طريق الشعب

واصلت الانتفاضة الشعبية يوم أمس، زخمها في محافظات عدة، تنوعت فيها الاساليب الاحتجاجية، وفق المستجدات المختلفة التي طرأت والاوضاع الداخلية لها، فيما توافد الالاف من المواطنين الى سوح التظاهر والاعتصام بشكل سلمي مؤكدين على المضي في التظاهر حتى تحقيق المطالب كافة.

بغداد

وتوافدت، في العاصمة، اعداد ضخمة من المتظاهرين إلى ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها، وسط اجراءات أمنية مشددة ومخاوف من محاولات عبور جسر الجمهورية بعد الدعوات التي روجت لها جهات على مواقع التواصل، والتي لاقت رفضا قاطعا من المتظاهرين.

وأغلقت حشود من المتظاهرين، الجسر المؤدي نحو المنطقة الخضراء، بعدما شكلت جدارا بشرياً، لمنع أي اندفاع، وهي تهتف بسلمية التظاهرات والبقاء في ضمن رقعة الاحتجاجات لا أكثر.

وفي شأن المخاوف من ردة فعل القوات الأمنية، نفى قائد عمليات الرافدين اللواء جبار الطائي، أمس، المعلومات التي أشارت إلى عزم قوات الأمن تفريق التظاهرات بالقوة.

وقال الطائي في تصريح صحفي، إن "التظاهر هو حق كفله الدستور وأن الأجهزة الأمنية تعمل ضمن إطار الدولة وهي سند للمتظاهرين"، مشيراً إلى أن "بث مثل هكذا ادعاءات تهدف إلى تكبير الفجوة بين القوات الأمنية والمتظاهرين، وشق الصف الوطني في محاولة بائسة، وأن القوات الأمنية ستظل سنداً للمتظاهرين".

واستمرت بعد ذلك الفعاليات الاحتجاجية على قدم وساق في محيط الساحة وخيام الاعتصام دون أي حادث يذكر.

الديوانية تواصل

وفي سياق الاحتجاجات، طالب متظاهرون في الديوانية، بمحاكمة المحافظ زهير الشعلان وقائد شرطة المدينة السابق بتهم ارتكاب مجازر ضد المتظاهرين السلميين.

ونقلت وكالة "ناس" عن المواطن المتظاهر، حسن العوادي، قوله، أن "المتظاهرين في الديوانية يطالبون بالقصاص من المحافظ وأعضاء المجلس السابق المنحل، كما لا ننسى النواب الذين لم يقدموا شيئاً لتخفيف هموم المواطن الناتجة عن الفساد"، مهاجماً ما اسماه بـ"الصمت المشين لنواب الديوانية في البرلمان، تجاه محافظة تسجل ثاني أعلى مستوى من الفقر ونقص الخدمات على مستوى البلاد، فضلاً عن غيابهم خلال الأحداث التي شهدتها المحافظة وما نتج عنها من سقوط عدد من الشهداء والجرحى بين المتظاهرين السلميين".

ويأتي هذا بعد أن أصدر القضاء، أوامر اعتقال بحق المحافظ السابق سامي الحسناوي، نفذها بحقه مكتب تحقيقات القادسية، بتهمة إهدار المال العام إضافة إلى صدور حكم قضائي بحجز أموال رئيس مجلس المحافظة المنحل جبير الجبوري، فضلاً عن مذكرات قبض بحقه وبحق أمين سر المجلس.

كربلاء تنعى شهيدها

وفي جانب آخر، شهدت محافظة كربلاء، إقامة مجلس عزاء على روح الشهيد المغدور فاهم الطائي في ساحة الاعتصام، كما اغلقت ‏مداخل المدينة.‏

ونقل مراسل "طريق الشعب"، عبد الواحد الورد، عن الناشط المدني ايهاب ‏جواد الوزني، وهو احد الذين كانوا يرافقون الشهيد قوله، انه "كنا ثلاثة ‏افراد على دراجة نارية ونحن في طريقنا الى بيوتنا وعند وصولنا الى بيت الشهيد فاهم اطلق ملثمون النار على الطائي من مسدس كاتم للصوت".‏ وأفاد الورد، بأن مداخل المدينة اغلقت بالكامل ومنع الدخول اليها بواسطة العشائر والاجهزة الامنية، حيث تم ‏غلق سيطرة ام الهوى باتجاه بابل، وكذلك سيطرة الرجيبة المؤدية الى النجف، كذلك سيطرة الوند باتجاه ‏بغداد، وسيطرة 56 مفرق الكمالية، وايضا سيطرة معمل السمنت باتجاه عين التمر والطريق ‏الدولي، فيما حمّل الناشطون الحكومة والقيادات الامنية مسؤولية اغتيال الناشط المدني بالإضافة الى ازدياد حالات الخطف في المحافظة.

اعتصامات الناصرية

وفي الناصرية، أكد المتظاهرون عدم عودتهم من ساحات الاعتصام بأي شكل من الأشكال.

وأوضح المتظاهرون في ساحة الحبوبي، أن تركهم اعتصام المحافظة والتوجه صوب بغداد من دون أي سبب مقنع لن يحصل اطلاقاً، فالأمر يهدف إلى افراغ ساحات التظاهر، مشيرين إلى أن ترك ساحة الحبوبي والالتحاق ببغداد يعتبر طعنة للوطن في الظهر وفشلا للثورة، فيما شددوا على الالتزام بسلمية التظاهرات من قبل جميع الأطراف.

النجف

وفي غضون ذلك، أكد قائد شرطة النجف الأشرف، اللواء غانم العنكوشي، أن قواته لا تعتزم تفريق المتظاهرين في المحافظة.

وقال العنكوشي في تصريح صحفي، إن "المعتصمين مازالوا موجودين في ساحة الصدرين المخصصة للتظاهر السلمي"، مبينا ان "القوات الأمنية تواصل مهامها بتوفير الحماية لهم بشكل كامل"، محذراً من "جهات مغرضة تحاول تأجيج الوضع الامني في المحافظة من خلال بث اشاعات بوجود نية لدى القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين".

وأضاف قائد شرطة النجف، أن "المحافظة تشهد وضعا آمنا ومستقرا بفضل التعاون الكبير بين القوات الأمنية والمتظاهرين السلميين والتفهم العالي لخطب وتوجيهات المرجعية الدينية العليا".

يُذكر أن مديرية الشرطة كانت قد أكدت يوم أمس، إعادة فتح أحد الشوارع المغلقة في مجسرات ثورة العشرين من أجل انسيابية حركة المركبات وفك الاختناقات المرورية واصبحت المنطقة مفتوحة بالكامل أمام المواطنين.

وعلى ذات المنوال، واصلت محافظات اخرى نشاطها الاحتجاجي بشكل كبير دون انقطاع او تراجع حتى اللحظة.