لَمْ تَزَلْ...

 أوراقيَ بَيْضاء

وخَرْساء حُروفي

على وجع الساعات  

والصفحات مبعثرة

والقلب ..

وإن كان مكلوما

فهو أبيض كالحمائم

وأَحْلامي

مثل أَجْنِحَةِ الفراشات

قَبْلَ نيرانِ الحُروب

وقَبْلَ آلامِ الضّياعِ

وأوْجاع مَحَطّاتِ السَّفَرْ

وقَبْلَ أن

يَرْحَلَ أصْحابيَ قَبْلي

إلى سِدْرَةِ الوجع التي 

لَمْ نَتَّفِقْ بَعْدُ عَلَيْها

آآآهٍ...

إسْمَحُوا لي

شَيْءٌ آخَر سَهْواً

لَمْ أقُلْهُ

ثَمَّةَ حَبّاتٍ،

 مِنَ النَّبْضِ تحبو

مع الشوق ،

مُحاذاة دُمُوعي

والصور الذكريات

وأَزيز تَصْطَلي

 فيهِ ضُلوعي

وصَدْري مِرْجَلٌ

أيّها العابر بعض السطور

معذرة منك تمهل

إن بانت مخضبة بحزني

لا تلمني

عَنْ بُعْدٍ ..

بَعْضَ أنيني

أنا ..

 لا أبْكي جِراحي

لا، ولا..

 أبْكي هُمومي  

أحْرُفي ، 

 لَيْسَتْ طَلاسِم 

ولَسْتُ مِنْ كُتّابِ التّمائِم

والرُّقى

ولَسْتُ مِمَّنْ يُؤْمِن

بالطّالِعِ

والحَظِّ

والتَنْجيمِ

والمَكْرِ

والسِّحْرِ

وفُنونِ الشَّعْوَذَةِ 

أَنا ابْنُ الرَّزايا والمَنايا

والزّمَنِ المَقابِر

والسِّياطِ

والجلاّد

والحاكم

والمُخْبِرِ السّرّي

والعَلَني

والأرْهاب

والغَزْوِ

والعمر الذي أضحى رمادا

والطّفُولَة

أَنا ابنُ الكادِحِ المِسْكين

وابْنُ (المَلْحَةِ)

أمُّ المَصائِب  

أمّي ..

 دائِمَةُ الخَوفِ عَلَيْنا

مِنْ كُلِّ شَيء

ومِنْ لا شيء

وأنا أهْرَعُ كُنْت

خَوْفَاً عَلَيْها

حِينَ أَسْمَعُ

إطْلاق الرَّصاص

أوْ ..

دَويِّ إسْعافٍ

أوْ نَعْق الغراب

أوْ ضَجيجا في الطَّريق

واحَسْرَتاه ..

ما أَكْثَر الأسْعافات

وإطْلاقِ الرّصاصِ

والأْنفِجاراتِ

 والأشْلاءِ

والأمْوات في الطُّرُقاتِ

بَعْدَكِ يا أمّي !

 

 2/07/2017

موسكو

عرض مقالات: