الانتفاضة التي اذهلت العالم بسلميتها وبصدور شبابها عارية في مواجهة رصاص امن النظام المجرم ، هي نتاج لنضال طويل وهبات جماهيرية ضد نظام الجبهه الاسلامية القومية . نظام الاسلام السياسي طوال ثلاثة عقود من الزمان ، ضد السياسه التي اذاقت وجرعت اجيال من شعب السودان مرارات سياسية واقتصادية واجتماعية وامنيه واورثتها الفقر والجوع والتخلف وهددت امن الوطن وسلامته ووحدته ورهنت ارادته للقوى الخارجية .

ان النظام الهالك وصل السلطة عن طريق انقلاب عسكري مدني قوامه الجبهة القومية الاسلامية وهم يتحملون جميعا كل المسئولية بكل ماحاق من دمار بالسودان واهله وما يعانونه من شظف العيش والمهانة , هم انفسهم المسئولون عن تمزق الوطن وفصل الجنوب واشعال وتائر الحروب في مناطق عدة من السودان مازالت مآسيها تعيش بيننا ، كذلك يتحملون مسئولية تأجيج الصراعات القبلية والاثنية وما ترتب عن ذلك من مآسي الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب وتداعياتها من نزوح الملايين بحثا عن مناطق آمنه داخل وخارج السودان .

وانهم مسئولون عن تبديد ممتلكات الدولة ومرافقها وعرضها للبيع للاجانب , وعن تصفية المؤسسات الصناعية والزراعية وغيرها من مؤسسات النقل البري والبحري والجوي وتشريد الاف العالمين بها وتجريد المواطن من مقومات الاعتماد على الذات والعيش على التسول من القروض والمنح مما اغرق السودان في الديون وترك البلاد تحت رحمة سياسات البلاد الاجنبية ، وعانى المواطن في حياته اليومية الأمرين بعد ان رفعت الحكومة يدها عن المؤسسات الخدمية ودمرت الصحة والتعليم والنقل العام ، وقد كان النظام البائد راعيا للارهاب ، واصبح المواطن السوداني مشروع ارهاب في اي بقعه من بقاع الارض ، واصبح مشكوك فيه ولم يستعد وضعه الطبيعي الا بانتفاضته التي ابرزت عنصره الحقيقي .

صبر شعب السودان على هذا النظام وقدم فرصا لصياغة مشروعه المدمر وتصحيحة الا ان النظام وحلفاؤه وقفوا دائما حجر عثرة بالقفز على المواثيق والالتفاف على مواده ونقض العهود، وهذا ديدن كل فئة الرأسماليه الطفيلية التي ساندت النظام وعليهم جميعا تقع مسئولية ما آل اليه السودان من هذا الوضع المذري .

كل ذلك كان عبر التمكين وتحويل كل اجهزة الدولة من مؤسسات قومية لخدمة الوطن الى اجهزة تخدم الحزب والنظام وتنفيذ كل المخططات الاجرامية عبر هذه الاجهزة .

ان المجلس العسكري جاء من صلب هذا التمكين ويعمل على احتواء الانتفاضة وانحرافها عن غاياتها لاعادة انتاج النظام وحلفائه من جديد واشراكهم في السلطة الجديدة للقوى المنتفضة ، بدعوى انهم انسلخوا من النظام ووقفوا في صف المعارضة له .

ان اي محاولة لمشاركة المنسلخين في شكل  احزاب او تيارات او جماعات او افراد في السلطة الانتقالية يعتبر اجهاضا لاهداف وغايات الانتفاضة قبل ان تبدأ اذ انهم مشاركين في النظام البائد مما يتطلب تقديمهم للمحاكمات وليس اشراكهم في سلطة انتقالية من ضمن مهامها تقديم كل من ارتكب جرما في حق الشعب يقدم لمحاكمة عادلة وهذا يعني محاولة ايقاف المحاكمات ومحاسبة كل من اقترف جرما ضد الشعب ، وعرقلة محاكمة الفساد وجرائم الحرب واعادة انتاج النظام وبرنامجة المتمثل في المشروع الحضاري الذي اودى بالبلاد الى الهاوية، والمحاولة باسلوب ناعم وماكر ومخادع اجراء انتخابات تهيمن عليها قوى التمكين.

على الجماهير ان تواصل الانتفاضة والحراك الجماهيري واستكمال الانتفاضة بالاضراب السياسي والعصيان المدني لشل قدرات القوى التي تعمل على احتواء الانتفاضة وانحرافها .

وان تطالب جماهير الشعب السوداني العظيم بتسليم السلطة لقيادتها المتمثلة في قوى الحرية والتغيير غير منقوصة لكي لا تذهب دماء ارتال الشهداء هدرا والحديث عن رئاسة مجلس الوزراء سابق لأوانه قبل تسليم السلطة .

المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية

الشفاء العاجل لجرحاها

الصمود حتى النصر لثوارنا شبابا وكنداكات رجالا ونساءا

عاش نضال الشعب السوداني

 المكتب السياسي

الحزب الشيوعي السوداني

   21 ابريل 2019