طريق الشعب

واصلت الانتفاضة الشعبية السلمية المطلبية، أمس الأربعاء، زخمها الاحتجاجي الغاضب، رغم ما شهدته بعض المحافظات من عنف طال المتظاهرين. حيث تجددت النشاطات الاحتجاجية في بغداد وكربلاء والناصرية والبصرة، مسجلة حضوراً جماهيرياً وتأكيدا  كبيراً على تنفيذ المطالب الدستورية الشرعية.

جسور بغداد

وفي الوقت الذي جددت فيه العاصمة احتجاجاتها، حاولت قوة أمنية تفريق المتظاهرين بين جسري الشهداء والاحرار وسط بغداد.

ونقلت وكالات الأنباء، عن مصدر أمني قوله، إن "المئات من المواطنين تظاهروا اليوم بين جسري الشهداء والاحرار وسط بغداد، وأن القوات الامنية حاولت تفريقهم بإطلاق قنابل المسيلة للدموع"، مشيرا الى انه "لم تعرف حتى الان وقوع ضحايا"، فيما جرى الحديث لاحقاً عن اختناق 25 متظاهرا قرب الجسرين بالغازات المسيلة التي اطلقت لتفريقهم.

وفي الأثناء، أفادت الأنباء، بأن متظاهرين تجمعوا على جسر باب المعظم وسط العاصمة بغداد.

وحاولت أيضاً القوات الأمنية تفريقهم، فيما جرى الحديث عن استخدام الرصاص الحي في محاولة لإبعاد المتظاهرين الغاضبين عن الجسور.

وقامت قوة أخرى، يوم أمس، بتفريق تظاهرة بالقوة بالقرب من السفارة الإيرانية في بغداد.

إلغاء حظر التجوال

وعلى صعيد متصل، أمر قائد عمليات بغداد الفريق الركن قيس المحمداوي، مؤخراً، برفع حظر التجول نهائياً عن كافة مناطق العاصمة.

وقال المحمداوي في حديث صحفي تابعته "طريق الشعب"، أنه "تقرر رفع حظر التجوال المفروض على العاصمة بغداد بشكل نهائي".

يذكر ان قيادة عمليات بغداد قررت في وقت سابق فرض حظر شامل على التجوال من الساعة الـ12 ليلا ولغاية الساعة السادسة صباحا، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة وما رافقها من احداث، لتقرر فيما بعد تقليص الحظر ليكون من الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولغاية السادسة صباحا.

حصيلة الاثنين والثلاثاء

من جهتها، ذكرت وكالة رويترز، ان حصيلة شهداء الاحتجاجات في العراق يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، بلغت 13 شخصا، نقلا عن مصادر طبية وأمنية عراقية.

وبحسب الوكالة، فأنه "بعد مقتل 8 أشخاص، نهار امس الاول الاثنين، استشهد 5 أشخاص على الأقل خلال الليل، أو في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء"، مضيفة، أن "ما يزيد على 260 عراقيا لقوا مصرعهم في التظاهرات منذ بداية تشرين الاول الماضي، احتجاجا على الفساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية".

وتابعت ان "أغلبهم استشهدوا في الأسبوع الأول من الاحتجاجات عندما أطلق قناصة مجهولون النار على الحشود من فوق أسطح المباني وسط بغداد"، لافتة الى ان "موجة العنف الجديدة بدأت بعد يوم من مناشدة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، المتظاهرين تعليق حركتهم، التي قال إنها حققت أهدافها وأضحت تضر بالاقتصاد الوطني".

وفي كلمة أذاعها التلفزيون الرسمي يوم أمس الأول الثلاثاء قال عبد المهدي إن "للاحتجاجات أثرا اقتصاديا لا يقوي العراق على تحمله"، مطالبا المحتجين بوقف تدمير الممتلكات العامة والخاصة"، فيما انتقد الكثير خطابه الذي ركز على انهاء الاحتجاجات والحديث عن "المخربين"، متجاهلا الارقام المرعبة للشهداء والاصرار على المضي في الحكم دون الاستقالة وتقديم الحلول الجذرية.

احداث كربلاء

ومن جانب آخر، أفاد مصدر أمني في محافظة كربلاء، مؤخراً، بمحاولة عدد من المتظاهرين اقتحام مبنى المحافظة.

وقال المصدر في حديث صحفي، إن "عدداً من المتظاهرين حاولوا اقتحام مبنى محافظة كربلاء وأن الأجهزة الأمنية ردّت بإطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم"، مبيناً ان "عدداً من المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع، وما زال العديد منهم متجمعين قرب مبنى المحافظة".

وشيعت الاوساط الشعبية في كربلاء، يوم أمس، احد المتظاهرين الذي استشهد قرب القنصلية الإيرانية وسط المحافظة. فيما طالب ذوو الضحايا بالتحقيق العاجل مع المتسببين في قتل المحتجين.

تظاهرات في الناصرية

وفي غضون ذلك، أغلق، يوم أمس، متظاهرون مدخل مصفاة الناصرية، وسط محاولاتهم منع ناقلات النفط من دخول المصفاة.

ونقلت وكالات الأنباء، عن مصدر امني، قوله، ان "المتظاهرين منعوا الشاحنات التي تنقل الوقود من دخول المصفاة، مما تسبب في نقص الوقود في جميع أنحاء محافظة ذي قار".

اعتصام أم قصر

وكشف مصدر في الشركة العامة لموانئ العراقية، أمس الاربعاء، عن سماح المعتصمين أمام ميناء أم قصر الجنوبي في محافظة البصرة، لموظفيه بالدخول إليه، وكذلك خروج الأدوية والأغذية منه شرط تفتيشها من قبلهم.

ونقلت وكالة "بغداد اليوم" عن المصدر الذي لم يكشف عن اسمه، قوله، إن "موظفي ميناء أم قصر الجنوبي سُمح لهم بدخول الميناء، إلا أن الطرق المؤدية إليه، بشقيه الجنوبي والشمالي ماتزال مغلقة من قبل المعتصمين"، مشيراً إلى أن "المعتصمين يمنعون خروج كافة البضائع من الميناء باستثناء الأدوية والأغذية شرط قيامهم بتفتيش الحاويات".

وأعلن مؤخراً، في ناحية أم قصر حظر التجوال على المواطنين لغرض ايقاف زخم الحراك الاحتجاجي, والاحداث التي رافقته.

تظاهرات الزبير

وفي السياق ذاته ، افاد مصدر محلي في قضاء الزبير غربي البصرة، يوم أمس، بتظاهر العشرات من أهالي القضاء احتجاجاً على الإهمال والفساد في ملف الخدمات.

وبحسب المصدر، فأن "العشرات من أهالي قضاء الزبير، تظاهروا عصر الأربعاء، مشتكين من صب الحكومة المحلية اهتمامها في مناطق المركز وإهمال الأقضية والنواحي، كما طالبوا بإحالة مشروع مجاري الزبير إلى شركات رصينة".

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "المتظاهرين من أهالي الزبير طالبوا الحكومة المحلية بمساواة منطقتهم، التي تعد ثاني أكبر قضاء في البصرة، مع منطقتي القبلة وياسين خريبط من ناحية الشركات التي تتولى المشاريع فيهما".

واشتكى المتظاهرون، بحسب المصدر، ممن وصفوهم بـ"المتشيخين الفاسدين، وهم شيوخ عشائر يسعون لتسليم مشروع مجاري الزبير إلى شركة وهمية، من أجل منافع شخصية لهم".

وفي البصرة أيضاً، أقدم عدد من المعتصمين في قضاء القرنة، شمالي المحافظة، بإغلاق مبنى القائممقامية.

وبحسب وكالات الأنباء، فأن "معتصمين في قضاء القرنة أغلقوا مبنى القائممقامية ونصبوا سرادق للاعتصام أمام بوابتها، كما منعوا الموظفين من الدخول أو الخروج من المبنى تضامناً مع معتصمي بغداد".