طريق الشعب
جددت المحافظات المنتفضة، يوم أمس، حراكها الاحتجاجي الشعبي، المطالب بإقالة الحكومة ومحاسبة الفاسدين وقتلة المتظاهرين الذين استخدموا كافة الاساليب القمعية لإخماد الانتفاضة، في ظل استمرار الإضراب العام عن الدوام في قطاعات واسعة متضامنة مع المعتصمين.

إضراب ميسان

وواصل الطلبة في ميسان، الإضراب عن الدوام في المدارس والجامعات. وذكر مراسلنا، مهند حسين، أن الطلبة وموظفي المؤسسات الحكومية نظموا تظاهرة أمام مبنى المحافظة، ورددوا خلالها الشعارات والأهازيج التي تدين المحاصصة الطائفية، مطالبين بإقالة الحكومة فوراً ومحاسبة القادة الأمنيين على خلفية الأحداث الدامية في البصرة وذي قار.
وأضاف حسين، أن أهالي ميسان أعربوا عن غضبهم واستيائهم من الإجراءات القمعية التي يتعرض لها المتظاهرون في مختلف المحافظات المنتفضة، فيما رفعوا على المجسر المقابل لمبنى المحافظة، لافتات كتبت فيها أسماء بعض الفاسدين، وعبارة "ارحلوا يا فاسدين" في الوقت الذي واصلت المواكب الشعبية دعمها اللوجستي للحضور الجماهيري الكثيف.

حراك واسطي

وجدد الحراك الواسطي، تظاهراته واعتصاماته المتواصلة في ساحة الاحتجاج المركزية بالتزامن مع الشلل التام الذي اصاب الدوائر الحكومية نتيجة استمرار الاضراب العام عن الدوام.
وقال مراسل "طريق الشعب"، علي جبار، أن قائد شرطة المحافظة، العميد علي حسين هليل، زار صباح أمس، ساحة الاحتجاج وجلس في احدى خيامها وخاطب المتظاهرين عبر مكبرات الصوت قائلا ان "زيارتي لكم للسلام والاطمئنان وأنا داعم لصوت الشعب"، محذراً من "الاشاعات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي التي تحدثت عن نية القوات الأمنية فك الاعتصام بالقوة".
وأوضح جبار، إن المحافظ نفى هذه الأنباء، وشدد على سلمية التظاهرات، مبيناً أنه سيقوم بزيارة عوائل الشهداء والجرحى ومعالجتهم في حال احتياج أحدهم الى العلاج خارج المحافظة، وفيما أكد عدم وجود أية دعوى قضائية او حالات اعتقال ضد أي متظاهر، ودعا المواطنين إلى الشكوى القضائية ضد أي شخص في الأجهزة الأمنية الحق الأذى بالمتظاهرين.

فعاليات البصرة

وفي البصرة، نظمت خيمة شباب ثوار الانتفاضة مهرجاناً شعرياً كبيراً في ساحة الاعتصام، حضره عدد كبير من المنتفضين واكاديميو ومثقفو المحافظة.
وأوضح مراسلنا، حافظ الجاسم، أن المهرجان ضم عدداً وافياً من شعراء العراق الشباب الذين تغنوا وانشدوا للانتفاضة الشعبية، مشيراً إلى أن المهرجان اختتم بمسيرة جماهيرية حاشدة اوقدت الشموع اكراماً لأرواح شهداء الاحتجاجات.
وأوردت الأنباء، أن الأهالي قطعوا منذ الصباح الباكر أبرز طرق المحافظة ومنعوا الموظفين من الذهاب إلى دوائرهم، معلنين استمرار الاضراب العام.
يُذكر أن منتسبي السكك في البصرة نظموا تظاهرة احتجاجا على قرار وزارة النقل الخاص بسحب قطع الاراضي السكنية التي وزعها عليهم وزير النقل السابق.

العاصمة بغداد

وشهدت العاصمة، توافد المئات من طلبة المدارس والجامعات صباحاً إلى ساحة التحرير ومحيطها، وسط حضور جماهيري كثيف. واستمرت عمليات الكر والفر قرب جسور العاصمة التي تجمهرت عندها اعداد كبيرة رغم محاولات القوات الأمنية الحثيثة للسيطرة عليها وابعاد المتظاهرين عنها باستخدام متقطع للذخيرة الحية وإطلاق الغازات المسيلة للدموع.

قطاعاتكربلائية  واسعة

وفي غضون ذلك، خرج الطلبة والمعلمون والمثقفون وعدد من الهيئات المهنية والاتحادات والنقابات في كربلاء بتظاهرات كبيرة. وقال مراسلنا، عبد الواحد الورد، أن المتظاهرين توافدوا إلى ساحة الاعتصام ومحيطها، معلنين التضامن مع المنتفضين الذين يطالبون برحيل الحكومة، فيما لوحظ وجود كبير للعشائر من أجل مساندة المعتصمين حيث رفعت شعارات تطالب بفتح ملفات الفساد ومحاسبة قتلة المنتفضين. وأضاف الورد، أن المعتصمين وجهوا نداءً الى قيادة عمليات الفرات الاوسط المتمركزة في المدينة وقيادة شرطة كربلاء بضرورة حماية المتظاهرين وكشف المتورطين بالاعتداء عليهم ومعرفة اسباب الاعتقالات التي تجري ضدهم وضرورة تفعيل دور الادعاء العام في المحاكم للاطلاع على حقيقة ما يجري.

تطورات الناصرية

ومن جانب آخر، أصدر قائد شرطة ذي قار، أمراً بسحب "قوات الشغب" من شوارع المحافظة.
ونقلت وكالة "السومرية نيوز" عن مصدر أمني قوله، إن "قائد شرطة المحافظة، اللواء محمد القريشي، أصدر أمراً بسحب قوات الشغب من الشوارع واستبدالها بأخرى ووجه بتكليف قوات النجدة والشرطة المحلية بمتابعة الأوضاع الميدانية".
وفي السياق، ذكرت وكالة "الغد برس"، إن "المتظاهرين استمروا في غلق جسر ذي قار الكونكريتي وسط المدينة فيما اعتصم آخرون من أهالي ناحية ميسلون أمام شركة "بتروناس" النفطية، مطالبين بتنفيذ الخدمات في الناحية وشمول أهلها بتعيينات مكتب التشغيل".

متظاهرو النجف

أما في النجف، فقد شهدت ساحة الاعتصام توافد جموع من المتظاهرين وبمختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية، معبرين عن اصرارهم على البقاء في سوح التظاهر واعلان الاضراب العام حتى تحقيق المطالب.
وأشار مراسلنا، احمد عباس، إلى أن المتظاهرين شددوا على ضرورة إقالة الحكومة ورئيسها عادل عبد المهدي، بينما هتفوا بشعارات نددت بالفساد وطالبت بمحاكمة المفسدين واعادة الاموال المنهوبة.