طريق الشعب
على مدى ثلاثة أيام تواصلت أعمال اللقاء الأممي للأحزاب الشيوعية والعمالية، الذي انعقد في أزمير التركية في الفترة من (18-20) تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وجاء هذا الحدث المهم مترافقاً مع الذكرى المئوية لتأسيس الأممية الشيوعية (الكومنترن).
وعلى أنغام نشيد الأممية تم افتتح اللقاء، الذي جرى باستضافة الحزبين الشيوعيين التركي واليوناني، وحضره 74 حزباً شيوعياً وعمالياً.
وفي بداية اللقاء ألقى الرفيقان كمال أوقيان، الأمين العام للحزب الشيوعي التركي، وديمتريس كوتسومباس، الأمين العام للحزب الشيوعي اليوناني، كلمتين افتتاحيتين تحدثا فيهما عن الأوضاع الراهنة للحركة الشيوعية ومواقف حزبيهما على الصعد الداخلية والاقليمية والدولية.
وركزت كلمات ممثلي الأحزاب الشيوعية والعمالية على طائفة من القضايا الأساسية والملحة، وبينها، على نحو خاص، المهمات الراهنة للأحزاب وللحركة الشيوعية في ظل التغيرات التاريخية والظروف الجديدة في عالمنا المعاصر، وتطوير أساليب الكفاح من أجل تحقيق أهداف هذه الحركة، وسبل مقاومة هجوم قوى رأس المال، فضلاً عما تواجهه هذه الأحزاب من تحديات على الصعد الداخلية.
وخلال أيام اللقاء الثلاثة اطلع المشاركون على هذه التجارب، وظروف كل حزب ومهماته، وتبادل الرأي في سياق الخبرات بالغة التنوع للأحزاب المختلفة.
وقد ألقى ممثل حزبنا الرفيق رضا الظاهر، عضو اللجنة المركزية، كلمة الحزب مساء اليوم الأول للقاء (نشرنا نصها في عدد أمس الثلاثاء)، كما أجرى لقاءات مع العديد من الأحزاب الشقيقة التي عبرت عن تضامنها مع شعبنا وانتفاضته الباسلة (نداء التضامن منشور في مكان آخر من الصفحة).
وناقش اللقاء طائفة من القضايا التنظيمية، بينها تشكيل مجموعة العمل الجديدة التي جرى اقرارها، وتضم 28 حزباً، والاتفاق على اعادة النظر في آلية انضمام أحزاب جديدة الى مجموعة العمل والى الحركة عموماً.
واتفقت الأحزاب على أن يعقد اللقاء المقبل الـ 22 للأحزاب الشيوعية والعمالية في بيونغ يانغ، عاصمة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
وأصدر اللقاء بلاغاً ختامياً عن أعماله بعد اجراء نقاشات للصيغة المعدة من قبل مجموعة العمل، وأقرت الصيغة النهائية للبلاغ.
وأشار البلاغ الى أن ملايين الناس في مختلف أنحاء العالم يعانون غياب الحقوق والحريات، ومشاكل الفقر والبطالة والهجرة. ورأى ان تناقض العمل ورأس المال يتعمق بسبب طبيعة الرأسمالية، وأن الطبقة العاملة وسائر الشغيلة هم الذين يتحملون عبء المعاناة الاجتماعية والاقتصادية، وعواقب الحروب والعدوان الامبريالي والأفعال العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها.
وجاء في البلاغ أنه رغم الصعوبات فان الحركة العمالية والقوى الشعبية تقاوم هجوم رأس المال، حيث تتعاظم الاضرابات والاحتجاجات ومقاومة الاحتلال والتهديدات والتدخلات الامبريالية. كما تتصاعد أشكال الكفاح دفاعاً عن الحقوق الديمقراطية.
وأكد البلاغ أنه "في ظل هذه الظروف يتعين تعزيز التضامن الأممي بين الأحزاب الشيوعية والمنظمات العمالية والحركات التقدمية الاجتماعية والشعبية، التي تقع عليها المسؤولية في قيادة كفاح الشغيلة".
وأدان اللقاء الاجتياح التركي للأراضي السورية، أعرب عن تضامنه مع الشعب السوري، كما عبر عن التضامن مع شعوب اليمن ولبنان وليبيا وايران وقبرص، وأعرب عن دعم حقوق الشعب الكردي الذي يكافح ضد الامبريالية والقوى الرجعية.
وعبر اللقاء الأممي للأحزاب الشيوعية والعمالية عن تضامنه مع الشعب العراقي، ودعمه للمطالب المشروعة لانتفاضته الشعبية.
ومن جديد صدحت حناجر المشاركين في اللقاء بنشيد الأممية الذي اختتم لقاء الأحزاب الشيوعية والعمالية.