1

أخيطُ ملامحي على جسدي

فتظهرُ عليك ملامح إنسانية

ولأن ذلك طوال الفترة التي صرنا فيها واحداً

بدأت في خياطة قلبي

وملامحي

وكل جدائل الحياة التي تشبه

سمار يديكِ

وضحكتكِ الخجلة

وشراستك في الكتابة...

2

أحملُ الليل على كتفي

أسير به صوب الشمس

لابدد سحنته

ولا حمل يخوط فيَّ

غير دوامة أيام

كلما شددت راحتها بيديَّ

راحت تخبرني عن لطمة

لم أفز منها

وعن معصرة للذات

لما نقفز الآن

يا سليلة الماء

افردي جدائلك

لا أفق يحتويك

ولا قاع...

3

عادوا على شكل مفاتيح إلى الأدراج

ثم ما أن وصلوا

حتى تجمهرت الأبواب

كلٌّ يرهم أحزان غفوته على مقاسات الثياب

غير تلك الدفعة لم نرَ ما يمكن وصفة

إننا في الثوان التي لا تتكرر

نأتي على الدنيا نيام

نفرشُ الصدق طويلاً دون أن يلحظنا الغزاة

فات الأوان

لا لم يفت

تلك الشكوك تنهض كل حين

وما بين ولادة قاسية ثبت المغيب

عيناك يا كحل الصورة في الأبيض والأسود

كانتا جذر أيام الهروب

حينما شاءت أغصان أن تعصي الرياح

فاجأ فكرنا اسم الهبوب

حلقت معتادة هذي المرايا

غارت الأرواح في التفكير يوماً

نحمل الحمقى طويلاً ليس من شخص يصيح

يا أول الافراح

يا خجل الرياح

كل الصحاري صخرة في عصرنا اللاهي

ملمومة، مشعفرة، راكدة، تحمر وجناتها في الظلام

طويلة مثل غريب لا صاحب له

غير حقيبة سفره.

4

نقفُ مخذولين من الحياة

تقفُ الحياة مخذولة منا

كلانا علق خذلانه على كف يده.

ولأننا من غير أسماء ولدنا

دست الأرض رموز ذاكرتها في جعبتنا

مستجمعين ما يمكن أن نعرفه عن تلافيف رؤيانا الخاطئة

نسيرُ طويلاً

في اتجاهين متضادين

ظلي الذي يخربش الأرض بأقدامه

وأنا الذي لا ظل لي

نسير وليس من إشارة واضحة لما نفعل

الدوري الذي بدأ الآن

يحتل الصدارة في الظلمة

يعشعشُ في ركن

يتلوى كثيراً على وقع صفارة إنذاره

أول مرة أحسست أني موجود

كانت تلك اللحظة الفاصلة في عمري

الأمر الذي أخبر ذاتي به

يا ولد لا تكن حساساً

حتى لا توجد وها أنا أمامكم

شاخصٌ بصري

أنظر في كل مكانٍ إلَّا المكان الذي أفترقنا به، ومن يومنا

ونحن رغم مسيرنا باتجاهين منفصلين

إلَّا أننا كلما بعدت المسافة

اقتربنا.

عرض مقالات: