طريق الشعب
احتفل اللبنانيون مؤخراً، بذكرى عيد الاستقلال محتشدين في ساحة الشهداء بوسط بيروت، فيما اعلن الدفاع المدني عن اصابة ستة اشخاص اثناء الاحتفالات، اتهم حزب الله الولايات المتحدة الامريكية بتدخلها لتشكيل حكومة جديدة تخدم مصالحها على حساب الشعب اللبناني.

عيد الاستقلال

خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في لبنان، أمس الاول، لإحياء ذكرى الاستقلال باحتجاجات جديدة على النخبة الحاكمة التي يتهمونها بالفساد وبإيقاع البلاد في أزمة عميقة. وعبر المتظاهرين عن شعورهم وكأنهم يحتفلون بالاستقلال للمرة الأولى.
وقالت الناشطة في الاحتجاجات هند ان "الاستقلال شيء اخر، هم من شوهوا الاستقلال وصار محاصصة وفساد، ونحن الان نطالب باستقلال حقيقي ووطن نعيش فيه بكرامة وعزة". مضيفة ان "من المهم الحضور اليوم دونا عن أي يوم آخر وأن نكون متحدين كبلد. الكل بدأ يدرك معنى الاستقلال الحقيقي".
وقال عون في خطاب بثه التلفزيون بمناسبة ذكرى الاستقلال مؤخراً إن "هذا ليس وقت الخطب والكلام والاحتفالات. هذا وقت العمل، العمل الجدي الدؤوب، لأننا في سباق مع الزمن".

إصابة 6 محتجين

في الاثناء، أعلن الدفاع المدني اللبناني عن إسعاف 5 مصابين، ونقل سادس إلى المستشفى الليلة الماضية، تعرضوا الى إصابات طفيفة نتيجة اشتباكات سجلت وسط العاصمة.
وذكر صفحة المديرية العامة للدفاع المدني على فيسبوك، أن "عناصرها قدموا منذ منتصف يوم الجمعة، الذي احتفل فيه اللبنانيون بعيد استقلالهم في الشوارع وميادين الاعتصام والاحتجاج، ولغاية الساعة 6 من صباح اليوم السبت الإسعافات الأولية لخمسة أشخاص تعرضوا الى إصابات مختلفة وسط بيروت". مضيفة ان "عناصر الدفاع المدني نقلوا مصابا إلى مستشفى حداد الوردية نظرا لحالته".
واكد ان "عناصر الدفاع المدني قدموا الاسعافات الاولية في الساحات الممتدة ما بين ساحة النجمة وباب إدريس كانوا قد تعرضوا الى إصابات طفيفة نتيجة الاشتباكات التي وقعت هناك. كما عمل العناصر على نقل مصابة الى مستشفى المقاصد لتلقي العلاج اللازم".

اتهامات متبادلة

وفي سياق غير متصل قال السفير الأمريكي السابق لدى لبنان، جيفري فيلتمان، أن سمعة حزب الله تآكلت خلال التظاهرات التي يشهدها لبنان حالياً، معتبراً أن الحزب لم يعد نظيفاً.
وذكر فيلتمان بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الشرق الأوسط"، إن "مطالبة نصر الله للمتظاهرين بالعودة إلى بيوتهم لم يصغ إليها المتظاهرون وحتى من داخل طائفته، فبعضهم استمع والبعض لم يعره اهتماماً، وهو مشهد جديد لم يشهده لبنان من قبل".
وبين ان "لقد رأينا واستمعنا إلى خطابات نصرالله.. 4 خطابات طالب فيها المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم لكنهم لم يعودوا".
وتابع فيلتمان قائلاً إن "محاولة حزب الله التشكيك في المتظاهرين ونواياهم قوّضت السمعة التي عمل عليها لعقود، وأصبح اليوم مثله كمثل بقية الأحزاب السياسية في لبنان التي فقدت مصداقيتها مع الشعب".
ودعا الإدارة الأمريكية إلى "الإفراج عن المساعدات العسكرية للقوى الأمنية اللبنانية لأن تجميدها يخدم حزب الله والمصالح الروسية والإيرانية في لبنان".
من جانبه اتهم حزب الله الولايات المتحدة بالتدخل في تشكيل حكومة لبنانية جديدة، وقال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن "الأزمة الاقتصادية التي امتدت إلى النظام المصرفي أصابت بيئة حزب الله كما يتأثر أي مواطن لبناني من أي طائفة ومن أي مذهب لكن هذا لا يعني أنه إذا كان جمهورنا متأثرا كما كل الجمهور اللبناني أن يكون هذا نجاحا لمن افتعل الأزمة".
وأضاف أن "حزب الله أيد المطالب الشعبية بتحويل المسؤولين الفاسدين إلى المحاكمة".
واوضح قاسم ان "المعرقل الأول في تشكيل الحكومة هو أمريكا لأنها تريد حكومة على شاكلتها ونحن نريد حكومة على شاكلة الشعب اللبناني وحاجات الشعب اللبناني". مبيناً ان "أمريكا تتحرك في الخفاء وتفرض شروطها وتسعى إلى أن تكون النتائج لمصالحها، وهذا ما يجعل الأزمة تأخذ وقتا إلى حين يأس الأطراف الخارجية من إمكانية تحقيق ما يريدون".
ورد قاسم على كلام السفير الأمريكي الأسبق لدى بيروت جيفري فيلتمان أمام لجنة في الكونغرس الأمريكي حول الأزمة اللبنانية قائلا "فيلتمان يقول بوضوح ماذا تريد أمريكا. تريد أمريكا حكومة لا سياسة فيها على قاعدة أنها تعتقد بأنها تؤثر أكثر، هذا هو الرأي الأمريكي، وتريد حكومة تعمل مع الغرب وتراعي المصالح الأمريكية بشكل مباشر، هذا هو مضمون كلامه، نحن يجب أن نعمل بما يراعي مصالح لبنان وبما ينسجم مع خيارات الشعب اللبناني".
وأشار قاسم إلى أن أمريكا تريد حصتها من لبنان وقال إن فيلتمان "عندما يهدد اللبنانيين بالاختيار بين الطريق المؤدي إلى الفقر الدائم أو الرخاء المحتمل فهو يفسح في المجال أمام الخيارات التي تريدها أمريكا كحل للإنقاذ وهذا أمر مخالف تماما لحقوق الشعب اللبناني، وعندما يقول نريد حكومة مناسبة تتناغم مع أفضل حماية للمصالح الأمريكية فهو يعمل على مصادرة رأي الشعب اللبناني في حكومته".