وجه الحزب الشيوعي السوداني، مؤخرا، اعضاءه واصدقاءه وجماهيره لتقدم صفوف الاحتجاجات المطلبية المستمرة منذ ثلاثة شهور لغرض اجتثاث النظام الدكتاتوري من جذوره وتخليص البلاد من سطوته المدمرة، وفيما اعلن البشير عدة قرارات أمس الأول، ابرزها اعلان حالة الطوارئ في السودان، جددت المعارضة وعلى رأسها تجمع المهنيين السودانيين اصرارها على الاحتجاج واصفة قرارات البشير بانها تدل على ضعف نظامه وهوانه الواضح.
وأكدت المجموعات النسوية السياسية والمدنية (منسم)، في بيان ان قرارات الحكومة لن تشكل سوى المزيد من الإخفاقات والأزمات المتراكمة التي يتحملها الشعب لا غير.

نداء شيوعي

ذكر موقع الميدان التابع للحزب الشيوعي السوداني في كلمته قبيل تجدد الاحتجاجات، والتي اطلعت عليها "طريق الشعب"، أن "مسيرة الشعب وحراكه الجماهيري الواسع قد دخلت شهرها الثالث، مسجلة الانتصار تلو الآخر على قوى البغي والطغيان، لتجتاز الجماهير الثائرة كل المؤامرات وعمليات القرصنة والعنف المفرط من قبل زبانية النظام واجهزة قمعه لتسطر بأحرف من نار تصميمها في الوصول الى هدفها باسقاط النظام".
وأشار الموقع الى أن "سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني اصدرت نداءً لأعضاء وأصدقاء الحزب للمشاركة في موكب الخميس، وتقدم الصفوف للتعبير عن مطالب الشعب الأساسية في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، والتي لا يمكن الوصول اليها إلا عبر اجتثاث النظام من جذوره ورميه في مزبلة التاريخ، وأن الجماهير الشعبية مدعوة للاستمرار في نضالها وتأكيد نجاح الموكب باعتباره خطوة مهمة في تراكم نضالات الجماهير، ومسمارا في نعش دكتاتورية الانقاذ".
وبحسب كلمة الميدان، فان نداء الحزب "أكد على وحدة الجماهير المتكونة من جميع أنواع الطيف السياسي الملتزم جانب الثورة"، مشيرا الى انها "صمام الأمان لانتصار الموكب"، وانه "لا حل غير اسقاط النظام واطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين".

تحدي قرارات البشير

من جهته، أعلن تجمع المهنيين السودانيين عن مواصلة المد الثوري السلمي حتى تتحقق مطالب الشعب وعلى رأسها تنحي النظام ورئيسه، منوها بأن "إعلان حالة الطوارئ تُبين حالة الهوان والضعف للنظام".
وقال التجمع في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، انه "بعد إعلان الرئيس السوداني حالة الطوارئ في البلاد، فأن المد الثوري السلمي سيتواصل حتى تسليم السلطة لحكومة قومية انتقالية"، مؤكدا أن "تحركات ستنطلق اليوم الأحد ردا على الخطاب الذي توجه به الرئيس عمر البشير إلى الشعب". وأوضح أن "الحكومة من خلال إعلانها حالة الطوارئ تؤكد أنها لا تملك سوى الحلول الأمنية للمشكلات والأزمات السياسية البنيوية"، داعيا الجيش السوداني إلى عدم القبول بـ"أي مساومات لحماية الوطن وسلامه واستقراره".
وأضاف أنه "لا يجب أن تسمح القوات المسلحة لنفسها، بأن تكون درعا لحماية النظام"، فيما لفت الى ان الاحتجاجات مستمرة بسلميتها.
وشملت الاحتجاجات المتجددة 86 منطقة احتشدت فيها الجماهير بشكل كبير للتنديد بحكم البشير ومطالبته بالتنحي عن السلطة، في الوقت الذي شهدت السودان تعيين حكومة جديدة مع الابقاء على وزراء الدفاع والخارجية والعدل في مناصبهم، من خلال قرارات اصدرها البشير أمس الأول، عين خلالها 18حاكمًا للولايات وكلهم من القادة العسكريين، فيما فرض حالة الطوارئ لمدة عام كامل في البلاد، دون التطرق لإعادة ترشحه أو مصير رئاسته للحزب الحاكم.

بيان نسوي

وفي السياق، أكدت المجموعات النسوية السياسية والمدنية (منسم)، أمس السبت، أن الثورة السودانية لن تكون ممكنة إلا بإسقاط نظام البشير.
وقال التجمع في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إنهم "على يقين بأن قرارات ووعود الحكومة في سبيل حل مشكلة البلاد لن تشكل سوى المزيد من الإخفاقات والأزمات والفشل والوعود الكاذبة كما عودتنا الحكومة طوال ثلاثين عاما"، مشيرة الى أن "ذلك تبين جلياً بعد خطاب البشير واعلانه لحالة الطوارئ في البلاد، وهو يمثل تصعيدا للعنف والاغتيالات والاعتقالات".
وأهابت الجماهير بـ"مواصلة التظاهرات المشروعة ليلا ونهارا في جميع ارجاء الوطن"، مناشدة "كل أفراد الشعب السوداني بالخروج لحماية الشباب من غدر مليشيات الأمن".