مع إطلالة آذار يحتفل الشيوعيون بذكرى عزيزة عليهم ألا وهي ميلاد حزبهم المناضل الحزب الشيوعي الكوردستاني .

ففي نهاية شهر آذار تمر ستة وثمانين عاماَ على نضال الشيوعيين الكوردستانيين والعراقيين في قافلة ملؤها التضحية والفداء من اجل المصالح والمطالب المشروعة للشعب والوطن. وفي هذه المسيرة فضًل الاف من المناضلين المبدعين والفاعلين في مجالات الحياة العامة، مصالح الوطن والطبقة العاملة وسائر كادحي الشعب فوق مصالحهم الشخصية، صادقين مع العهد الذي قطعوه على نفسهم أمام الجماهير منطلقين من كون حزبهم حزب النضال الوطني والطبقي، والذي ولد كضرورة موضوعية من اجل مصالح العمال والفلاحين والمعدمين وشغيلة اليد والفكر، مناضلين من اجل وطن حر وشعب سعيد، فاختاروا طريق العدالة الاجتماعية والمساواة والاشتراكية كخيار تاريخي، واسترشدوا في المجال العملي والنظري بالماركسية والهوية الوطنية والمصالح العليا للطبقات الكادحة والدفاع عن الديمقراطية والحريات العامة وحقوق المرأة، كأساس لتحليل الواقع الكوردستاني والعراقي وعلى صعيد الشرق الأوسط والعالم، لصياغة المهام والبرامج.

وعلى ضوء تلك المبادئ كان الشيوعيون العراقيون والكوردستانيون في مقدمة النضال والنشاطات الجماهيرية المختلفة من إضرابات ومظاهرات وانتفاضات الفلاحين وثورات الشعب الكوردستاني والعراقي منذ العهد الملكي وإلى الآن. وقدًم الحزب في هذا النضال المتفاني خيرة قادته وكوادره وأعضائه ومؤازريه وفي مقدمتهم فهد وصارم وحازم وسلام عادل وجمال الحيدري.

إن تزامن الذكرى السنوية لتأسيس الحزب الشيوعي الكوردستاني مع الذكرى السنوية لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي تاريخياً، ما هي إلا تأكيد على النضال التاريخي المشترك واستمرار يته ومن اجل حق تقرير المصير لشعب كوردستان والديمقراطية للعراق، ومن هذا المنطلق يساند حزبنا المطالب العادلة لمتظاهري أكتوبر 2019 ، والتي تقوم الطبقة الحاكمة في العراق بتسويفها.

يحيًّ الشيوعيون واصدقاؤهم ومؤازروهم الذكرى السنوية لتاسيس حزبهم في ظروف صعبة ومعقدة يمر بها الشرق الأوسط عموماً إذ أصبحت هذه المنطقة بؤرة للتوتر والصراعات الدولية والإقليمية، وأصبحت الساحة السياسية العراقيةَ جزء من الصراع الإقليمي والدولي وعلى الضد من مصالح شعبنا.

وفي الوقت نفسه تشكل مخاطر فايروس كورونا قلقاً كبيرا لدى شعبنا لما لها من تداعيات على إعاقة المسيرة الاقتصادية وحركة الإنتاج والتي تتزامن مع عدم ضمان رواتب كافة الموظفين من قبل حكومة ألإقليم، في الوقت الذي تشهد فيه اسعار النفط هبوطا كبيرا في الأسواق العالمية ويواجه الاقتصاد العالمي مخاطر أزمة اقتصادية على غرار الأزمة المالية لعام 2008.

وبالتزامن مع جميع هذه الأوضاع تستمر الصراعات غير العادلة بين أحزاب السلطة في كوردستان، والتي تبرز أحيانا على شكل صراعات بين الأجهزة الأمنية استمرارا لعقلية تقاسم مناطق النفوذ، إضافة الى التوترات التي تصل أحيانا إلى التخندق والتراشق بالحملات الإعلامية. وتسبب مجمل هذه الأوضاع قلقا واستياء لدى جماهير شعب كوردستان .

وفي الوقت الذي يطالب حزبنا جماهير الشعب بالالتزام بالإرشادات الصحية ويثني على الأجهزة الصحية والأمنية ومجمل الإفراد والأوساط التي تعمل جنوداً مجهولين للحفاظ على الصحة العامة والسيطرة على الفايروس، يؤكد أيضا على ضرورة قيام حكومة الإقليم بمهامها وتأمين الاحتياجات الصحية ومستلزمات معيشة الجماهير ورواتبهم وخلق أرضية مناسبة لتضامن الشعب مع الحكومة لتجاوز هذه الأزمة الصحية. ان حزبنا على قناعة تامة بان الإنسانية وبالتعاون والتضامن المشترك تستطيع ان تتجاوز هذه الأزمة الصحية .ولكن هذه الأزمة وتداعياتها على الإنسانية جمعاء تبين لنا من غير الممكن التعامل مع الصحة الإنسانية بآليات اقتصاد السوق المنفلت وأرباح الشركات الرأسمالية. وفي ذات الوقت لا يمكن لهذه الازمة الصحية أن تحيدنا عن مهامنا الأساسية في كوردستان من منطلق كوننا حزباً للمعارضة الديمقراطية اليسارية ولذا نؤكد على تشديد النضال من أجل الحفاظ على الحريات الديمقراطية وحقوق المرأة وإجراء إصلاحات حقيقية متعددة الجوانب، وممارسة الشفافية في الكشف عن الإيرادات والنفقات العامة وخاصة في مجالات في النفط والغاز وواردات الكمارك والمنافذ الحدودية، واجتثات الفساد، وإنهاء مظاهر الإدارتين السابقة وخصوصا في مجال قوات البيشمركة والأمن، والتركيز على بناء المؤسسات، وتشريع دستور ديمقراطي علماني في كوردستان، مع وضع سياسة اقتصادية جديدة خلافا لشروط صندوق النقد الدولي والخصخصة المطلقة والاقتصاد ألريعي. كما على الحكومة ان تؤدي مهامها في مجال التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية وتخفيض الضرائب. وندعو البرلمان إلى تعديل قانون الاستثمار الأجنبي وتشريع قوانين للعمل والضمان الاجتماعي والضمان الصحي.

وفي مجال السياسة الخارجية يؤكد حزبنا على سياسة خارجية مستقلة وموحدة في كوردستان على أساس القرار الوطني الكوردستاني المستقل بعيدا عن الانجرار للاستقطابات الدولية والإقليمية. إن من شأن هذه السياسة تجنب الانجرار إلى صراعات إقليمية ودولية وتحولها من الصراعات الثانوية إلى حروب داخلية .

في ذكري تأسيس حزبنا نبعث بتحيات التقدير والوفاء إلى عائلات شهداء الحزب الشيوعي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي وعائلات كافة شهداء كوردستان وشهداء الحركة الديمقراطية في العراق، معاهدين على استمرار النضال من أجل وطن حر وشعب سعيد.

كما ونبعث تحياتنا النضالية والتضامنية مع البيشمركة الإبطال المدافعين عن تراب كوردستان .

مجدا للذكرى السادسة والثمانين لميلاد حزبنا الشيوعي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي.

المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستاني

اواخر اذار 2020