استضافت العاصمة الفيتنامية هانوي يومي الاربعاء والخميس الفائتين القمة التاريخية الثانية بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم يونغ أون. وغادر الرئيس الامريكي العاصمة الفيتنامية قبل ساعتين من الموعد المثبت في جدول الزيارة.
واعلن البيت الأبيض عدم التوصل إلى اتفاق في القمة بين الرئيسين في اليوم الثاني من المباحثات، بعدما كانا قد أعربا عن أملهما بالتقدم في المباحثات بشأن قضية الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. وفيما أعلن ترامب موافقة نظيره الكوري على تفكيك السلاح النووي من مناطق محددة، اشترط الاخير رفع كامل العقوبات الامريكية ضد بلاده.
وكانت التكهنات التي سبقت القمة تحدثت عن النية على اغلاق ملف الحرب الكورية. وقبل ظهر الخميس، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن جدول أعمال القمة جرى تغييره في في اللحظة الاخيرة، وتم الغاء المؤتمر الصحفي المشترك وحفلة الغداء، وان الرئيس الكوري الشمالي، فضل مغادرة هانوي بوقت مبكر.
وقال ترامب في مؤتمر صحافي مع وزير خارجيته مايك بومبيو بعد القمة من هانوي إن "القمة مع الزعيم الكوري الشمالي كانت ودية جداً وكان بالإمكان توقيع اتفاق لكن لم يبد ذلك ملائماً".
وأضاف "كيم يريد نزع السلاح النووي لكن في مناطق محددة فحسب"، لافتاً الى انه "يجب في بعض الأحيان مغادرة المفاوضات". ترامب أعلن أنه "لا خطة لعقد قمة جديدة مع كيم"، مؤكدا استمرار الحوار بين البلدين على مستوى اللجان.
وتابع أن "كوريا الشمالية لم تكن مستعدة لتقديم ما نريده لرفع العقوبات"، موضحاً "بحثنا تفكيك موقع (يونغ بيون) وكيم أبدى استعداده لكنه أراد رفع العقوبات، كل العقوبات". وأشار إلى أن بيونغ يانغ لن تستأنف التجارب النووية.
ترامب أكد في المقابل أن الأجواء ظلت وديّة للغاية مع كيم في ختام المحادثات، وبطريقته المعتادة حمل ترامب رؤساء بلاده السابقين مسؤولية عدم التوصل الى حل للنزاع.
وقال الرئيس الكوري الشمالي قبل بدء مباحثات اليوم الثاني، إنه سيبذل قصارى جهده للخروج بنتيجة جيدة اليوم.
وأضاف كيم "لأن هناك أشخاصاً يرحبون بهذا الاجتماع، وهناك أشخاص ظلوا مشككين من الاجتماع لكنني متأكد من أنهم جميعاً سيراقبون اللحظة التي نجلس فيها جنباً إلى جنب كما لو أنهم يشاهدون فيلماً خيالياً، لذلك قمنا بالكثير من الجهود حتى الآن، وكنا نظن أنه الآن حان الوقت لنا كي نأتي إلى هانوي ونجري هذا الحوار الرائع".
وفي كوريا الجنوبية تسببت النتيجة المحدودة جدا للقمة بالشعور بخيبة أمل. ووصف متحدث باسم الرئيس الكوري الجنوبي مون غاي، عدم التوصل الى اتفاق بالامر المؤسف، وذكرت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية ان الرئيس مون رد بفزع على الانهاء المبكر للقمة، وانه أراد تقديم تفاصيل عن مشاريع التعاون الجديدة بين الكوريتين في خطاب ألقاه في العاصمة سيئول يوم الجمعة. وكان الرئيس غاي احد العاملين على تحقيق تقارب بين الكوريتين.
واثار عدم التوصل الى نتيجة في القمة شكوكا: من موسكو جاءت المطالبة بمواصلة الحوار بين البلدين، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية: تحتاج كوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى تقارب اكثر مع بعضهما البعض، وأن تتوصلا الى حلول وسطية وأن تبنيا المزيد من الثقة. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية من الواضح أن هذه العملية "تتطلب من جميع المعنيين حدودا قصوى من الوقت والاهتمام. وكانت موسكو قد طالبت قبل انعقاد القمة، بموافقة كوريا الجنوبية والصين وروسيا واليابان على الاتفاقيات المحتملة.
أعرب وزير الخارجية الالماني هايكو ماس عن أسفه لانتهاء القمة بشكل مفاجئ. وقال ماس في تصريح للقناة الثانية للتلفزيون الالماني، إن تدمير أسلحة كوريا الشمالية النووية سيجعل العالم أكثر أمنا. وأعربت الصين الحليف القوي لكوريا الشمالية عن أملها في أن تواصل واشنطن وبيونغ يانغ حوارهما. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بكين إن النزاع بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية لا يمكن تسويته "بين ليلة وضحاها". وقد توجه وفد كوريا الشمالية إلى بكين فور مغادرته فيتنام، حيث ستتم مناقشة الخطوات التالية.
وأشادت اليابان بقرار ترامب انهاء القمة في وقت مبكر. وقال رئيس الوزراء شينزو آبي بعد مكالمة هاتفية مع ترامب إنه يؤيد قرار عدم التنازل وبدلاً من ذلك مواصلة التفاوض "بشكل كامل".

عرض مقالات: