مع تزايد سعير الحرب الجهنمية والعبثية فوق الأراضي الأوكرانية، تتزايد الأصوات المطالبة بوقف الحرب واللجوء للحلول الدبلوماسية بديلاً لسياسة ارسال السلاح والمساعدات العسكرية التي من شأنها اطالة أمد الحرب وتسعيرها...ومع تطور هذه الأحداث تستغل القوى اليمينية ودعاة الحرب وتأجيج الصراعات، مثل هذه الفرصة للمطالبة بتوسيع نفوذ وعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما يعني عملياً المزيد من عسكرة البلدان...

السويد وفنلندا انتهجتا ومنذ فترات طويلة سياسة محايدة بعيدة عن الأحلاف، وقد حظيت هذه السياسة على الدوام بالتأييد الشعبي. في الآونة الخيرة تزايدت أصوات الأحزاب اليمينية وبعض المحسوبين على قوى الوسط واليسار في السويد وفنلندا، من أجل المطالبة بتقارب أكثر مع حلف الناتو والانضمام إليه ومقابل هذه الجبهة ترتفع الأصوات الخيرة ودعاة السلام من اجل الابتعاد عن العسكرة والحروب والأحلاف...في 22 شباط 2022 وقع عدد كبير من الكتاب والأدباء والفنانين والسياسيين والنقابيين ورجال من الكنيسة، ومعهم عدد من المواطنين ومن مهن مختلفة، ومن السويد وفنلندا وعدد من البلدان، على نداء يدعو لبقاء السويد وفنلندا بعيداً عن حلف الناتو، وبالضد من الانضمام إليه، مع التأكيد على ضرورة انتهاج هاذين البلدين لسياسة سلمية..

وكان من ضمن الموقعين أسماء معروفة. وقد وصل عدد الموقعين حتى كتابة الموضوع حوالي 300 شخصية ومن أوساط مختلفة، وقائمة التوقيع على النداء لازالت متاحة..

من الأسماء الموقعة:

تورد بيورك..من المؤسسين لمنظمة الشعب والسلام

تاكه بيترسون...وزير دفاع وعدل سابق في حكومة الاشتراكيين.

كودرين شيمان...الرئيسة السابقة لحزب اليسار.

لوتا هيدستروم...المتحدثة السابقة لحزب البيئة.

يانس هولمز.. رئيس لجنة النقل في البرلمان السويدي..

صاموئيل جاريل...مغني أوبرا

بينكت بيرغ..شاعر سويدي معروف.

ياكوب يونسون..عضو البرلمان السويدي..

إيفا يرنفوري..صحفية ومؤلفة.

توماس ماغنسون..الرئيس السابق لمكتب السلام الدولي.

توربيون بيورلند...عضو البرلمان السويدي..

اولوف باكارد..كاتب ساخر.

غونيلا بيكسزوم...مسؤولة علاقات في كنيسة الأبريشة السويدية..

يوهان اهرنبيرغ...صحفي ومؤلف ورئيس تحرير مجلة..

بيير كارنون...كاتب

كمال غورغو..رئيس منظمة فنانين من أجل السلام.

هامار...المطران الفخري لكنيسة حركة السلام السويدية.

ريكا بليتالو ..فيلسوفة.. 

ماركو الفيلا..كاتب روائي.

هيك تيرناهوت...عالم بيئة.

روين اوستلوند..مخرج سينمائي

يان سترومدال..رئيس الحملة الشعبية ضد استخدام الطاقة النووية.

ميخائيل ينبيرغ.. كاتب.

مونا اولسون..رئيسة مجموعة في الكنيسة السويدية..

اندرس روميلخو...بروفيسور في معهد كارولينسكا

.......................................

على السويد وفنلندا البقاء خارج حلف الناتو، وانتهاج سياسة سلمية

 1- المهمة الأساسية للسياسة الخارجية والدفاعية هي تقليل التهديدات التي تتعرض لها البلدان، وبالشكل الذي يحقق الأمن من خلال الدبلوماسية والتعاون على قدم المساواة.

2- لا نريد المساهمة في تعزيز انقسام العالم الى كتل عسكرية معادية. بالمقابل هناك حاجة الى المزيد من دول عدم الانحياز التي تنتهج سياسة خارجية مستقلة في العمل المشترك.

3- نتطلع الى انضمام بلداننا الى اتفاقية الامم المتحدة لحظر الأسلحة النووية. ان العضوية في حلف عسكري يجهز للحرب بالأسلحة النووية ستؤدي بنا لوجهة معاكسة وستزيد من مخاطر استخدام الأسلحة النووية ضد بلداننا أو البلدان المجاورة لنا. ووفقاً للمادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي - الناتو، فأن العضوية ستجبرنا على المشاركة عسكرياً في حال تعرض دولة أخرى للهجوم.

4- في العقود الأخيرة، شن حلف الناتو حروباً منتهكاً فيها ميثاق الأمم المتحدة لحظر العنف، والذي يشكل حماية مهمة للدول الصغيرة من تعسف القوى العظمى. ويشكل قصف يوغسلافيا عام 1999 وليبيا عام 2011، من اجل اسقاط حكومات تلك البلدان، مثالاً على ذلك. كما أن مشاركة السويد وفنلندا في حرب أفغانستان كانت كارثة يفترض تجنبها، ومن المهم عدم تكرار ذلك. نريد أن تبقى بلداننا بعيدة عن حروب حلف الناتو.

5- الحروب وإعادة التسليح هي عوامل مدمرة للغاية للمناخ والبيئة وتؤدي الى أزمات لاجئين.

 وعبر بقاء بلداننا خارج عضوية حلف الناتو يمكنها أن تساهم في تجنب التهديد بانهيار بيئي والحفاظ على قدر أكبر من الحرية في استخدام مواردنا من أجل بناء السلام والصحة العامة ورفاهية جميع الناس.

6- نتطلع ان تتخذ السويد وفنلندا تدابير وإجراءات لبناء الثقة، والتي من شأنها أن تقلص نفوذ القوى العظمى في المناطق القريبة منا، وسيكون من شأنها التعبير عن مواقف جميع الأطراف والكف عن خلق صور العدو، مع تدابير التخفيف من المخاطر كالاقتراح الفنلندي لاستخدام الطيران العسكري لأجهزة الإرسال والاستقبال.

7- اتفاقية البلد المضيف بين السويد وفنلندا مع حلف الناتو تتعارض مع الاتفاقية السلمية بين بلدينا. نريد انهاء اتفاقية البلد المضيف، بأن نسعى بدلاً من ذلك الى تحقيق السلام والعلاقات البناءة مع جيراننا وجميع البلدان الأخرى. ويمكن ان يكون ذلك في ما يخص اتفاق التسوية والاتفاق على معاهدة جديدة حول القيود على الاسلحة وبالاستعانة بمؤتمر هلسنكي حول الأمن الأوروبي.

8- لقد تحول حلف الناتو من تحالف دفاعي عبر الأطلسي، الى تحالف ذي مصالح دولية مع شركاء في كل القارات لزيادة التوترات في بقية العالم وفي الدول المنضوية في الناتو نفسه.

بلداننا يمكنها ان تعمل بشكل أفضل من أجل التهدئة والأمن المشترك في حال احتفاظها بخياراتها العسكرية وبالقدر الذي يبعدها عن الجرائم المرتكبة ضد القانون الدولي أينما وقعت.

9- من شان عضويتنا في حلف الناتو أن تؤدي الى تعزيز حلف الناتو في منطقة الشمال.

نحن لا نرغب أن تكون هذه الصورة الأحادية من الوضع السياسي والعسكري التي ترسمها مراكز الفكر الخاضعة لحلف الناتو مثل المجلس الأطلسي والمركز الاستراتيجي لحلف الناتو في ريغا (ستراتكوم) هي الجهة المتحكمة، ولا أيضا أن يتم تصوير أولئك الذين ينتقدون حلف الناتو داعين الى التهدئة، نزع السلاح، وكأنهم مضللون بمعلومات روسية.

10- نحن نواجه خطر تهديدات الانهيار البيئي والحرب النووية. وقد حان الوقت لليقظة وبذل اقصى الجهود من اجل بقاء البشرية.

عرض مقالات: