طريق الشعب

واصل المحتجون خلال اليومين الماضيين، نشاطاتهم وفعالياتهم المنوعة في مختلف المدن والمواقع، فيما تواصلت عمليات الاعتداء والاستهداف ضد المنتفضين، التي أسفرت عن اغتيال متظاهر قرب ساحة التحرير.

جريمة ضد ساحة التحرير

وفي ساحة التحرير وسط بغداد، استهدف مجهولون عددا من المتظاهرين، ما تسبب في استشهاد أحدهم واصابة ثلاثة اخرين.

وقال مراسل "طريق الشعب" ان "الحصيلة المسجلة من قبل الفرق الطبية المتواجدة في الساحة لأحداث، أمس الأول، تفيد باستشهاد المتظاهر محمد حرب بسلاح كاتم قرب كراج ساحة التحرير. بينما تعرض ثلاثة متظاهرين للطعن بالأسلحة البيضاء قرب الساحة، إضافة إلى إصابة ٢٣ شخصا بجروح نتيجة استخدام بنادق الصيد والغاز المسيل للدموع قرب ساحة الخلاني".

واضاف أن "المتظاهرين حاولوا توسيع رقعة الاحتجاج علما أن القوات الامنية حاولت دفعهم الى ساحة الخلاني بعد فتح جسر السنك وحصر المنتفضين في المنطقة الممتدة من الخلاني وصولا الى ساحة التحرير وشارع السعدون".

يُشار إلى أن قيادة عمليات بغداد اعلنت في وقت سابق اصابة عدد من المنتسبين المكلفين بحماية التظاهرات بعتاد بنادق الصيد دون ان تحدد الجهة التي استخدمت هذه البنادق.

البصرة والناصرية

وفي الاثناء، انطلقت مسيرة حاشدة من ساحة ام البروم في محافظة البصرة، متوجهةً الى ساحة الاعتصامات المركزية في فلكة البحرية وسط المحافظة.

ونوه مراسل "طريق الشعب" بإن "حشود المتظاهرين انطلقت من ساحة ام البروم متوجهةً الى ساحة الاعتصامات المركزية في المحافظة، تأييداً لمطالب المعتصمين المشروعة".

من جهة أخرى، توافد الآلاف من ابناء محافظة ذي قار إلى ساحة اعتصام الناصرية مؤكدين على المطالب المشروعة أيضا.

واشار مراسل "طريق الشعب"، إلى أن "المئات من ابناء العشائر تظاهروا في ساحة الحبوبي مستنكرين محاولة اغتيال المحامي والناشط علي معارج، مطالبين بكشف المتهمين بالحادث وتقديمهم للقضاء".

واضاف، إن "الساحة شهدت توافدا كبيرا لأهالي قضاء الفهود وقلعة سكر دعما لزخم الاعتصام مؤكدين على استمرار الاعتصام حتى تحقيق المطالب الشعبية"، مشيرا الى ان " المشاركين في هذه التظاهرة حملوا شعارات مناوئة للفساد، ورددوا هتافات تطالب بتحديد موعد قريب للانتخابات وتقديم المتهمين بقتل المنتفضين الى القضاء".

وكشف المراسل عن "ارتفاع عدد سرادق اعتصام الناصرية إلى 215 خيمة امتدت على محيط ساحة الحبوبي والشوارع المحاذية للساحة"، مبيناً ان "هذه السرادق تقدم جميع أنواع الخدمات في ظل توافد أعداد كبيرة من الداعمين لمطالب الاعتصام بشكل يومي ومن جميع الشرائح".

الديوانية والمثنى

وفي السياق الاحتجاجي، نظم المئات في محافظة الديوانية تظاهرة انطلقت من شارع المواكب الحسينية إلى ساحة اعتصام شهداء ٢٥ تشرين مطالبين بتشكيل الحكومة بعيدا عن منهج المحاصصة.

وأفاد مراسل "طريق الشعب"، بأن "المتظاهرين طالبوا ايضا بإجراء انتخابات مبكرة واختيار رئيس وزراء مستقل وتنفيذ مطالب ساحات الاعتصام".

وفيما نظمت نقابة المعلمين في الديوانية تظاهرة في ساحة اعتصام شهداء 25 تشرين لدعم الاحتجاجات الشعبية ومساندة مطالب المتظاهرين والتأكيد على مواصلة الدعم لخيام الاعتصام.

أصدرت ساحة اعتصام السماوة بيانا أيدت فيه ترشيح علاء الركابي لرئاسة الوزراء.

وذكر المعتصمون في بيانهم الذي اطلعت عليه "طريق الشعب"، أنه "بعد أخذ رأي المعتصمين حول دعوة الركابي بتوحيد اسم المرشح لرئاسة الحكومة المؤقتة، قررنا ترشيحه حتى تنفيذ جميع المطالب وأن يلتزم بما ألزم به نفسه عند طلب ترشيحه".

وفي السياق، أعلن الطلبة المعتصمون أمام مبنى جامعة المثنى، عودتهم الى مقاعد الدراسة.

وذكروا في بيان لهم، انهم " قرروا العودة الى الدوام مع الحفاظ على حركة الاحتجاجات السلمية والتأكيد على المطالب من خلال تحديد يوم للتظاهر بالاتفاق مع رئاسة الجامعة"، معللين قرارهم "لتجنب ضياع السنة الدراسية على الطلبة المعتصمين".

تشييع رمزي لشهداء النجف

وفي محافظة النجف شيع المئات نعوشا رمزية لشهداء الاحداث الاخيرة.

واوضح مراسل "طريق الشعب"، في المحافظة، أن "المتظاهرين حملوا نعوشا رمزية رفعت عليها صور الشهداء، حيث جاب المتظاهرون ساحة الاعتصام مطالبين بالكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم للقضاء".

واضاف المراسل، أن "معتصمين من الناصرية والبصرة والنجف وقعوا على وثيقة عهد باستمرار التظاهر حتى تحقيق المطالب، وجاء هذا التوقيع اثناء زيارة وفد من معتصمي الناصرية والبصرة الى ساحة اعتصام النجف".

بابل والكوت

وفي المقابل، أيّدَ متظاهرون في بابل، ترشح الناشط علاء الركابي لرئاسة الحكومة المؤقتة بدلاً من المكلّف بتشكيلها محمد توفيق علاوي. وبحسب الأنباء الواردة، فأن "المتظاهرين رفعوا صوراً في ساحة اعتصام بابل، وأعلنوا موافقتهم على ترشح الركابي بشرط اتفاق جميع ساحات التظاهر على ذلك"، محذرين من "تجاهل مطالبهم واللجوء خلافا لذلك إلى تصعيد احتجاجي غير مسبوق". وقال الناشط علي عبد لـ"طريق الشعب"، أن "متظاهري بابل وجميع منصات الاعتصام في ساحات التظاهر تفاعلت مع ترشيح علاء الركابي لرئاسة الوزراء في الحكومة المؤقتة"، عازياً ذلك إلى "المقبولية الواسعة التي يتمتع بها الركابي في غالبية ساحات التظاهر في العراق".

وفي غضون ذلك، أقام المتظاهرون في مدينة الكوت ندوة حوارية في ساحة الاعتصام حول آلية ترشيح مستقلين من ساحات التظاهرات ليتم تكليفهم بتشكيل الحكومة.

ووفقاً لمراسل "طريق الشعب"، علي جبار، فأن "المتظاهرين شجبوا إصرار الكتل السياسية على عدم الاستماع لصوت المتظاهرين والعمل خلافا لمصلحة الشعب بشكل عام"، موضحين ان "أهم أهداف التظاهر تحديد موعد للانتخابات المبكرة وإقرار قانون الانتخابات الجديد بشكل نهائي".

يذكر ان المحافظة شهدت تظاهرة نسوية للتعبير عن التضامن مع المتظاهرين وبيان مشروعية مطالبهم.