رؤية عن الحراك الطلابي وملف التربية والتعليم.. ومساهمة فاعلة في حملات الوقاية من كورونا

أعتبر سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، علي شغاتي، ذكرى تأسيس الاتحاد الـ ٧٢، هذه العام بان لها أهمية قصوى بالنسبة إلى الاعضاء الناشطين فيه، وإلى الأصدقاء، نظرا لما يمر به العراق من حراك احتجاجي انطلق منذ اشهر من اجل الحقوق، كان للطلبة مساهمة فعالة ومشرفة فيه .

وقال شغاتي في تصريح صحفي للمركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي، ان اتحادنا المناضل والذي تأسس في ١٤ نيسان ١٩٤٨، كان على الدوام منحازا لقضايا الشعب والوطن، مهنئًا أعضاء وأصدقاء الاتحاد في هذه المناسبة، والتي حظيت على حد قوله، بخصوصية كبيرة نظرا لما اجترح من بطولات في الانتفاضة الشعبية التي سجلت مواقف وطنية تاريخية لطلبة وطالبات العراق، واعادت الى الاذهان الوقفات التاريخية للطلبة، أبرزها وثبة كانون المجيدة، حينما تصدى العراقيون للقوى الرجعية والعميلة وأسقطوا معاهدة بورتسموث. وأوضح أن الذكرى جاءت أثناء جائحة كورونا الخطيرة، ما دعا قيادة الاتحاد إلى توجيه كافة فروعه للمساهمة بشكل فاعل في تقديم المساعدة وبالإمكانيات المتوفرة للمواطنين المحتاجين والاشتراك في أي جهد وطني يسهم في التقليل من اثار الازمة.

 اهمال التعليم والتربية

 وأضاف شغاتي، إن الاتحاد أشار باستمرار إلى أن أداء المنظومة التربوية والتعليمية يتراجع بشكل مخيف جرّاء الأهمال في ظل المنظومة السياسية القائمة، وجدد تشخصيه عشية ذكرى التأسيس في بيان له، أسباب هذا الأهمال والتردي وكيفية وضع الحلول اللازمة. وعلى الرغم من قيامه بعد إصداره بعض المواقف الهامة وتنظيم النشاطات والاتصالات الاستشارية التي يجريها مع عدد من المختصين والمعنيين بالشأن التربوي والتعليمي، بإرسال الأوراق التي تعنى بهذا الشأن إلى مجلس الوزراء ووزارتي التربية والتعليم العالي واللقاءات المباشرة التي يجريها مع عمداء الكليات ورؤساء الجامعات، ولجوئه  إلى إصدار البيانات أو تنظيم التظاهرات في حالات الاستعصاء، إلا أن الموقف ما زال على وضعه وبحاجة ماسة إلى إجراء تغيير جوهري والالتفات الى هذا الواقع بشكل جاد.

 استعصاء سياسي وإصرار طلابي

 وفي شأن الأزمة السياسية المستعصية ومحاولات الالتفاف على مطالب المنتفضين، وارتباط انعكاساتها بتطلعات الطلبة، أوضح سكرتير الاتحاد أن الوضع السياسي اصبح الان في غاية التعقيد، رغم تنامي حجم الأمل لدى أبناء شعبنا وفي مقدمتهم الطلبة الذين قالوا قولهم خلال انتفاضة تشرين الباسلة، ضد الفساد والمحاصصة، ولكن المطالب الشرعية اصطدمت بالمماطلة والتسويف من جانب المتنفذين الذين يصرون على نفس النهج المأزوم واخفاقهم باختيار مرشح غير جدلي يحظى بقبول المنتفضين وعموم أبناء شعبنا . وأكد أن المخرج الوحيد  هو بالاستجابة الجادة للمطالب وتحقيق التغيير الشامل وانهاء المحاصصة والفساد ومظاهر الخراب.

وأضاف أن الطلبة أصبحوا يدركون أن أي اصلاح للعملية التربوية والتعليمية لن يتحقق إلا بإجراء إصلاح حقيقي شامل، وهذا ما دعاهم إلى تبني مطالب الانتفاضة بشكل تام دون الاكتفاء بالمطالب الخاصة بهم فقط. وعلى هذا الأساس كان حراكهم في قلب الانتفاضة وفي مقدمة صفوفها. وسجلوا مواقف بطولية سيخلدها التاريخ عندما نظموا الإضرابات والتظاهرات احتجاجا على التسويف والمماطلة وعمليات القتل والترهيب التي مورست بحق المتظاهرين من قبل قوى الفساد.

ونوه إلى أنه وفي سياق هذه التطورات، سجل انتهاكات وحشية بحق الطالبات والطلبة المشاركين في الانتفاضة من خلال اساليب عدة. ومن جانبنا قمنا بدورنا كاتحاد وبشكل فعال، بفتح قنوات اتصال مباشرة مع بعثة حقوق الانسان في مكتب الامم المتحدة في بغداد وعملنا على رصد الانتهاكات بشكل يومي وفق تقارير  تتضمن معلومات   رصينة تم توثيقها ونشرها على منصاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي، علما أن هذا الاسلوب في نقل الحقيقة جعل العديد من الجهات تسعى للتعاون وفتح أبواب التواصل معنا، وهذا ما نصبوا اليه من أجل توحيد جهودنا وتنسيق عملنا في أطار وطني شامل.

 دور الإتحاد في حراك الطلبة

 وارتباطا بحراك الطلبة أيضا، بيّن السكرتير شغاتي، أن الاتحاد كان له دورا مميزا في تنظيم الاضراب الطلابي، بعدما ساهم عدد من الاعضاء الاتحاديين والاصدقاء في اصدار أول بيان للاضراب الطلابي الذي عبّر عن عدد من المطالب السياسية والطلابية ودعا إلى تنفيذ الاضراب في يوم ٢٧ من شهر تشرين الأول الماضي، وساهموا كذلك في المشاركة والتنظيم للمسيرات الطلابية على صعيد الجامعات والمدارس، فضلا عن المساهمة في عدد كبير من الفعاليات التي اقيمت في ساحات الاحتجاج والنشاطات الصحفية التي كان منها دعم إصدار جريدة صوت الطلبة مع طلبة جامعة الكوفة.

 قضايا طلابية ملحة

 وشدد سكرتير اتحاد الطلبة، على أن الواقع الطلابي ما زال يعاني من مشاكل جدية في العديد من مفاصله رغم التحذيرات التي قوبلت بالتجاهل والصمت طيلة السنوات الماضية من قبل اصحاب القرار. حيث يستمر وباء المحاصصة في أختيار رؤساء الجامعات وعمداء الكليات، بالاضافة إلى استمرار التضييق على الطلبة من قبل جهاز المتابعة الذي يمارس دورا بوليسيا في أروقة الجامعات. أما أجور الدراسة المسائية والأهلية والتعليم الموازي فقد بقيت مرتفعة جداً مقارنة بالوضع الاقتصادي للمواطنين، مع عدم تحديث المناهج الدراسية واعتماد أسلوب التلقين في التعليم، فضلا عن فرض مبالغ مالية كبيرة على طلبة الاقسام الداخلية. ونلاحظ كذلك عدم جدية وزارة التعليم العالي في التعامل مع انتشار الكليات الأهلية التي اصبحت مصدرا لتمويل الاحزاب المتنفذة دون أن تلبي متطلبات التعليم ومعايير جودته. كما يعتقد اتحادنا أن مشاكل قطاع التربية ذاهبة الى تعقيد أكبر، حيث ما زالت الوزارة المختصة حكراً على مجموعة من الفاسدين الذين جعلوا منها مكانا لتمويل مشاريعهم الخاصة من خلال عملية طباعة المناهج التي تتكرر سنوياً، مقابل النقص الحاد في الأبنية المدرسية الذي أدى إلى اللجوء للدوام الثنائي والثلاثي. ونشير أيضا إلى ضرورة الاعتماد على نظام قبولات عادل يحقق للطلبة جزءا من طموحاتهم الضائعة نتيجة السياسات الخاطئة في هذا القطاع الحيوي.

ودعا شغاتي إلى البدء بالحلول من خلال أختيار شخصيات مهنية من الأوساط التربوية والتعليمية لإدارة وزارتي التربية والتعليم العالي في الحكومة المقبلة، لتأخذ على عاتقها اعداد خطة منهجية للارتقاء بالتعليم من خلال اعادة النظر بمخرجاته لتتناغم مع سوق العمل، فمن غير المعقول أن تستمر الدولة في تخريج افواج من العاطلين عن العمل في هدر واضح للطاقات. وجدد تأكيد الاتحاد على ضرورة زيادة التخصيصات المالية للوزارتين في الموازنة العامة، وصرف المنحة الطلابية، واشراك الطلبة والمنظمات الطلابية والاتحادات في اتخاذ أي قرار يخص الحياة التعليمية وما يخص الطلبة.

 وباء كورونا وإجراءات مأزومة

 وبخصوص جائحة كورونا وقرارات وزارتي التربية والتعليم العالي، أعتبر شغاتي أن المعالجات التي اصدرتها الوزارتان لا تعالج الأمور وستفاقم المشكلة وقد اتخذت بصورة مستعجلة وفي أجواء غير صحية. حيث يتوجب على وزارة التربية التريث في اتخاذ أي قرارات مصيرية بشكل مستعجل، ويفترض بها أن تدرس الوضع بتأن،  وأن تستشير مجموعة من الخبراء في الشأن التربوي، وأشراك الطلبة في اتخاذ القرار. علما إننا نرى إن الحل الأمثل هو تمديد العام الدراسي وإلغاء العطلة الصيفية وتكثيف المناهج وان تطلب الأمر تأجيل إنطلاق العام الدراسي المقبل لمدة شهر من أجل ضمان حقوق الطلبة في تأدية الامتحانات في ظروف طبيعية.

وفيما يخص الجامعات فقد أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مشروع التعليم الإلكتروني للطلبة من خلال استحداث نظام "كوكل كلاس روم"، ويتوضح أنها خلطت بين التعليم الإلكتروني الجامعي القائم على التنظيم، والتعلم الذاتي المنتشر حاليا في مواقع الأنترنت الذي لا يحتاج في النهاية إلى اختبارات تنافسية. علما أن أي مراقب للاوضاع يدرك إن الوزارة لم تأخذ الموضوع بالجدية الكافية، ولم تدرس فعالية هذا النظام.  خاصة وأن هذة المشاريع ليست أمنيات تتحقق من تلقاء نفسها، بل تحتاج إلى عمل جاد يتحول إلى واقع فعلي يعتمد على عناصر أهمها توفر البنية التحتية التقنية والتي تشهد ترديا عاما في تقديم خدماتها للمواطنين واستعداد الكوادر التدريسية وملائمة المناهج الدراسية للتطبيق، ومدى تقبل الطلبة لهذا الأمر. وأي نقص في هذه العملية يؤدي إلى خلل في المنظومة بكاملها. مع العلم إننا نتفق تماما أن المنظومة التعليمية في العراق بحاجة إلى اعتماد التعليم الجامعي الإلكتروني، ولكن يجب أن يُبنى وفق أسس علمية وخطة مدروسة توصل الطلبة إلى أهداف محددة وتقدم خدمة عامة للبلد، وعليه يجب أن يتم اعتبار التعليم الإلكتروني الحالي هو زيادة للمعرفة وعدم مطالبة الطلبة في أداء أي اختبارات في المواد التي تراكمت خلال الفترة الماضية.

 دور الاتحاد في مواجهة كورونا

 وفي العودة للحديث عن جهود الاتحاد لمواجهة الوباء الانتقالي، أكد سكرتير الاتحاد أن مختلف فروعه شاركت في حملات توزيع المواد الغذائية وتعفير المناطق في مناطق متفرقة من البلاد. علما ان الاتحاد أطلق مبادرة لإنتاج المواد المعقمة في مختبرات كلية العلوم في بعض الجامعات وانجز الزملاء والاصدقاء قرابة ١٠ الاف لتر من المواد المعقمة جرى توزيعها على الفرق التطوعية في محافظة النجف لغرض التعقيم والتعفير.

  المركز الإعلامي

للحزب الشيوعي العراقي