بغداد – طريق الشعب

اكد تقرير لموقع "آسيا نيوز ات" الايطالي، أمس الثلاثاء، ان مدينة البصرة الجنوبية تعاني ازمة بيئية كبيرة، مبيناً أن نصف السكان عاجزون عن الحصول على المياه، فيما لفت إلى أن مستوى الملح في المياه اعلى 20 مرة من المعدل الطبيعي.

 تراجع مدمر

 ونقل التقرير الذي اطلعت عليه "طريق الشعب"، عن رئيس اساقفة الكلدان في البصرة حبيب ججو النوفلي قوله إن "البصرة التي كانت تعرف سابقًا باسم فينيسيا الشرق الأوسط لكثرة قنواتها وانهارها المائية، وتشتهر باسم (الخزان) في البلاد، تعد واحدة من أكثر المدن تلوثًا في العراق".

واضاف ان " البصرة اصحبت تشهر الان بآبار النفط وخطوط الأنابيب ومحطات الضخ بدلا عن المياه، وهي في خضم أزمة بيئية خطرة علماً أن نصف السكان فيها لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب"، مبيناً أن "سكان المدينة، الذين يبلغ عددهم أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص، يعيشون ظروفا صعبة نتيجة الأبخرة الناتجة عن النفط والآبار التي تحرق الغاز".

 تلوث كبير

 ونقل التقرير عن احد الاطباء، قوله، أن "تأثير التلوث على السكان يشبه تدخين 20 سيجارة في اليوم ، بما في ذلك غير المدخنين والنتيجة النهائية تتمثل في أن المستشفيات مكتظة بالبشر في وقت يوجد نقص في الادوية، والوضع مريع للغاية لدرجة دفعت وزير الصحة إلى الاستقالة قبل أسبوعين"، منوهاً إلى أن "القنوات التي كانت صالحة للملاحة اصبحت في الوقت الحالي عبارة عن جسور قاتمة تحدها أكوام من القمامة والرائحة المعدية، كما أن شط العرب، الذي يشكله التقاء النهرين العظيمين في البلاد هو الطفل المريض حيث يقول العلماء إن مياهه التي كانت صالحة للشرب تحتوي الآن على البكتيريا والملوثات أكثر من الأسماك".

كوارث بيئية

 وتابع التقرير، أن "مشاكل البصرة ليست فريدة من نوعها، وإنها ليست سوى جزء من كوارث بيئية عديدة في الشرق الأوسط، وسط اللامبالاة والتطرف من جانب قادة دول الخليج وشعوبها".

وأردف، "خبير البيئة شكري الحسن إن "المياه المالحة من الخليج تتسلل إلى نهرنا بكميات لم يسبق لها مثيل، ما أسفر عن مقتل معظم المحاصيل المحيطة بها وتسمم السكان في كثير من الأحيان فقط عن طريق الغسيل"، مشيراً إلى "تسجيل حوالي 120 ألف حالة دخول إلى المستشفى بسبب مشاكل متعلقة بالبيئة، فمستوى الملح في الماء أعلى 20 مرة من المعدل الطبيعي وداخله توجد عشرات من الفيروسات والطفيليات والبكتيريا بما في ذلك الكوليرا".