ما لَكَ يا شَطَّ الْحِلَّةِ ؟
ما لِلْمَوْجَةِ حاسِرَةَ الرَأسِ
عَلى الْخَدِّ دَمْعَتها
وفي الْروحِ غَصَّةْ
هَلْ أنَّ الْوَجَعَ الْنائِمُ فيكَ
ساوَرَهُ أنَّ الْمُشَيِّعَ
حَدا بِالصَوْتِ
تَدافَعَ السائرونَ في الْمَوْكِبِ
وَهُمْ يَزِفّونَ الْمُغَنّي
لِمِقْبَرَةِ الْسَلامِ التي حاوَرَها
وجاوَرَها
مُذْ أَنْبَتَتْ أَظْفارَها الْمَنِيَّةُ في لَحْمِهِ
وَفي الْقَلْبِ
إذْ سَرَقَتْ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ طَلْعَهُ الْبِكْرُ
حازَتْهُ لِتُرْبَتِها
بِلا قَبْرٍ
ولاخَبَرٍ
ما لَكَ أَيُّها الْشَطُّ
هَلْ جاوَرَكَ الْحُزْنُ مِثْلَ الأَحِبَّةِ؟
مُوَفَّقُ لَمْ يَعُدْ يُغَنّيكَ
وَلا تَراهُ مُحاوِراً "بَدْرِيَّةَ "
الَّتي عَجَنَتْهُ مِنْ طينِها
مُوَفَّقُ الْيَوْمَ بَيْنَنا
دَمْعَةٌ
وَآهَةٌ حَرّى عَلى وَجَعٍ خَسِرْناهُ
عَلى لِسانٍ يَصوغُ الْشَتيمَةَ لِلْمُشْرِفينَ عَلى الْلُّعْبَةِ
لِلْحاكِمينَ وَهُمْ يُوَدِّعونَ الْراحِلينَ بإبْتِساماتِهِم
وَبِالْكَراسِيِّ الّتي يَتَبادَلونْ
يا شَطَّ الْحِلَّةِ مَعْذِرَةً
مُوَفَّقٌ ماتَ
ماتَ الْمُوَفَّقُ
أرى حِشودَ الْدَمْعَةِ زاحِفَةً
عَلى خَدَّيْكِ أَيَّتُها الْحِلَّةْ