تشير الأستاذة والكاتبة بلقيس شرارة في كتابها عن والدها "محمد شرارة من الأيمان إلى حرية الفكر " إلى محاور واتجاهات في تفكير والدها الادبي ونشاطه، فقد كانت داره في بغداد ملتقى للأدباء والشعراء والسياسيين حيث كانت تعقد فيه الندوات التي ساهمت في إطلاق الشعر الحديث.. وعن هذا الموضوع تمحور القسم الأول من محاضرتها في أمسية المقهى الثقافي العراقي في لندن، التي أقيمت في 25 تشرين الأول/أكتوبر2024، ويأتي بعده القسم الثاني الذي تناول ما عايشته في بيت الزوجية حين اقترنت بالمعماري والمفكر رفعة الجادرجي الذي كان فنانو ومعماريو العراق الرواد يلتقون فيه يتدارسون الأساليب الفنية المعاصرة وكيف تمخضت تلك الحوارات والجدل حولها عن المدرسة العراقية الحديثة في الفنون التشكيلية والعمارة.
قدم أمسية المقهى وادارها الفنان التشكيلي العراقي فيصل لعيبي صاحي وقد بدأ بالتعريف بضيفة المقهى:
" تعتبر بلقيس نفسها من المحظوظين أو المحظوظات عندما ولدت في بيت محمد شرارة، بيت يعود تاريخ العائلة في نظم الشعر والأدب إلى أجيال حيث كانت تعقد فيه المجالس الأدبية منذ القرن التاسع عشر". وأضاف الفنان لعيبي فقال إن بلقيس ولدت في النجف في الثالث من شهر شباط عام 1933.وأنتقلت مع أسرتها إلى مدينة بغداد، وفي سن مبكّر حضرت الندوات الشعرية الأسبوعية التي عُقدت في دار والدها، التي كان يؤمها الشباب من الشعراء والكتاب آنذاك. وعندما تخرجتْ من الثانوية، التحقت بكلية الآداب لدراسة الأدب الإنكليزي. واقترنت في عام 1954 بالمعمار رفعة الجادرجي..
وأكد فيصل على إن الأستاذة شرارة: "عاصرت النهضتين اللتين حدثتا في الشعر من جهة، والفن والعمارة من جهة أخرى". ثم واصل تعريفه بسيرتها ومنجزها فذكر إنها: " في عام 1982، تركت العراق برفقة زوجها إلى الولايات المتحدة وقضت عشر سنوات، والتحقت بفرع الأنثروبولوجي في جامعة هارفرد، لكنها لم تستطع ان تكمل ذلك بسبب اصابتها بأوجاع الظهر. ثم عادت مع زوجها واستقرت في لندن، وبعد وفاة شقيقتها حياة، ابتدأت الكتابة، وقد صدر لها مجموعة من الكتب:
1-جدار بين ظلمتين.
2-محمد شرارة من الإيمان إلى حرية الفكر.
3- الطباخ دوره في حضارة الإنسان.
4- هكذا مرت الأيام.
5- رفعة الجادرجي، حياة غنية حافلة بالإنتاج.
5- مقدمة لكتاب " اّذا الأيام أغسقت"، من تأليف شقيقتها الراحلة حياة شرارة.
ولها مقالات ومواد صحفية عن بعض الشخصيات التي لعبت دوراً هاما في الحياة الثقافية العراقية والعربية، نشرتها في صحيفة المدى وغيرها من الصحف". ثم دعا الفنان لعيبي الحضور إلى سماع محاضرة ضيفة المقهى الكاتبة الأستاذة بلقيس شرارة والتي كانت بعنوان: (النهضة الأدبية والفنية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي في العراق). وابتدأت السيدة شرارة بالحديث عن البيئة التي هيأت لتلك النهضة:
" نمت الحركة الوطنية وازدهرت في العراق، في عقد الأربعينيات وبداية الخمسينيات، خاصة بعد الانفتاح الفكري والسياسي الذي تلا الحرب العالمية الثانية، فأجيزت الأحزاب وصدرت الجرائد الوطنية، ولعب رؤساء الأحزاب دوراً مهماً في تنوير الفكر العراقي، وكان لهم دورا مهما في توعية الشعب ومساءلة السلطة. كما كان للجرائد دور مهم في بلورة تلك الأفكار. كما برز دور الحزب الشيوعي، الذي لم يجز علناً، في دوره القيادي في التظاهرات التي حدثت آنذاك".
واستطردت في حديثها عن تلك البيئة قائلة:" بسبب هذا الانفتاح تمخض عقد الأربعينيات عن ظهور حركة ثقافية واسعة، واكبت الحركة الوطنية في العراق، وانقلبت إلى ثورة فكرية في جميع المجالات الأدبية والفنية والسياسية والاجتماعية. فازدهرت الأفكار الماركسية والاشتراكية والليبرالية والقومية. كما برزت حركات أدبية كانت في صراع مع الأفكار اليسارية هي البودلورية والوجودية والفرويدية. كانت بغداد هي البوتقة التي تفاعلت وانصهرت فيها جميع الأفكار والحركات المختلفة الجديدة". وأشارت السيدة المحاضرة إلى ظهور:" جماعتان في تلك الفترة في الشعر والأدب، مجموعة تؤمن بالحرية الفكرية الفردية، كانوا يلتقون في المقاهي، واشتهرت مقهى "واق واق" في الأعظمية في لقاءت أولئك الشعراء والأدباء الذين كانوا متأثرين بالبودلورية التي ترجع إلى الشاعر الفرنسي شارل بودلير، والوجودية". وأضافت:" كان الجدل والنقاش يستقطب تلك اللقاءات، حيث كانوا يؤمنون بالعبثية بمفهومها الإيجابي كردود فعل أو ثورة على تقاليد المجتمع البالية".
وذكرت أنهم أسسوا في البداية جمعية "الوقت الضائع"، التي استلهمت اسمها من رواية "الوقت الضائع" للروائي الفرنسي مارسيل بروست، وقد ولدت تلك الحركة كتعبير عن حالة فرار من واقع مأزوم. وكان من بين أعضائها شعراء وأدباء وفنانون، منهم جواد سليم وأخوه نزار سليم ونزيهة سليم، وفؤاد التكرلي، نهاد التكرلي، جميل حمودي، عدنان رؤوف، إبراهيم اليتيم وبلند الحيدري.
ثم اشارت الكاتبة بلقيس إلى مجموعة أخرى من الشعراء والأدباء كانت تلتقي في دار والدها محمد شرارة، حيث عَرف منزله اللمسات الأولى لبداية الشعر الحديث.. وشخصت بعض الأسماء فقالت:" كان من بينهم الشاعرة نازك الملائكة وبدر شاكر السياب ولميعة عباس عمارة وأكرم الوتري وبلند الحيدري ومن الأدباء حسن الأمين وحسين مروة ومحمد حسن الصوري وصادق الملائكة وكريم مروة. كما ان حسن الأمين هو أول من نشر قصائد نازك الملائكة في "مجلة العرفان" اللبنانية".
وعن دور والدها أشارت السيدة بلقيس إلى:" كان والدي محمد شرارة لا يرحم في نقده اللاذع أحياناً، إذ كان يعتبر الشاعر ضمير المجتمع، والصوت الذي غنى الملاحم والمآسي خلال العصور التي مرّت على المجتمع العربي قبل فجر الإسلام، لذا عليه أن يلعب دوراً مهماً في المجتمع، وهذا ما أكد عليه بدر السياب في شعره في تلك الفترة. وقد صدر آنذاك "ديوان عاشقة الليل" لنازك الملائكة، وديوان "خفقة الطين" لبلند الحيدري، وديوان "أزهار ذابلة" لبدر السياب".
وأكدت الأستاذة شرارة على أن تلك الدواوين :"غيّرت بدورها من مفهوم الشعر، وهزّت الأسس التي يقوم عليها من كلام موزون مقفى، وخرجوا عن الأنماط السائدة التي كان متعارف عليها في نظم الشعر وحققوا مفاجآت كبيرة في الرؤيا الشعرية، فقد أدخل هؤلاء الشعراء أساليب جديدة، محررين الشعر من قيوده القديمة من الأوزان والإيقاعات، ونأى شعرهم عن المديح أو الارتهان لجهة معينة، وأصبح حاجة وجودية وإبداعية، حققوا من خلاله ذاتهم الإبداعية".
وضمَّنت السيدة بلقيس محاضرتها أراء النقاد بهذه الحركة الشعرية واحتفاءهم بها عراقيا وعربيا وجاءت بأمثلة على ذلك وقرأت نصوصا شعرية، كنماذج من إنتاج تلك المرحلة، وتطرقت إلى مواقف وأحداث كان أبطالها الشعراء وكذلك عن علاقاتهم فيما بينهم.
وفي القسم الثاني من محاضرتها فقد كرسته الأستاذة شرارة عن صيرورة الحداثة في الجانب التشكيلي العراقي فقالت:" عندما اقترنتُ برفعة الجادرجي في عام 1954، وجدت تشابهاً كبيراً بين اجتماعات الشعراء والأدباء في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي في دار والدي، واجتماعات الفنانين والمعماريين في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي. إذ كانت معظم تلك الاجتماعات تعقد ليلة الخميس، حيث يسهرون لساعات متأخرة، وهم في جدل مستمر عما يجب ان تكون عليه وظيفة الفن بالنسبة للمجتمع".
وكان رأي السيدة المحاضرة أن معظم الفنانين الرواد هم ممن درسوا الفن في أوربا وتأثروا بالأساليب الفنية هناك لكنها وصفتهم انهم كانوا حين عودتهم إلى العراق:" من الشباب المتمرد والمتحمس الذي يحاول إيجاد أسس جديدة لخلق حركة فنية جديدة في العراق، وابتكار طابع عراقي متميز. كما كانوا متتبعين لما يحدث في العالم ولم تقتصر معلوماتهم على الفن فقط، وإنما شملت المسرح والبالية". وذكرت أيضا أنه كان:" من مؤسسي "جماعة الرواد"، في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، فائق حسن ونوري الراوي ومن أعضائها: إسماعيل الشيخلي والدكتور خالد القصاب والدكتور قتيبة الشيخ نوري وزيد صالح ومحمود صبري وعيسى حنا وغيرهم". وأشارت إلى سعي بعضهم إلى ربط أساليب الحداثة بالأفكار الإنسانية وسبل النهوض بمجتمعهم:" كان موقف فائق هو: "يتعين على الفن آلا يكون له علاقة في أي مسألة سوى التقانة المتميزة، وقد أنتج فائق أول لوحة يصّور بها فتاة أعرابية مع ماعزة، وكان لها أهمية كبيرة، إذ كانت أول صورة استخدمت تقنية مهنية متقدمة، وهي في ذات الوقت تمثل موضوعاً محلياً له مسحة ولون وروح عراقية ". وأضافت بهذا الصدد: " كما كان للفنان محمود صبري دور في توجيه الفن نحو المساهمة في الحركة التقدمية بحيث يصبح جزءاً منها، فبدأ عمل محمود وموقفه من الفن يؤثر في الفنانين الآخرين من حيث يعلمون او لا يعلمون. وأخذ يقودهم نحو قناة جديدة من فن يعكس حياة اجتماعية ذات واقعية معينة بل ذات صبغة خاصة هي صبغة الثورة العمالية الفلاحية كما يتصورها. فنجد العامل بعضلات منتفخة تكاد تتفجر حيوية، والفلاح النحيل الطويل وهو يتوجس بانتظار مصير آخر وعهد آخر، ورسم العامل والسجين والنساء الكادحات، بألوان داكنة وخطوط متناسقة صهرت لتعّبر عن البيئة العراقية بقوة وأصالة، وانعكست مفاهيمه اليسارية في فنه، لكنه لم يتبع المدرسة السوفياتية الواقعية ". وتطرقت الأستاذة المحاضرة إلى المجموعة التشكيلية الثانية فقالت انها كانت: " برئاسة جواد سليم فقد أسس " جماعة بغداد" في عام 1951، وكان من المؤسسين جواد سليم وشاكر حسن آل السعيد ومحمد الحسني، وكان اعضاؤها أيضاً نزيهة سليم ونزار سليم وخالد الرحال ومحمد غني حكمت، والكاتب جبرا إبراهيم جبرا، والمعمار قحطان عوني. كانت تؤمن بأن الفن يجب ان يكون له ابعاد فكرية أخرى، ويجب ان تتوفر الحرية اللازمة للفن وهي حاجة ماسة له في الإبداع، وكلاهما ركّز على الخصوصية العراقية في الرسم والنحت".
وذكرت الكاتبة شرارة العديد من الأمثلة عن أساليب وموضوعات لوحات هؤلاء الفنانين.. ومن الجدير بالذكر ان الأستاذة المحاضرة كانت تستعرض تلك الرسومات واللوحات على الشاشة الكبيرة إضافة إلى صور وبورتريهات الفنانين أنفسهم وبعض المشاهد من لقاءاتهم او لقطات من معارضهم.
لم يقتصر ما بحثته المحاضرة على تجديد الشعر والرسم في العراق فقط، وإنما شمل العمارة أيضاً. فقد ذكرت شرارة:" عاد في الأربعينيات والخمسينات من القرن الماضي معماريون تخرجوا من الجامعات في أنكلترا والولايات المتحدة، وكان لهم أثر في تطوير العمارة العراقية، كما كانوا جزءاً من الحركة الفنية. أصبحوا بعد فترة من الزمن قادة العمارة في الشرق الأوسط، مثل محمد مكية ورفعة الجادرجي وقحطان عوني وقحطان المدفعي. وبرزت ثلاثة اتجاهات. النقلة التي قام بها رفعة الجادرجي هي صهر التراث بالحداثة، وآلا يكون عبداً للتراث، وإنما التراث وسيلة لإعطاء طابع محلي بتقنية حديثة، بما في ذلك مسألة الهوية. أما المعمار محمد مكية فقد استعمل الزخارف والنقوش الإسلامية من غير تطوير جذري ملموس، ولكنه وضعها ضمن هيكل معاصر متقدم ودمجها في العمارة الحديثة كنقوش فقط. أما بعض المعماريين، فقد التزموا بالأشكال المعمارية الغربية من غير الالتفات إلى مفهوم متطلبات الحاجة والمتطلبات المحلية".
بالإضافة إلى ذلك فقد ذكرت الأستاذة شرارة ان وزارة الإعمار دعت أهم المعماريين الأوربيين والأمريكيين الذين كان لهم دور مهم في تطوير الهندسة المعمارية نحو الحداثة، وكان معظم الذين دعيوا قد شاركوا في تأسيس حركة الباوهاوس في عام 1930 في المانيا، مثل ولتر كروبيوس/ Walter Gropius، الذي كلف في تصميم جامعة بغداد، وهو الذي أسس الباوهاوس في فايمار في ألمانيا، وقلبت تلك الحركة المفاهيم المعمارية آنذاك، وركزت على البساطة والوظيفة وقابلية الوصول في التصميم إلى المتلقي.. كما كان لها تأثير على الحركة الفنية ومن الذين عملوا الرسام بول كلي/ Paul Klee، والرسام فاسلي كاندنسكي/ Wassily Kandinsky، والفوتوغرافي لازلو ماهولي ناكي/Laszlo Moholy-Nagy. كما دعي المعمار الأمريكي فرانك لويد رايت الذي انيط به تصميم أوبرا في بغداد، والمعمار الفرنسي لوكوربوزية في تصميم ملعب الشعب.
ولكن السيدة بلقيس استدركت فأكدت أسفها لأن:" معظم هذه المشاريع لم تنفذ بل ظل بعضها تخطيط على الورق. لكن استمرت هذه النهضة أثناء عقد الخمسينيات حتى ثورة 14 تموز، واستمرت في تطوير الفن خاصة، إذ بعد ثورة 14 تموز، طلب عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء من رفعة الجادرجي الذي كان مدير الإسكان آنذاك، تصميم ثلاثة أنصبة، أحدهم: الجندي المجهول والثاني ثورة 14 تموز والثالث نصب الحرية. فصمم رفعة نصب الجندي المجهول، وذهب إلى دار جواد، ودار الحديث بينهما: قال له: لقد طلب مني عبد الكريم قاسم تصميم نصب لثورة 14 تموز، وسيكون النصب في مدخل حديقة الملك غازي سابقاً التي سميت بساحة التحرير. وسأجهز لك المكان (قاعدة النصب ع.ر) الذي يوضع فيه النصب، والموضوع سيكون عن: ما قبل الثورة، والثورة وما بعد الثورة. وسيكون (على شكل) لافتة بخمسين متراً. تحّمس جواد جداً للفكرة، وأجاب رفعة: إنه لم ينُحت نصب بهذا الحجم منذ زمن الآشوريين.
وبعد أن صمم رفعة لافتة نصب 14 تموز، عرض التصاميم الأولية على جواد سليم، وقال له" "هذه لافتة طولها خمسون متراً وارتفاعها عشرة أمتار، فهل تستطيع ملأها بنحت برونزي؟ فتأمل جواد قليلاً، وقال إن هذه أعظم فرصة في حياتي، وإن هذا العمل سيجعلنا نرتبط بالآشوريين وإنه سيكون أكبر عمل في العراق لمدة طويلة".
وذكرت السيدة بلقيس أن رفعة طلب من جواد سليم ان يقّسم الجدار ما قبل الثورة فيرمز إلى التهيؤ لها، والثورة، وبعد الثورة الذي يرمز إلى الازدهار المتوقع في الصناعة والزراعة. وأضافت بلقيس: " قد اكُمل النصب بعد وفاة جواد سليم المفاجئ، في عام 1961". ثم استطردت لتقول:" وفي عقد الستينيات، ظهر جيل آخر من الفنانين، الذين كان بعضهم تلامذة الجيل الأول، واستمرت الحركة الفنية خلال ذلك العقد، بالرغم من الأوضاع السياسية والانقلابات التي حدثت في ذلك العقد، وأدت بدورها تدريجياً إلى هجرة العقول من العراق".
وهكذا كانت محاضرة الكاتبة بلقيس شرارة زاخرة بمعلومات وأحداث كانت نفسها شاهدة عليها ورصدتها بروح تحليلية ومعالجة نقدية ـ أكاديمية ترتبط باهتمامها الأنثروبولوجي حيث رصدت نهوض الحركتين الفنية والأدبية في العراق ومسار صيرورتها، وقد حظيت محاضرتها في المقهى الثقافي باهتمام واضح من الحضور تجلى ذلك في كثرة المداخلات والتساؤلات والتي عقبت واجابت على جميعها الأستاذة شرارة بتفصيل وبقرائن تاريخية موثقة، يؤسفنا اننا في هذه التغطية، لضيق المجال لا نتمكن من الإحاطة بها.