طريق الشعب
واصل المنتفضون خلال اليومين الماضيين، في مواقع مختلفة من المحافظات، فعالياتهم الاحتجاجية المتنوعة، ملوحين بالتصعيد الجماهيري غداً، مع انقضاء المهلة التي حددها أهالي الناصرية للحكومة والتي حظيت بتضامن واسع في أماكن متفرقة تشهد تظاهرات واعتصامات مستمرة.

احداث دامية في بغداد

وفي ساحة التحرير وسط العاصمة، استشهد متظاهر وتعرض نحو 24 آخرين لإصابات خلال اعتداء شنته القوات الأمنية عند جسر السنك على المتظاهرين بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال مراسل "طريق الشعب"، بلال رضا، إن "قوات مكافحة الشغب تقدمت باتجاه المتظاهرين المتجمعين في الجانب الشرقي من جسر السنك، مع إطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أدى إلى حدوث صدامات بين الجانبين"، مؤكداً "عبور عدد من المتظاهرين الحاجز الأمني الكائن على الجسر، حيث قابلت القوات الأمنية ذلك برد عنيف من خلال إطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل".
واضاف رضا، أن "مئات المتظاهرين توجهوا من ساحة التحرير باتجاه ساحة الخلاني وجسر السنك، منددين باستخدام القوات الأمنية القوة المميتة ضد المواطنين، ومطالبين بمحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين"، فيما شددوا على "ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة قادرة على ضبط الأمن وكبح جماح أحزاب السلطة والمليشيات".
وأضاف رضا، أن "الوضع عاد الى طبيعته بعد انسحاب قوات مكافحة الشغب الى حواجزها، الامر الذي دعا المتظاهرين للعودة الى الحاجز الاول على جسر السنك"، لافتاً إلى أن "معتصمي الساحة أعلنوا تأييدهم المهلة التي حددها زملاؤهم في الناصرية للحكومة، من اجل الاستجابة لمطالبهم".
وفي الأثناء، أعلن المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، عن اختطاف الناشط المدني أحمد فاضل أثناء خروجه من ساحة التحرير.

غضب بصري

وفي البصرة، احتشد الالاف من المتظاهرين في ساحة ام البروم، لينطلقوا صوب ساحة الاعتصام المركزية امام ساحة البحرية، وهم ينددون بالاغتيالات التي تطول الناشطين المدنيين والاعلاميين.
وذكر مراسل "طريق الشعب"، حافظ الجاسم"، إن "المتظاهرين عبّروا عن سخطهم من الاوضاع المزرية التي يعيشها البلد، والانفلات الأمني، وانتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، مشددين على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وحماية المواطنين والمتظاهرين من العصابات المنفلتة"، فيما أوضح أن "فريق شباب اكتوبر للدعم اللوجستي نظم مبادرة لدعم خيام الاعتصام بالمواد الغذائية والماء، وتوزيع اعداد من جريدة شباب اكتوبر التي تصدر عن ساحة الاعتصام".

مهلة الناصرية

وفي الأثناء، استمر توافد المواطنين على ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددوها للحكومة.
ونفى الناشط في المحافظة، حسين الغرابي، تمديد المهلة التي منحها المتظاهرون للقوى السياسية والحكومة من اجل تنفيذ مطالب المحتجين، والتي ستنتهي اليوم.
وأوضح الغرابي، في تصريح صحفي لـ"طريق الشعب"، إن "مهلة الناصرية اتفقت جميع المحافظات المحتجة على تطبيقها، وهناك تنسيق بخصوص الخطوات التصعيدية"، مبيناً أن "التصعيد سيبدأ اليوم في حال لم تستجب الحكومة للمطالب".
وفي السياق، قطع محتجون جسر الغراف الرئيس في المحافظة فيما أشعلوا الإطارات بسبب ما وصفوه بـ"استحواذ كتلة معينة على تعيينات الكهرباء" الخاصة بالقضاء.
وأعلن مصدر محلي في ذي قار، لوكالة "الغد برس"، عن "قيام مجهولين مسلحين يستقلون عجلة صالون بقتل مواطن رميا بالرصاص شمال الناصرية، ولاذوا بالفرار"، فيما جرى "استهداف منزل أحد الناشطين في منطقة حي الشهداء بعبوة صوتية".

تضامن السماوة والديوانية

ومن جانب آخر، احتشدت جموع غفيرة من اهالي مدينة السماوة مطالبين بإقالة مدراء الدوائر البلدية والمحافظ بسبب سوء الخدمات.
ولفت مراسل "طريق الشعب"، عبد الحسين السماوي، إلى أن "المتظاهرين طالبوا بإقالة المحافظ ورؤساء الدوائر البلدية بسبب سوء الخدمات والفساد المستشري"، كاشفاً، عن "تضامن اهالي محافظة المثنى مع المهلة التي اعطتها محافظة ذي قار وسط تهديدات بقطع الطريق الدولي".
وفي سيق متصل، أعلن متظاهرو ساحة الساعة وسط محافظة الديوانية أن اليوم الاحد، سيشهد تنفيذ التصعيد الذي وعدت به المحافظات في حال تجاهلت الحكومة المطالب.
وكذّب حسن المياحي، وهو أحد منسقي التظاهرات في الديوانية، حدوث أي اتفاق مع تربية المحافظة، بشأن عودة الدوام الرسمي إلى المدارس الثانوية.
ونوه المياحي، في تصريح نقلته وكالة "بغداد اليوم"، إلى إن "حديث تربية الديوانية بوجود اتفاق مع ممثلي التظاهرات بشأن عودة الدوام إلى المدراس الثانوية لا صحة له، وأن المتظاهرين لم يلتقوا مع إدارة التربية قط، ولا توجد نية داخل التظاهرات في هذا الاتجاه، وان الاضراب مستمرا هذا الأسبوع باستثناء المدارس الابتدائية".

كربلاء تلوم الحكومة

إلى ذلك، حمّل محتجو كربلاء، الحكومة مسؤولية الهجمات التي تتعرض اليها ساحات الاحتجاج والمتظاهرون.
وذكروا في بيان لهم، أن "عصابات مجهولة قامت بإطلاق الرصاص على خيم الاعتصام وفي الهواء بالنسبة للمناطق البعيدة عن مناطق التظاهر لترهيب الأهالي، فيما يقوم القتلة المتجولون على الدراجات باستهداف ناشطي المحافظة وثوارها".
وأضاف البيان، أن "العصابات اقتحمت ساحات الاعتصام وحاولت حرق الخيام، في محاوله للقضاء على الثورة وتخويف المعتصمين ببث إشاعات عن الاقتحام الكبير كما يسمونه"، محملاً "الحكومة والقوات الامنية مسؤولية الدماء التي سالت منذ بدء الانتفاضة".
يُذكر أن طلبة جامعة الكوفة في النجف، أغلقوا أبواب الجامعة وأعلنوا استمرار الإضراب عن الدوام، ورفض محاولات فكه حتى تحقيق المطالب.