طريق الشعب
شهدت ساحات الاعتصام يوم أمس، زخماً جماهيرياً كبيراً في مختلف المحافظات المنتفضة، وسط مشاركة طلابية متميزة من خلال مسيرات ضخمة جددت التضامن مع الانتفاضة ومطالبها المشروعة، فيما واصلت مجاميع مسلحة مجهولة اعتداءاتها على خيام المعتصمين وإطلاق النار عليها وحرقها وضرب عدد من المتواجدين فيها بأماكن متفرقة.

مسيرة طلبة العاصمة

وفي بغداد، تواجد طلبة الجامعات، باعداد كبيرة في ساحة التحرير مركز الاحتجاجات والاعتصامات التي تشهدها المحافظة.
وقال مراسل "طريق الشعب"، بلال رضا، أن "الالاف من طلبة الجامعات انطلقوا في مسيرة احتجاجية ضخمة من امام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واتجهوا صوب ساحة التحرير"، مبيناً ان "صور شهداء انتفاضة تشرين تقدمت المسيرة الحاشدة التي طالبت باختيار شخصية وطنية مستقلة لتشكيل الحكومة".
واشار رضا، إلى "تعرض عدد من خيام المعتصمين قرب نفق السعدون من جهة ساحة الخلاني إلى الحرق العمد بعد هجوم فاشل قامت به قوات الشغب على الساحة".

الناصرية وميسان

في غضون ذلك، وصل وفد من متظاهري محافظة البصرة إلى ساحة الحبوبي مركز الاعتصام في الناصرية.
ونوه مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، إلى إن "الزيارة تأتي في إطار دعم زخم الاعتصام والتعبير عن التضامن المشترك في مطالب التظاهرات الاحتجاجية"، مشيرا إلى "تنظيم مسيرة مشتركة وسط الساحة ردد خلالها المشاركون أهازيج وشعارات تؤكد استمرار الاعتصام لحين تحقيق المطالب".
ونظم المئات من طلبة جامعات محافظة ذي قار مسيرة موحدة للتأكيد على دعم مطالب الاعتصام وزخم الحضور.
وفي السياق، قال الطالب علي خشن لـ"طريق الشعب"، إن "طلبة الجامعات يواصلون تواجدهم في ساحات الاعتصام في إطار التأكيد على ضرورة استجابة الكتل السياسية لمطالب المتظاهرين وهي المصادقة على فقرات قانون الانتخابات وتحديد موعد لها وتكليف رئيس وزراء مستقل للمرحلة المقبلة".
يُشار إلى إن عددا من المتظاهرين الغاضبين قطعوا تقاطع البهو وسط الناصرية بالإطارات المحترقة.
وفي ذي قار أيضا، تعرضت خيام المعتصمين في قضاء الرفاعي إلى إطلاق النار من قبل مسلحين مجهولين.
وافاد مصدر أمنى لوكالة الغد برس، بأن "مجهولين أطلقوا النار على خيم المعتصمين في قضاء الرفاعي، دون التمكن من معرفتهم او القاء القبض عليهم".
وفي محافظة ميسان تعرضت خيمة الشهيد أمجد الدهامات، إلى الحرق أيضا من قبل مجهولين.
وكشف مراسل "طريق الشعب"، عمر السوداني، عن "قيام مجهولين بحرق عدد من الخيام بينها خيمة شهيد انتفاضة تشرين أمجد الدهامات"، منوها الى "قيام المجهولين بالاعتداء على المتظاهرين بالضرب بالهراوات والادوات الجارحة".
وعلى صعيد متصل، انطلقت تظاهرة لطلبة المدارس في المحافظة امام مديرية تربية ميسان مطالبين بتأجيل امتحانات نصف السنة.
وبحسب السوداني، فأن "المئات من طلبة الاعداديات تظاهروا امام مديرية التربية مطالبين بتأجيل امتحانات نصف السنة"، معللين ذلك بـ"عدم استعداد الطلبة لأداء الامتحانات وقلة المواد الدراسية التي درسوها قياساً بالمواد الداخلة في الامتحانات".

احتجاجات السماوة والديوانية

وعلى الصعيد الاحتجاجي، جدد خريجو كليات الإدارة والاقتصاد ومعاهد المحاسبة في السماوة تظاهراتهم قرب مجمع الدوائر الحكومية للمطالبة بتوفير فرص العمل.
وبيّن المتظاهر، محمد حيدر لـ"طريق الشعب"، إن "الدرجات الوظيفية التي تخصص لنا لا تتناسب مع إعداد الخريجين"، مشيراً إلى أن "هذه التظاهرة تعتبر الخامسة من دون تجاوب من قبل الجهات المعنية والمسؤولين".
من جانبهم، اعتصم أهالي منطقة "آل توبة" جنوبي المثنى على الطريق المؤدي الى آثار الوركاء، احتجاجا على تردي الخدمات وعدم توفير فرص العمل كذلك.
وهدد المعتصمون بـ"منع دخول الوفود إلى المنطقة الأثرية، وإغلاق معمل الاسفلت القريب من منطقتهم"، مشيرين الى "استمرار اعتصامهم بشكل يومي الى حين الاستجابة لمطالباتهم وعدم تجاهلها من قبل المسؤولين والمعنيين".
أما ضمن الحراك الطلابي الذي تشهده الديوانية، فقد نظم المئات من طلبة جامعة القادسية وقفة احتجاجية داخل الجامعة لدعم المطالب الشعبية واعتصامات المحافظة، بحسب ما أفاد به مراسلنا في الديوانية.
وتابع المراسل القول "تظاهر ايضا العشرات من أصحاب العقود في دائرة صحة محافظة الديوانية امام منزل المحافظ زهير الشعلان الواقع في قضاء الحمزة الشرقي للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ سبعة أشهر".

طلبة كربلاء والنجف وبابل

إلى ذلك، ندد المئات من طلبة جامعات كربلاء بحرق خيام المتظاهرين في ساحة التحرير.
وذكر مراسل "طريق الشعب"، غفار ياسين، أن "المئات من طلبة الجامعات جابوا شوارع المدينة بمسيرات حاشدة تندد بحرق خيام المتظاهرين في التحرير وميسان، فيما صدحت أصواتهم بهتاف (فوق الغيم نحط الخيمة)"، مضيفاً ان "هتافات الطلبة نادت بمشاركة المرأة العراقية بشكل واسع في الاحتجاجات الشعبية وحيّت الحراك النسوي".
وفي محافظة النجف، توافد المئات من الطلبة إلى ساحة الصدرين وسط تأكيدات على رفض مرشح الاحزاب المتنفذة لتشكيل الحكومة.
وبحسب الأنباء الواردة، فأن "الطلبة رددوا هتافات وحملوا لافتات تؤيد مطالب الحراك الشعبي الداعية إلى الإصلاح ومحاسبة الفاسدين".
وفي السياق ذاته انطلقت مسيرة طلابية حاشدة في محافظة بابل، دعماً للمطالب التي ما زال ينادي بها المنتفضون منذ شهور.
وقال مراسل "طريق الشعب"، في المحافظة، أن "الطلبة خرجوا في مسيرات كبيرة صوب ساحة مجسر الثورة، وأعلنوا عن استمرارهم في التظاهر والتضامن مع مطالب الانتفاضة المشروعة".

تجدد الاضراب في واسط

وفي المقابل، تجدد الاضراب العام للمؤسسات الحكومية عدا الخدمية والتعليمية في محافظة واسط.
ووفقاً لمراسل "طريق الشعب"، علي جبار، فأن "الاضراب مستمر في جميع المؤسسات الحكومية عدا التعليمية والخدمية في مدينة الكوت"، مشيرا الى "استمرار انتشار عناصر القوات الامنية بالقرب من المؤسسات التعليمية والمصارف الحكومية لتأمين استمرار الدوام فيها".
وأضاف قائلا "نظم طلبة جامعة واسط مسيرة انطلقت من مبنى الجامعة الى ساحة التظاهرات الرئيسة في الكوت، بمشاركة المئات من الطلبة الذين رفعوا شعارات مؤيدة لمطالب المتظاهرين، وسط تأكيدات منهم على مواصلة المسيرات والفعاليات الداعمة للتظاهرات".