المكتب الصحفي – اللجنة المركزية لـ"اكيل"

19 آب 2021

انهار النظام التابع والفاسد الذي نصبته الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان المحتلة في وقت قياسي، وجاء ذلك مفاجئاً لأولئك الذين أنفقوا 88 مليار دولار لتمويل وتدريب وتجهيز قوات الأمن الأفغانية. إن الانسحاب المربك للولايات المتحدة والناتو من أفغانستان يوصف - حتى من قبل حلفائهم – بأنه كان مخزياً.

كان غزو ​​أفغانستان عام 2001 في انتهاك للقانون الدولي، بحجة الاعتداء الإرهابي على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وإعلان "الحرب على الإرهاب" يهدف فقط الى خدمة المصالح الأمريكية في منطقة آسيا الوسطى. ومن المعروف أن الأمريكيين أنفسهم هم من قاموا بتسليح الجماعات الإرهابية العديدة لمهاجمة الحكومة والقوات السوفيتية في أفغانستان، والتي انقلبت فيما بعد ضد الولايات المتحدة.

لقد أنفقت الولايات المتحدة 2 تريليون دولار خلال 20 عاماً من الاحتلال، تاركة وراءها 250 ألف قتيل وبلداً مدمراً. وتم اقتلاع ملايين الأفغان من ديارهم وتشريدهم كلاجئين، ويعيش غالبية الشعب في فقر مدقع، ونصف السكان أميون. تعد زراعة الخشخاش وإنتاج الأفيون، الذي يتسبب في تسميم الآلاف من الناس حتى في الولايات المتحدة، نشاطاً اقتصادياً رئيسياً. وأثبتت التصريحات العنجهية الفارغة حول "ترسيخ الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" أنها مجرد ذريعة لتدخلاتهم. وهم يتركون وراءهم الخوف وعدم اليقين بشأن مستقبل شعب، وخاصة النساء، عانى من أهوال نظام طالبان الظلامي في التسعينات.

ويؤكد الانهيار في أفغانستان أن الكوارث التي سببتها الولايات المتحدة وحلف الناتو بتدخلاتهما الإمبريالية في العراق وليبيا وسوريا واليمن، في انتهاك للقانون الدولي، كانت تهدف فقط إلى ترسيخ هيمنتهما والسيطرة على مصادر الطاقة والموارد الطبيعية. إن ما يسمى بـ "الحرب على الإرهاب"، التي استخدمت كذريعة، أدت الى انتهاكات جسيمة وصارخة للحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ودمرت دولاً ذات سيادة وحياة مواطنيها، وحولت ملايين الأشخاص إلى لاجئين. وكما هو الحال دائماً فإن صناعات الحرب والأسلحة هي المستفيدة.

سيواصل حزب الشغيلة التقدمي القبرصي "أكيل" النضال من أجل وضع حد لكل أنواع التدخلات الإمبريالية للولايات المتحدة وحلفائها في الناتو - بما في ذلك من خلال الوسائل الحديثة - والتي تهدف إلى فرض إرادتهم على الدول والشعوب ذات السيادة.

ويعبّر "أكيل" عن تضامنه مع الشعب الأفغاني الذي يواصل دفع ثمن التدخلات الإمبريالية، ويدعو المجتمع الدولي لدعم الشعب الأفغاني من خلال الدبلوماسية الدولية.

عرض مقالات: