دعا حزب الشعب الفلسطيني، جماهير شعبنا في كل أماكن تواجده إلى إحياء الذكرى الـ 46 ليوم الأرض الخالد تأكيداً على تمسكه بأرضه واستعداده لتقديم التضحيات دفاعاَ عنها في مواجهة سياسة العدوان والاستيطان وحملات التطهير العرقي وجميع مشاريع التي تستهدف تصفية قضيته الوطنية وتتنكر لحقوقه، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم طبقا للقرار ١٩٤.

وقال الحزب في بيان صدر عنه اليوم الأربعاء، إن يوم الأرض الخالد الذي عمدته جماهير شعبنا بدماء الشهداء في الثلاثين من آذار عام 1976، جاء لإسقاط  قرارات مصادرة الأراضي وتهويدها في الجليل، حيث تصدى شعبنا الفلسطيني وفي طليعته الحزب الشيوعي لتلك القرارات العنصرية مما أدى لسقوط العديد من الشهداء والجرحى، وفي تأكيد على وحدة شعبنا، امتدت المظاهرات الشعبية لتشمل الأراضي الفلسطينية ومواقع الشتات كافة، مجسدة في ذلك وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.

وأكد الحزب في بيانه، ان ذكرى يوم الأرض تأتي هذه الأيام وقضيتنا الوطنية تتعرض لخطر شديد، يتجلى بتصعيد وتيرة المؤامرة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية برمتها، وفي مركز هذا الاستهداف محاولة العودة لشعبنا لمجموعات سكانية متناثرة وليس كشعب موحد له أهداف وطنية موحدة، وهو الأمر الذي يتطلب أكثر من أي وقت مضى، الاتفاق على استراتيجية فلسطينية تؤكد وحدة الشعب الفلسطيني في جميع مناطق تواجده، وتقديمه كشعب موحد يجمعه مشروع سياسي وطني واحد، يتمثل في تقرير المصير والتحرر الوطني والاستقلال وعودة لاجئيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وشدد حزب الشعب على أن مجابهة الاحتلال ومخططاته وإفشال مشاريعه التآمرية، بما في ذلك تسارع وتيرة التطبيع الرسمي مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، يتطلب أعلى درجات الارتقاء لمستوى مصالح شعبنا العليا للتصدي للمخاطر التي يتعرض لها، وفي مقدمة ذلك العمل على أوسع نطاق لمقاومة هذا التطبيع الذي يجري على حساب قضية وحقوق شعبنا، والتحرك على جميع الصعد الوطنية والاقليمية والدولية من أجل حماية القضية الفلسطينية ومكانتها، ووجوب تحمل المجتمع الدولي مسؤولية تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بحقوق شعبنا، ووقف سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير في التعامل مع القوانين والمواثيق الدولية، وذلك بالتزامن مع ضرورة توسيع النضال الوطني بكل أشكاله، وفي مقدمة ذلك تصعيد المقاومة الشعبية في هذه المرحلة، بإعتبارها الأكثر جدوى في مواجهة الاحتلال وعصابات مستوطنيه ومظاهره كافة.

كما حذر الحزب من خطورة ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، من استمرار سياسة بيع الوهم، منبهاً لأهمية عدم الوقوع في مصيدة ما يسمى بالتسهيلات والتحسينات الاقتصادية واجراءات ما يسمى بـ"بناء الثقة" التي تمثل بكل وضوح التطبيق العملي لخطة "ترامب".

ودعا الحزب القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ كل الاجراءات الجدية والملموسة، من أجل تعزيز مكانة ودور منظمة التحرير الفلسطينية كجبهة وطنية عريضة لقيادة التحرر الوطني لشعبنا، وإلى سرعة إعتماد سياسات اجتماعية واقتصادية تعزز من صمود شعبنا على أرضه وتحترم كرامته وحقوقه الديمقراطية، وتنصف الفئات الشعبية وخاصة الفئة الأكثر فقراً منه، والعمل على تحسين  ظروف حياتها وعدم تركها لقمة سائغة في مواجهة كل من يحاول استغلال الاوضاع الصعبة لشعبنا لتمرير مؤامرة الحل الاقتصادي على حساب الحقوق الوطنية والسياسية لشعبنا.

وفي ختام بيانه، وجه حزب الشعب الفلسطيني التحية لجماهير شعبنا في كل أماكن تواجدها وهي تحيي يوم الأرض بأساليب وإشكال مختلفة، ودعا أعضائه ومناصريه للمشاركة بفعالية في كافة الأنشطة ليوم الأرض المجيد، انطلاقاً من القناعة بأن الأرض هي جوهر الصراع مع المحتلين، مؤكداً ان يوم الأرض سيبقى منارة على طريق انتزاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

حزب الشعب الفلسطيني
فلسطين – 30 آذار/مارس 2022