثلاث وثائق

قال رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الاعرجي، لوكالة "الفرات نيوز"، ان "العراق وضع رؤية استثمارية سيطرحها خلال مؤتمر المانحين بالكويت، حيث وضعت الهيئة والجهد الوطني رؤية واضحة للمؤتمر بالتعاون مع البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولي وبعض الجهات الدولية الكبرى التي عملنا بها خلال الأشهر الماضية".
وأشار الى "اننا على أبواب إطلاق ثلاث وثائق مهمة الأولى عن مقدار الدمار الذي حصل نتيجة العمليات العسكرية واجرام داعش خاصة في المناطق التي احتلها، أما الوثيقة الثانية فهي عن المبالغ المطلوبة لإعادة الاعمار"، مبينا ان "هاتين الوثيقتين تمت بدراسات دقيقة ميدانية وبالتعاون مع البنك الدولي والأمم المتحدة وفق تقديرات دقيقة".
وأضاف "اما الوثيقة الأخرى فهي وثيقة الهيئة الوطنية للاستثمار وبيئة الاستثمار في العراق حيث ستتكلم عن خارطة الاستثمار في عموم البلاد".
حاضنة كبرى

وتابع الاعرجي ان" القطاع الخاص تأثر كثير خلال السنوات الماضية ولم تكن لنا وسيلة لأي موازنة استثمارية"، مشيرا الى ان" المستثمرين في المحافظات حققوا إنجازات جيدة".
واردف قائلا ان "هناك 300 الف وحدة سكنية بين منجزة وقيد الإنجاز في بغداد والمحافظات خلال السنوات الماضية"، مبينا ان "البيئة الاستثمارية اصبح فيها تحسن لكنها دون الطموح، والعراق سيكون الحاضنة الكبرى للمستثمرين".

خارطة طريق

وأكد الاعرجي "وجود فساد في العراق لكن ليس بهذه الضخامة التي يتحدث عنها البعض، فهناك جهد كبير يبذل في محاربته والمستثمر يعرف ذلك"، مشيرا الى "اننا نعكف على وضع اطار وخارطة طريق للمستثمر الوطني والاجنبي فيها الكثير من المصداقية والمحافظة على الأموال الداخلة في بناء الوطن".

مشاريع طرق

كشفت الهيئة الوطنية للاستثمار، في بيان، السبت، إن العراق "سيطرح خلال مؤتمر إعادة الإعمار، أنشاء طرق سريعة وتأهيل وتطوير الطرق الحالية، بالإضافة إلى إنشاء طرق ثانوية أخرى".
وأوضحت أن "التكلفة التقديرية الأولية لإنشاء الطرق السريعة تقدر بـ 3 ملايين دولار لكل كم طول، في حين تبلغ الكلفة التخمينية الأولية لتأهيل الطرق الحالية حوالي ثلث كلفة الانشاء وبواقع مليون دولار لكل كيلومتر طول، لافتة إلى أن "الكلفة التقديرية لإضافة ممرات في كل جانب من الطرق تبلغ مليوني دولار لكل كيلومتر".
وتابعت أن أهم الطرق التي تحتاج إلى تأهيل وتطوير وإنشاء طرق جديدة هي خط المرور السريع بغداد- البصرة بطول 580 كيلومترا، إلى جانب تأهيل وتطوير خط المرور السريع "بغداد- الموصل- ربيعة- فيشخابور" بطول 570 كيلومترا، علاوة على تنفيذ خط سريع بغداد- بعقوبة- الحدود الإيرانية، المنذرية بطول 180 كيلومترا، وتنفيذ خط سريع بغداد- كركوك بطول 250 كيلومترا".

تحشيد كويتي

ومنذ أن دعت الكويت الدول للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر الدولي تزايدت طلبات المشاركة، وبحسب مصادر حكومية كويتية نقلت عنها صحيفة "العربي الجديد" فإن هناك أكثر من 1250 شركة عالمية تقدمت رسمياً للمشاركة في المؤتمر تمهيداً لمساهمتها في إعمار العراق.
وأوضحت المصادر أن الشركات التي أعلنت مساهمتها تعمل في قطاع البنية التحتية، حيث من المقرر أن تساهم في إعادة إعمار قطاعات: البناء والتشييد والكهرباء والماء والاتصالات والمطارات والجسور والموانئ والقطاع الصحي والتعليمي.
وأكدت المصادر أنه على مستوى رجال الأعمال العرب والأجانب تقدم نحو أكثر من 60 شخصية اقتصادية لدعم المؤتمر سواء مادياً أو من خلال الشركات الخاصة بهم لدعم المؤتمر.
وقال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم، ان غرفة التجارة وجهت دعوات رسمية لغرف التجارة الخليجية لبحث آلية التعاون المشترك لنجاح مؤتمر إعادة إعمار العراق، وكيفية وضع استراتيجيات اقتصادية لمشاركة الشركات الخليجية في دعم إعمار العراق.
وحسب مصادر كويتية "من المقرر أن تطرح على المشاركين في المؤتمر المقبل مشروعات استثمارية تكون دعماً مهماً لنجاح المبادرة الكويتية، وسيعرض ضمن خطة إعادة الإعمار 130 مشروعاً على المستثمرين في الكويت، بينها 10 مشاريع مهمة جداً تعد من محركات الاقتصاد العراقي".