"طريق الشعب"
دخلت الاحتجاجات في لبنان يومها الحادي عشر، وكانت انطلقت منددة بتدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين. وفيما أكد المحتجون رفضهم التفاوض مع اي قوى سياسية حاكمة تحت شعار "كلهم يعني كلهم" الذي لم يستثن احداً، عبروا عن سخطهم على الخطاب الذي ذكر فيه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن احتجاجاتهم لم تعد عفوية وان هنالك ايدٍ خفية تقف وراءها، مؤكدا عدم رغبته في حل الحكومة في الوقت الحالي.

نصر الله يتهم

وحذر نصر الله، في خطاب له، تابعته "طريق الشعب"، من حرب أهلية بسبب التظاهرات التي انتشرت عبر مختلف مناطق البلاد، معبرا عن رفض حزبه إسقاط الحكومة أو إجراء انتخابات نيابية مبكرة.
وقال نصر الله، اننا "لا نقبل بإسقاط الرئيس، ولا نقبل بالدعوة إلى استقالة الحكومة، كما لا نقبل بإجراء انتخابات نيابية مبكرة"، متهماً جماعات لم يسمها بالتحريض على الاحتجاجات".
وبيّن أن "الحراك الاحتجاجي لم يعد حركة شعبية عفوية بل حالة تقودها أحزاب معينة وتجمعات معلوم من وراءها، وثمة أموال طائلة تنفق في ساحات الاحتجاج"، مشيداً بما حققه الحراك الشعبي من مطالب تجسدت في "إصلاحات اقتصادية غير مسبوقة"، ولكنه دعا إلى أن "يبحث لبنان عن حلول تمضي بالبلاد قدما".
وأضاف، "لا تصدقوا ما تقوله السفارات ووسائل الإعلام الخليجي، وأخشى أن يكون ثمة من يريد تأجيج التوترات لتصل لبنان إلى الحرب الأهلية".

"أنا ممول الثورة"

وفي المقابل، رد المتظاهرون في لبنان على تصريحات الامين العام لحزب الله وانتشرت فيديوهات للبنانيين حملت عنوان "أنا ممول الثورة".
وجاءت هذه الفيديوهات كإشارة للطبيعة العفوية للحراك الذي تشهده لبنان، وللتأكيد على عدم وقوف جهات خارجية وراء تحرك المواطنين.
وتواصلت التظاهرات الجمعة والسبت في بيروت وعدة مناطق لبنانية أخرى، وتدفق المعتصمون في طرابلس إلى ساحة عبد الحميد كرامي، حيث يصر المتظاهرون على البقاء في الساحة إلى ما بعد منتصف الليل وفق ما ذكرت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام".

"سبت الساحات"

في الأثناء، أعاد الجيش اللبناني، أمس، فتح عدد من الطرق التي اغلقها المتظاهرون، في إطار الاحتجاجات التي تجتاح لبنان منذ 10 أيام.
واشارت وسائل اعلامية من بيروت بأنه تمت إعادة فتح طريق الشيفروليه جنوبي بيروت، منوهة إلى أن كافة الطرق في صيدا جنوبي البلاد لا تزال مقفلة، في وقت يتواصل الاعتصام في ساحة إيليا بالمدينة.
ويواصل المتظاهرون إغلاق الأوتوستراد الساحلي عند محلة جل الديب والزق بجبل لبنان. وبحسب غرفة التحكم المروري، فإن طرقات أخرى مقطوعة في جبل لبنان والمتن الشمالي والنبطية وجونية.
ودعت مجموعة "لحقي"، الجمعة الماضية، الى المشاركة في تظاهرة "سبت الساحات" في كل لبنان، ، مشددة على ضرورة اجبار السلطة على التجاوب وتصعيد ضغط الشارع.
وتابع بيان المجموعة: "نعلن اليوم أن السبت (أمس) هو يوم سبت الساحات وندعو إلى تظاهرات ضخمة في جميع المناطق تحت عنوان سبت الساحات، فلنتظاهر رفضا لأكاذيب السلطة ومحاولات التفافها الدائمة على انتفاضتنا الشعبية لإسقاط حكومة قوى النظام الحاكم".
يُذكر أن الرئيس اللبناني ميشال عون كان قد دعا المتظاهرين يوم الخميس الماضي إلى اختيار ممثلين عنهم ليلتقي معهم في "حوار بناء". لكن خطابه لم يلق آذاناً صاغية في الشارع، فيما أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري خطة إصلاح تضمنت خفضاً بنسبة النصف لرواتب المسؤولين، وتقديمات ووعود بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، وغيرها، رفضها الشارع أيضا.