علي شغاتي
في ظل استمرار حالة الاستعصاء السياسي وتمسك المتنفذين بمصالحهم ونهجهم، تواصل الانتفاضة فعالياتها الاحتجاجية بزخم ملفت وإصرار كبير، رغم استمرار استهداف المتظاهرين بالقرب من ساحة التحرير بشكل وحشي.

3 شهداء في بغداد

وعلى الرغم من تكرار المطالبات وتعالي الأصوات في شأن ضرورة إيقاف عمليات القمع والقتل التي تطول المحتجين وبالخصوص في ساحة الخلاني، التي أصبح أسمها مقترنا بسقوط الشهداء والجرحى، سجلت هذه الساحة ليلة أمس الأول، أحداثا دامية من جديد، راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى، جرّاء المواجهات بين القوات الأمنية والمحتجين. وقد وثقت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، على لسان عضوها، فاضل الغراوي، استشهاد ثلاثة متظاهرين وإصابة 44 آخرين خلال الصدامات.

محاولات للتهدئة وإصرار على القمع

ومثلما هو معتاد على المشهد الاحتجاجي، فأن المنتفضين يدعون باستمرار الى ايقاف الصدامات والقمع على عكس الطرف الآخر. وتلافيا لتفاقم الاوضاع قام بعض المنتفضين بنصب الخيام في الخط الأول لساحة الخلاني، لغرض التهدئة، واتفقوا مع القوات الأمنية المتواجدة على إيقاف استخدام العنف ضد اخوانهم، خصوصا بعد إدراكهم ان اعداد الضحايا تتزايد دون أي مؤشر على وقف القتل العمد الممنهج. وخلال ذلك، تجددت الصدامات بعد معاودة الملثمين الذين يرافقون القوات الأمنية، بإطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام بنادق الصيد وقد احرقت الخيام المنصوبة.

التنديد بتسويف المطالب

ومقابل الدعوات إلى تنفيذ المطالب المشروعة والاستجابة بتشكيل حكومة وطنية مؤقتة، ظهرت تسريبات عن اجتماع للكتل السياسية لحسم اختيار مرشح تشكيل الحكومة وطرح عدد من الاسماء المجربة سابقاً والتي لا تتوافق مع شروط ساحات الاحتجاج.
وتوافد المتظاهرون إلى ساحة الحبوبي مركز اعتصامات مدينة الناصرية، مشاركين في الاحتجاجات الشعبية مؤكدين رفض مرشحي الكتل السياسية لمنصب رئيس الوزراء، كونه يمثل جهات حزبية ساهمت في الفشل الذريع في إدارة الدولة.
وبذات السياق، واصل المئات من المواطنين في ساحة الصدرين مركز اعتصام محافظة النجف التوافد بشكل مكثف والتنديد بمحاولات الكتل السياسية للالتفاف على مطالب المتظاهرين من خلال التحريض على الصراعات الداخلية وبث الفرقة في صفوف المحتجين.

الفساد أخطر من كورونا

ولا تبتعد الشعارات المناهضة للفساد وقواها عن مطالب الحراك الاحتجاجي والدعوات إلى الإصلاح الجذري الذي يستهدف هذه الظاهرة المستفحلة.
وقد أكد المعتصمون في ساحة الساعة، مركز الاعتصام الرئيس في محافظة الديوانية، على أن الفساد هو اشد خطراً على العراق من فايروس كورونا. وأبدوا إصرارا على مواصلة الاعتصام حتى تحقيق المطالب التي تتمثل في اختيار شخصية وطنية لرئاسة الحكومة المقبلة على أن تحدد حكومته بمدة زمنية يكون فيها ملزما بأجراء انتخابات مبكرة وفق قانون انتخابات عادل.

الحملات الالكترونية مستمرة

وجدد المحتجون على مواقع التواصل الاجتماعي حملاتهم في أطار عودة الزخم الاحتجاجي وأطلقت منصات التواصل الاجتماعي هاشتاك "مطالبنا وين"، في إشارة الى عدم قدرة الرافضين للحراك على تسويف وتشتيت المطالب.
وتدل التقارير والمعطيات على أن الانتفاضة في العراق ما زالت تتسع لتشمل فئات اجتماعية جديدة خاصة مع عجز الدولة عن الايفاء بالتزاماتها المالية التي اتخذتها الحكومة المستقيلة في حزمها الإصلاحية، التي اعلنتها
وعزز ذلك المتظاهر من محافظة النجف، حسين علي، قائلا ان "الانتفاضة سوف تتسع وتشمل جميع المدن العراقية قريبا خاصة في ظل استهتار الكتل السياسية في عدم الاستجابة للمطالب وتسويفها ومحاولة بعضها تقزيم الحراك وتصويره انه يستهدف فئات سياسية واجتماعية دون غيرها، وهذا خلاف للواقع ونحن نعلم ان الوضع في العراق مرشح للتفاقم خاصة مع استمرار معارك الحصول على المكاسب وتعزيز النفوذ".

تظاهرات مطلبية

وفي مدن ومواقع عدة تستمر التظاهرات المطلبية التي اصبحت حديث الساعة للشارع العراقي وشرائحه وطبقاته الاجتماعية.
ولم تهدأ تظاهرات الخريجين التي سبقت انطلاقة الانتفاضة وحتى اللحظة، حيث جددها خريجو الدراسات العليا مطالبين بتوفير فرص العمل، فضلا عن تظاهرات نظمها المتعاقدون مع بعض الوزارات مطالبين برواتبهم المعطلة منذ شهور.