بغداد - طريق الشعب

تجددت صباح يوم أمس، التظاهرات الشعبية الغاضبة، بعد ليلة احتجاجية شهدتها العاصمة بغداد وبقية المحافظات. ورافقت الاحتجاجات حالات عنف اسفرت عن وقوع قتلى والمئات من الجرحى، جرّاء إطلاق العيارات النارية والمطاطية واستخدام الهراوات وخراطيم المياه لتفريق الحشود الغاضبة على الفشل الحكومي الناتج عن المحاصصة الطائفية والفساد المستشري، فيما استمرت الاحتجاجات وامتدت، يوم أمس، لتسجل تطوراً جديداً في هذا السياق.

مئات الجرحى

 ففي بيان لمفوضية حقوق الإنسان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، أفادت بـ"وقوع أكثر من 250 جريح نتيجة اصطدام القوات الأمنية مع المتظاهرين داخل ساحة التحرير وسط بغداد، بالإضافة الى عدد من شوارع وازقة المحافظات الاخرى"، مبينة أن "42 جندياً من القوات الامنية سقطوا بإصابات متفرقة آنذاك، قابلهم مائة وخمسة وثمانون مدنياً خلال الاصطدام ليلقى اثنان منهما حتفهما نتيجة ذلك، فضلاً عن العديد من حالات الاعتقال"، فيما تجدر الإشارة إلى أن أرقام بيان المفوضية ليست نهائية لتجدد الاحتجاجات واتساعها، وما رافقها يوم أمس.

وشهدت ساحة التحرير في بغداد، تظاهرات كبيرة خلال اليومين الماضيين، طالبت بالقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل والتنديد بالفساد المستشري في مفاصل الدولة، فيما امتد الحراك الاحتجاجي إلى مناطق عدة من العاصمة، بعد قطع الطرقات وعرقلة الوصول إلى مركز المدينة، ليقوم الاهالي في الزعفرانية والصدر والحسينية والشعب وبوب الشام والعبيدي ومناطق اخرى بضمنها جانب الكرخ، باحتجاجات غاضبة، بينما قطع بعضهم شوارع المدن الرئيسة.

ذي قار والبصرة

 وانطلقت في محافظة ذي قار، وعلى مدى يومين، تظاهرات مطلبية حاشدة طالبت بالخدمات وفرص العمل.

ونقلت وكالات الأنباء، عن أحد المتظاهرين قولة، إن "التظاهرة التي انطلقت من ساحة الحبوبي وسط الناصرية وتوجهت صوب مبنى المحافظة طالبت بتوفير الخدمات وفرص العمل ومحاربة الفساد المستشري في مجمل مؤسسات الدولة، وهي عفوية وجاءت نتيجة الشعور باللاجدوى من عمليات الترقيع المستمرة"، فيما وردت أنباء، بحرق جزء من مبنى المحافظة من قبل اشخاص قاموا باقتحامه.

ومن جهة أخرى انطلقت تظاهرة حاشدة في محافظة البصرة، شهدت اعتقالات لمجموعة من المتظاهرين على يد القوات الأمنية.

 واسط والنجف

 وخرجت تظاهرات اخرى في واسط، قرب مبنى مجلس المحافظة تأييداً لسلسلة التظاهرات التي خرجت في المحافظات الاخرى.

وقال عضو مجلس محافظة واسط، حيدر الفيلي، في تصريح صحفي، أن "الفشل في إدارة الدولة وراء خروج السكان في الاحتجاجات الشعبية، لأن المواطن بلغ حالة من اليأس إزاء التخبط الحكومي في توفير الحياة الكريمة من الخدمات والوظائف وأمور أخرى، فضلاً عن الصراعات الحزبية التي طغت على عمل المجالس المحلية في قدرتها على توفير الخدمات".

وفي الأثناء، تظاهر مواطنون غاضبون في محافظة النجف، ضد الفساد المستشري والفشل الحكومي المستمر، وللمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية.

ونقلت وكالات الأنباء، عن المواطنة، منى رزاق، قولها، إن "الظلم طال ممارسات الحكومة العراقية تجاه الشعب بعد أن تعمدت التسويف والمماطلة في الاستجابة لمطالب المواطن العراقي هو ما دفع بنا الى الاحتجاج".

كربلاء وديالى

 وتظاهر المئات، أمس، في كربلاء، تزامناً مع الحراك الاحتجاجي الذي يعم البلاد.

وتجمهر المتظاهرون أمام مبنى المحافظة، احتجاجاً على اجراءات الحكومة بقمع المتظاهرين، وتأييداً للمطالب التي رفعوها، فيما عمت ديالى، تظاهرات كبيرة أمام مبنى مجلس المحافظة، احتجاجاً على الواقع المعيشي المتردي، وغياب فرص العمل، وتفشي البطالة والفساد المالي والإداري بدوائر الدولة ومؤسساتها.

 المثنى وبابل وميسان

 ومن جانب آخر، انطلقت تظاهرات، يوم أمس، في محافظة المثنى امام بناية مجلس المحافظة، رافعة شعارات مطلبية شبيهة بالمحافظات الاخرى، فيما احتشد الالاف من اهالي محافظة بابل،، أمام مبنى مجلس المحافظة وسط مدينة الحلة، مطالبين بتحسين الخدمات، ومحاسبة المفسدين، أمام انتشار أمني كثيف.

وفي ميسان، نقلت وكالة "سبوتنيك" عن الناشط حسنين المنشد، قوله، إن "ميسان شهدت اعتقال متظاهرين اثنين، بعد محاولات القوات الأمنية تفريق المتظاهرين من أمام مبنى المحافظة"، مؤكداً أن "التظاهرة سلمية، والمشاركون رفعوا العلم العراقي، ونددوا بالفساد والوضع الحالي".